*تعرض الأطفال للتحرش في قطاع الرياضة بنسب أعلى من البالغين، وخاصة صغار السن
كشفت دراسة مصرية بعنوان (التحرش الجنسي في المجتمع الرياضي… دراسة انتربولوجيى)، للأستاذ د.”راني بهجت ناصيف” أستاذ في قسم علم النفس والاجتماع والتقويم الرياضي بجامعة حلوان، عن تعرض الأطفال من الفئات العمرية المختلفة، للتحرش في الوسط الرياضي أكثر مما يتعرض له البالغون، ويتعرض الأصغر سناً منهم لأشكال مختلفة من التحرش أكثر من الفئات العمرية الأكبر سناً .
الدراسة المنشورة في المجلة العلمية للتربية البدنية والرياضة، التي تصدرها جامعة حلوان، هدفت بشكل أساسي إلى الکشف عن مدى انتشار ظاهرة التحرش الجنسي في قطاع الرياضة، والتعرف على أشکاله في الفئات العمرية المختلفة للبنين والبنات، وتحديد من هم المتحرشين، وأماکن حدوث التحرش، وآثاره في المجتمع الرياضي، والتعرف على الفروق في ظاهرة التحرش الجنسي، وفقاً لبعض المتغيرات: النوع (ذکور-إناث) ، نوع النشاط الرياضي (فردي- جماعي)، طبيعة النشاط الرياضي (احتکاک بدني – بدون احتکاک بدني)، والفروق بنسب الانتشار حسب النشاط الرياضي الممارس
استند البحث إلى المنهج الأنثروبولوجي، واستخدم مقياساً (استبيان) من إعداد الباحث، واختيرت العينة بطريقة قصدية (عمدية)، لا يتطلب سحبها أن تکون ممثلة إحصائياً للمجتمع، وذلك لطبيعة الدراسة الاستکشافية التي يقوم بها الباحث، وحساسية المشکلة البحثية، وقد تکونت عينة الدراسة الأساسية من (313) لاعب ولاعبة، يمارسون (16) نشاط تنافسي، منهم (124) ذکوراً و(189) إناثاً، وتراوحت أعمارهم من ما بين(20-35) سنة، كما استخدم الباحث عدد من المعايير الكمية لجمع البيانات، ودراستها، وتحليلها وتحويلها إلى معلومات كيفية.
أظهرت نتائج البحث انتشار ظاهرة التحرش الجنسي في المجتمع الرياضي المصري بدرجة متوسطة، وكشفت عن فروق ونسب أکبر للفتيات في معظم المراحل العمرية المختلفة، بينما يتعرض الأولاد للتحرش اللفظي بنسب أعلى في المراحل العمرية الصغيرة، مثلاً: (أقل من 10 سنوات)، في رياضة الجمباز، والفتيات في رياضة السباحة، كما وجدت الدراسة أن المرحلة العمرية بين (11 -15) يتعرضون للتحرش اللفظي ومن الجنسين، بنسب عالية ومتتساوية بين الجنسين في رياضة السباحة، بينما يتعرض الأولاد ما بين سن (16- 20) بنسب أعلى من الفتيات في رياضة السباحة، والفتيات من السن نفسه يتعرضن لنسب أعلى من التحرش في رياضة الهوكي.
يؤكّد البحث أن التحرش الجنسي منتشر بشكل لافت في كل الرياضات، وبين الجنسين، وتختلف نسب انتشاره وأشكاله حسب سن الضحايا، والأصغر سناً من الجنسين الأكثر عرضة لكل أشكال التحرش.
كما بينت الدراسة، إن التحرش اللفظي أحد أکثر أشکال التحرش الجنسي انتشاراً، يليه التحرش الجسدي، ثم التحرش الکامل الذي يشمل التلامس.
أما عن المتحرشين، فقد كشف الدراسة أن اللاعبين واللاعبات هم أکثر المتحرشين، ويليهم المدربين، ثم الإداريين في الأندية الرياضية، ويحدث التحرش الجنسي في معظم الأماکن، سواء داخل النادي أو خارجه،
حسب نتائج الدراسة، فإن التحرش الجنسي ينتشر في معظم النشاطات الرياضية، وبنسب أکبر في رياضة السباحة، وآثاره على الضحية تصل إلى تغيير النادي، أو تغيير النشاط الرياضي، وحتى الانسحاب من الرياضة، ونادراً ما يتم تقديم شکوى ضد المتحرش، وعند تقديم شکوى نادراً ما يُعاقب المتحرش، وغالباً يتم التعتيم على القضية.
*المصدر: المجلة العلمية للتربية البدنية وعلوم الرياضة، المجلد 91، جزء 3، مارس 2021م، جامعة حلوان، ص 24-48.
*إعداد: خولة حسن الحديد