على الرغم من أن المعتدين هم من المدربين بشكل عام، فقد أشار تقرير أعده عام 2018م ( Biornseth et Szabo )، ووفق أبحاث أجروها حينها، تبين أن (زملاء اللاعبين يمكن أن يكونوا هم من يقدم على الاعتداء )، ولاحظ معدا تقرير “حماية الطفل في الرياضة”، كل من (M Turner and P McCrory)، المنشور عام 2004 في مجلة “Br J Sports Med ” أنه في ألعاب السباحة، فإن الاعتداءات الموثّقة بغالبيتها تقريباً وقعت على فتيات من قبل مدربين، بينما في لعبة التنس، وأيضاً ضمن الاعتداءات الموثّقة، كان هناك جرائم تورط بها المدربين الرجال على أطفال ذكور، ويقول التقرير: ( أنه وضمن السياق الرياضي يكون الأطفال في وضع ضعيف، غالباً ما يستفيد المدربون من هذه الثغرة، للتلاعب بها وإساءة استخدامها).
كما جاء في دراسة مستقلة، أجرتها لجنة التحقيق المستقلة في الاعتداء الجنسي على الأطفال، أنه من بين 3939 من ضحايا الاستغلال الجنسي، الذين تقدموا بشكاوي ما بين عامي 2016 و 2021م، هناك 64 منهم ضحايا في البيئات الرياضية، وقالت الدراسة أن 91% من هؤلاء الأطفال” تعرضوا لاعتداء جنسي من قبل المدرب، أو من قبل متطوع في منظمة رياضية”، نظراً لأن الرياضة توفر بيئة مواتية للاتصال الجسدي، وخاصة أن هؤلاء الأطفال المعرضين للخطر، يكونون بعيدين عن والديهم، وثمة مشكلة أخرى تتمثل في اختلال موازين القوى، وهو أمر بالغ الأهمية، ويزيد من ضعف وضع الأطفال، ويستغل المدربون ومن في السلطة وضع الأطفال الضعيف، من خلال استغلال مكانتهم ك ” شخصية مهمة ” في عيونهم كوصي، أو حتى بدور شخصية الأب في بعض الأحيان، وبالتالي فإنه يمكن للأفراد في مناصب السلطة، مثل المدربين أن يشكلوا تهديداً على الأطفال، خاصة بسبب الخاصية الفريدة للبيئة الرياضية، التي تشمل على وجه الخصوص:
– أهمية العلاقة بين المدرب والرياضي.
– كثافة التدريبات الرياضية – التوقعات في المنافسة.
– اهتمام وسائل الإعلام بالرياضيين الشباب.
– الوقت الذي يقضيه الطفل في مراكز التدريب.
– عمليات استقطاب الرياضيين الشباب، والبعد عن المنزل والبيئة المدرسية، وعموماً لا يخضع الصغار إلى المراقبة، وبالتالي فإن أخطار استغلالهم ضمن هذه البيئة تكون بنسبة مرتفعة، الأمر الذي يترك ندوباً شديدة الخطورة، وطويلة الأمد وأحياناً جسدية.
يقول تقرير آخر (Fortier, Parent & Lessard )، سابق لتقرير حول إساءة معاملة الأطفال واستغلالهم في الأندية الرياضية، أنها تنبع من مشكلة اختلال في ميزان القوى، الأطفال ضعفاء، وغالباً، ما لا يكونوا على دراية بما يحدث لهم، لأن المعتدين يتلاعبون بهم منذ صغرهم، بالإضافة إلى ذلك ، فإن الخوف من عدم التصديق، والعار، والشعور بالذنب، وعدم وجود شخص للتحدث معه، كلّها عوامل تمنع الأطفال من التقدم بشكاوى.
*المصادر:
-صحيفة Liberation الفرنسية
-موقع Disclose الإلكتروني.
-موقع https://bjsm.bmj.com
ترجمة وإعداد: دلال ابراهيم.