منتدى فرصة الرياضة ومناقشة الاستغلال الجنسي للأطفال وتفعيل سبل الحماية

ناقش منتدى “فرصة الرياضة”، الذي انعقد ما بين 21 و22 تشرين الثاني/ نوفمبر للعام 2019م، في جنيف، وضع حقوق الطفل في عالم الرياضة، بالإضافة إلى مجموعة من قضايا حقوق الإنسان الأخرى، وقد حضر المنتدى مئات المندوبين عن دول العالم، وناقشوا السبل التي تسمح بتحقيق عالم آمن للرياضة، ويحترم كامل حقوق الإنسان، وقد ألقت مفوّضة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان “ميشيل باشيليت” كلمة الافتتاح.

تقرير خاص حول الاستغلال الجنسي للأطفال

 بالتزامن مع المنتدى أصدرت مقرّرة الأمم المتّحدة الخاصة المعنيّة ببيع الأطفال واستغلالهم جنسياً “مود دي بوير-بوكيشيو”، نسخة مبسّطة ومختصرة عن تقريرها الصادر في العام 2018م، بعنوان: (اللعب بأمان)، وكانت قد صرّحت قبل المنتدى بما يلي: (منذ سنّ مبكرة جدًاً، يخرج الأطفال إلى الملاعب، ويغطسون في برك السباحة، ويتعثّروا على الحصيرة الرياضيّة، ويركضون في الحلبات… طلبًا للمتعة، واللياقة البدنية، والرفاق والأصدقاء، وسواء حلم الطفل حلماً يغيّر حياته، أم تمتّع بالرياضة اليومية، تنقلب حياته رأساً على عقب وإلى الأبد، إذا ما تعرّض للاعتداء أو الاستغلال الجنسي، فتتحطّم الأحلام، ويتهاوى الفرح، وتنكسر القلوب، والعقول والهيئات).

كما أضافت المقرّرة الخاصة : (يحقّ لكلّ الأطفال بأن يكونوا بأمان وسلامة في عالم الرياضة، بجميع مجالاته ومستوياته، وعلى الرغم من ذلك، يبقى الكثير منهم غير محميّ، ويكون الأطفال أكثر عرضة للخطر في غرف تبديل الملابس مثلاً، وفي الملاعب، وعند السفر، وفي منزل المدرب وسيّارته، وخلال المناسبات الاجتماعية وغيرها)، واعتبرت المقرّرة الخاصة أنّ ديناميات السلطة، وغياب الرقابة المستقلة، غالباً ما تضعان الأطفال في دائرة خطر استغلالهم المروعة.

مود دي بوير-بوكيشيو

مضمون التقرير حول تفشّي الاعتداءات الجنسية على الأطفال

نظر التقرير المذكور سابقاً، في مجموعة من انتهاكات حقوق الطفل، بما في ذلك الإتجار، والإيذاء، والاستغلال والبيع في سياق الرياضة، وبالرغم من أن العديد من النتائج التي توصّل إليها التقرير مقلقة، إلا أنّه أشار أيضاً إلى أمثلة مشجّعة عن عالم الرياضة، الذي اتّخذ إجراءات محدّدة تحمي الأطفال، وتحاول معالجة أضرار المآسي التي سبق أن وقعت.

يُشير التقرير إلى أنّ استغلال الأطفال جنسياً في عالم الرياضة منتشر، ومتفشٍ على نطاق واسع، وهو لا يزال بدون رقابة، ويشعر الضحايا بأنّ الخوف من الإقصاء، والعار، وتكذيبهم وإلقاء اللوم عليهم، يجبرهم على البقاء صامتين، في حين أنّ عدداً من الأطفال الآخرين، لا يدرك بكلّ بساطة أنّه يعيش علاقة مسيئة.

تعدّد أشكال استغلال الأطفال

بالتوازي مع تفشي الاعتداء الجنسي على الأطفال في عالم الرياضة، لا يزال العديد من انتهاكات حقوق الإنسان الأخرى قائمة ضدّ الأطفال، وقد ذكرالتقرير أمثلة عدة منها، من بينها: تهريب لاعبي كرة القدم الشباب من غرب إفريقيا وأميركا اللاتينية إلى أندية أوروبية وآسيوية، وعمالة الأطفال (لا سيما أثناء التحضير لأحداث رياضية كبرى)، وإساءة معاملة الأطفال واستغلالهم اقتصادياً، وبهذا الصدد قالت المقررة الخاصة: (لا ينبغي أن يكون أيّ مركز رياضي محصناً ضدّ التدقيق والمساءلة عن هذه الجرائم البشعة بحقّ الأطفال، ومن المهمّ للغاية أن تقوم المنظّمات الرياضية المختلفة بتوحيد إجراءات الحماية، والسياسات الخاصة بها، لتجنّب أوجه التباين وتعزيز حماية الأطفال، ويجب أن يصبح التحقّق من خلفيّة أي فرد يعمل مع الأطفال، إلزامية في جميع المؤسسات الرياضية)، كما دافعت المقرّرة الخاصة بشدة عن إنشاء آليات إبلاغ مستقلّة، يمكن الوصول إليها وملائمة للأطفال، وتسمح بكسر الصمت.

ماري هارفي

في حين دعمت الرئيسة التنفيذية لمركز الرياضة وحقوق الإنسان “ماري هارفي” نتائج التقرير، وقالت: (يختار معظم الأطفال الرياضة من أجل الترفيه والمرح، أمّا بالنسبة إلى بعضٍ منهم، فقد تُشكّل المستقبل الذي يختارونه، ولكن في جميع الحالات، يتمتّع الأطفال بالحقّ في المشاركة في الرياضة في سياق بيئة آمنة وممتعة، وللأسف، ليست هذه هي الحال دائماً، ويتمثّل التحدي في ضمان تنفيذ الدول، وجميع الأطراف المعنيين الآخرين التزاماتهم القانونية الحالية، والحفاظ على سلامة الأطفال).

مزيد من إجراءات الوقاية ومعالجة الضرر

اعتبرت المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة، إنّ مصالح الطفل الفضلى أساسيّة لتوجيه أي برنامج رياضي، ودعت الدول إلى ضمان آليات مستقلّة للإبلاغ والرقابة، وتسمح بتقديم الشكاوى من دون أيّ خوف من الانتقام، وحثّت جميع دول العالم على التصديق على القوانين الدولية التي تحمي الأطفال، وعلى تطبيقها وسنّ قوانين وطنية واضحة، وكاملة توفّر الحماية اللازمة) ، وختمت بالقول:

(من الضروري أن تتّخذ المنظّمات الرياضية تدابير تحدّد هذا النوع من الجرائم البشعة، وتمنع وقوعها، وتخفّف من حدتها وتعالج آثارها، وفي التقرير توصيات عمليّة تحثّ المسؤولين الحكوميّين، والمدربين، وأولياء الأمور، وأعضاء النوادي أو الفرق على اتّخاذ المزيد من الإجراءات).

*المصدر: الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة، نوفمبر 2019:

https://www.ohchr.org/ar/stories/2019/11/when-sport-becomes-dangerous-playing-field-children

*إعداد: خولة حسن الحديد.