حين تغيب الدولة… مرجعيات دينية وعشائرية تعيد الحق للاجيء سوري تعرضت ابنته للخطف والاعتداء في لبنان

ما السبيل الذي ينبغي أن يسلكه مواطن تعرضت ابنته للاختطاف والاعتداء عليها واحتجازها في منزل أهل المعتدي عليها بضعة أيام في دولة غابت عنها مؤسساتها القضائية والأمنية ولم يجد من يسمع شكواه وينصر قضيته ويعيد له حقه؟

في الرواية التالية التي انفردت بها قناة همسة اللبنانية، وتابعتها منذ بدايتها حتى نهايتها، لجأ لاجيء سوري تعرضت ابنته للاختطاف والاعتداء من قبل شاب قاصر هو الآخر في أحد أحياء بيروت، إلى المرجعيات العشائرية والدينية في الشمال اللبناني، إذ أخفقت كل محاولاته في اللجوء إلى القضاء، بعدما تقدم بشكوى لإلقاء القبض على الجاني المعروف عنوانه بسبب ما تتمتع به عشيرته من نفوذ في المنطقة، ولتتحول قضيته إثرها إلى قضية رأي عام، وخاصة بعد أن استنجد والد الضحية بأهالي حي درب التبانة في مدينة طرابلس، وتجمّع شباب الحي في اعتصام شعبي، وطالبوا بتسليم الضحية لعائلتها.

قصة الاعتداء على الطفلة

في حيثيات الرواية، والتي روى فصول مأساتها الأب إلى القناة المذكورة، خرجت ابنته البالغة من العمر ثلاثة عشر عاماً من منزل العائلة مساء يوم العشرين من الشهر الماضي، قاصدة أحد محال البقالة، وحينما طال غيابها أكثر من المعتاد، خرج أبيها مع أخوتها بحثاً عنها، الأمر الذي أحدث صخباً وضجة في الحي، وليتفاجأ بابنته برفقة نسوة يسحبنها وهي تصرخ وتبكي وتقول له: ( خطفني يا بابا )، فما كان من النسوة سوى العودة بالفتاة إلى منزل الجاني، ولتبدأ جولات معه بعد أن تمكن من الدخول إلى المنزل الذي تم احتجاز ابنته فيه برفقة رجال من الحي ومن أقرباء الجاني، في محاولة لفرض الأمر الواقع وعقد قران الضحية القاصر على الجاني بهدف لفلفة القصة، وعدم تعريض الجاني إلى أي عقوبات، في الوقت الذي حرموا والدتها من رؤيتها، مع بث الخوف لديها لإرغامها على عدم العودة إلى منزل أهلها، بحجة أن والدها سوف يقتلها، وإقناعها على الاعتراف بحبها للجاني.

يقول الأب الذي التقت به القناة في بثها المباشر من الشارع، ومن منزل أحد المرجعيات الدينية الشمالية: (تمكنت من الهرب من منزلي بعد محاصرتي به من قبل شبان من عشيرة الجاني، وقطع خط الاتصالات عني، ولجأت إلى المشايخ وزعماء العشائر).

الدور الإيجابي للمرجعيات الدينية والعشائرمع غياب مؤسسات الدولة

هؤلاء الذين استغاث بهم والد الضحية، بدورهم لبوا استغاثته وتبنوا قضيته، وقد جرى التفاوض مع جهات دينية في بيروت ومع عشيرة الجاني، سعياً منهم على حد قول رئيس هيئة علماء المسلمين في الشمال: (عدم حل الأمور في الشارع)،  وقد تمكّنوا بالترتيب عن طريقهم ومتابعة القضية مع مفتي الجمهورية، وقائد القوى الأمنية في الشمال، من استعادة الفتاة وتسليمها إلى أهلها، أمام إصرارهم على عدم عقد قرانها على غريمها المعتدي عليها، وترك الأمور منوطة، بالمستقبل ريثما تقر الفتاة هي بنفسها مصيرها.

ولا بدّ هنا أن نثني على موقف الأب الشجاع، الذي لم يتستر على الجريمة التي وقعت ضحيتها ابنته، وكذلك لم يستسم أمام كل الضغوطات والنفوذ العائلية التي يتمتع بها الجاني للتستّر على جريمة الجاني بجريمة أخرى، وهي تزويجها من مجرم ومنحه صك إفلاته من العقاب.

من الجدير ذكره، أن الجاني سبق واعتدى قبلها على قاصر أخرى، ولكن تم لفلفة الموضوع درءاً للستر والفضيحة، الأمر الذي شجعه على المضي في غيّه، وإجرامه والإقدام مرة أخرى على ارتكاب جريمة وقعت ضحيتها هذه الفتاة الصغيرة، وربما هناك جرائم اعتداء أخرى له تم التستر عليها ولم يسمع بها أحد.

ضرورة عدم التستر على جرائم الاعتداءات الجنسية

هذا ما حرصنا على المطالبة به نحن في مؤسسة نداء، كما كل المؤسسات والجمعيات المعنية بمكافحة الاعتداءات الجنسية، وخاصة على الأطفال بأن يتم فضح الجاني، والاصرار على تقديمه القضاء لينال عقابه القانوني الرادع، حتى لا تتكرر فعلته، لأن السكوت عن جريمة الاعتداء هو تشجيع لآخرين المنحرفين على ارتكابها.

بالتأكيد يظهر هنا تقصير الأهل في إيلاء الاهتمام اللازم بابنتهم، والسماح لها بالخروج مساءً لوحدها من المنزل، وهي في سن ال13 عاماً، بسبب تكرار حوادث الاعتداء على الأطفال، التي نشرنا الكثير عنها هنا على موقعنا “نداء”، وكان الهدف منه توعية الأهل على بذل المزيد من الاهتمام، والرعاية والتوعية لحمايتهم أبنائهم  من أن يكونوا ضحايا تلك الاعتداءات.

*إعداد: القسم الإعلامي في مؤسسة نداء.

المصدر: قناة همسا اللبنانية


#حملة_لستم_وحدكم

*حملة توعية لمنع الاستغلال الجنسي للأطفال، تنظمها مؤسسة #نداء تزامناً مع اليوم العالمي لمنع ممارسات الاستغلال الجنسي للأطفال..