مؤسسات دولية: انتشار استغلال الأطفال جنسياً في قطاع الرياضة وقصور في علاج المشكلة

تعتبر الرياضة جزء أساسي من نمو الطفل البدني والعقلي، وفضاء يستمتع به، حيث ووفق أحد الدراسات، يشارك ما يقرب من 60 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 6 و 18 عاماً في اللقاءات الرياضية المنظمة كل عام، ولكن يتعرض، وللأسف الكثير من الأطفال، وفي أحيان كثيرة لسوء المعاملة والاستغلال في تلك البيئة الرياضية، ويستمر هذا الأمر دون أن يلاحظه أحد، ويرجع هذا إلى مجموعة متنوعة من العوامل، مثل عدم القدرة على التعرّف على العلاقات المسيئة، وكذلك العار الذي قد يشعر به الرياضي الشاب، عند محاولته الإدلاء بشهادته.

وفقاً للإطار القانوني الدولي، ينبغي على المنظمات الدولية، وكذلك الدولة الوطنية، معالجة هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان. ومع ذلك، لا يتم احترام هذا الالتزام في كثير من الأحيان، مما يعني أن الانتهاكات مستمرة، وتمر دون أن يلاحظها أحد.

تنص اتفاقية حقوق الطفل، على حق الأطفال في إسماع صوتهم في إدارة وممارسة الأنشطة الرياضية التي يشاركون فيها، ووفقاً للمادة 29 من الاتفاقية يقع على عاتق المشاركين في رياضة الأطفال، مثل المدربين، والمتطوعين والمهنيين واجب “ضمان ممارسة الرياضة في سياق التفاهم، والسلام، والتسامح والمساواة بين الجنسين، والصداقة والروح الرياضية بين الجميع”.

فيما وضعت منظمة الصحة العالمية تعريفاً لمفهوم إساءة معاملة الأطفال، على أنها “جميع أشكال سوء المعاملة الجسدية، أو العاطفية، أو الاعتداء الجنسي، أو الإهمال، أو المعاملة بإهمال أو الاستغلال التجاري أو غيره من أشكال الاستغلال، مما يؤدي إلى ضرر فعلي أو محتمل لصحة الطفل، أو بقائه، أو نموه، أو كرامته في سياق علاقة المسؤولية أو الثقة أو السلطة”. وثمة استغلال للأطفال وإساءة معاملتهم في العديد من الألعاب الرياضية، تتعرض لها الفتيات والأقليات، وكبار الرياضيين هم الضحايا في أغلب الأحيان.

تؤكّد منظمة هيومان رايتز ووتش في أحد تقاريرها عام 2012م، أنه “ليست الحاجة فقط في إجراءات تقديم الشكاوى، ولكن هناك حاجة واضحة لسياسات فعّالة لحماية الأطفال في الرياضة، ومن الضروري أيضاً تثقيف جميع الأفراد الذين يشكلون جزءاً من سلطة المؤسسات الرياضية، لتطبيق فحوصات منهجية مسبقة، لأولئك الذين يعملون مع الأطفال وكذلك تثقيف الرياضيين حول هذا الموضوع، وأخيرًاً، من الضروري إجراء المزيد من حملات البحث والتوعية حول الاستغلال الجنسي والبدني للأطفال في الرياضة، لإبقاء هذا الموضوع  مفتوحاً”.

من جانبها تدين منظمة “Humanium”، بشدة استغلال الرياضيين الشباب، كما وتدافع عن حق الأطفال في الترفيه والتسلية، وتصف هذه المنظمة نفسها بقولها: (نحن نعمل من أجل خلق عالم يمكن للأطفال فيه الحصول على حقوقهم بالكامل، نقوم بحملات توعية حول هذا النوع من الموضوعات، ونعمل مع المنظمات غير الحكومية لإحداث التغيير).

*المصادر:

-صحيفة Liberation الفرنسية

-موقع  Disclose الإلكتروني.

*ترجمة وإعداد: دلال ابراهيم.