تقرير يقول: 75% من الرياضيين الأطفال تعرضوا لانتهاكات واعتداءات جنسية خلال ممارستهم الرياضة

حقاً هو رقم يثير الرعب!!

 في تقرير نشره مؤخراً، أستاذ علم الاجتماع الرياضي مايك هارتيل، من جامعة إيدج هيل ( شمال غرب انكلترا )، يقول فيه أن 75% من الأطفال الذين مارسوا الرياضة، كانوا ضحايا للإيذاء النفسي أو الجسدي، وفقاً لدراسة أجراها على أكثر من 10 آلاف شخص ينتمون إلى ست دول أوروبية، والدولة الأكثر انتشاراً لهذه الانتهاكات والاعتداءات هي بلجيكا 80%، والأدنى نسبياً هي النمسا 70%، والشكل الأكثر شيوعاً للإساءة هو الإيذاء النفسي.،حيث جاء في تقريره أن ما يقرب من ثلثي الذين شملهم الاستطلاع قد تعرضوا لمثل هذه الإساءات، من قبيل الإذلال اللفظي الصريح للمدربين أضعف الإيمان، بينما هناك 44% هم ضحايا العنف الجسدي، وفي المقابل تُظهر نتائج التقرير استهتار مختلف قادة الرياضة الأوروبيين بهذا العنف الممارس بحق الأطفال، ولم يتخذوا أي إجراءات سوى النذر القليل لحماية الأطفال، بينما يتطلب حجم الخطر بذل المزيد من الجهود، واتخاذ اجراءات حازمة وفعالة بشكل ملموس، بدلاً من التظاهر باتخاذ سياسات استعراضية.

يقول “هارتيل” معد التقرير بهذا الصدد: (من الواضح أن النتائج التي توصلنا إليها مقلقة للغاية..لقد رأينا عدداً من الحالات البارزة لإساءة معاملة الأطفال في الأندية والمؤسسات الرياضية..وهذه الدراسة تساعدنا على فهم أبعاد المشكلة بشكل واضح).

يؤكّد التقرير أن العديد من الأندية، والهيئات الرياضية فشلت في توسيع الحماية الخاصة بها، وتتجاوز فيها الضمانات ضد العنف الجنسي، ويؤكّد “مايك هارتيل قائلاً:( لسوء الحظ، تشير هذه النتائج إلى قطاع لم يقوم بجهد لأداء الواجب عليه، لمعالجة القضايا العميقة الجذور في الرياضة).

كما أجريت الدراسة بالتعاون مع جامعة فوبرتال في ألمانيا، وتم إجراء لقاءات مع أشخاص تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، ممن مارسوا الرياضة عندما كانوا دون السن القانونية. وبلغ عدد الأشخاص الذين تم اللقاء بهم 10302 شخصاً، موزعون في النمسا، وبلجيكا، وألمانيا ورومانيا، وإسبانيا وبريطانيا، وإن لم تكن فرنسا ضمن تلك الدول التي جرت فيها المقابلات، إلا أنه تم الكشف مؤخراً عن العديد من حالات التحرشات والاعتداءات في البلاد، سواء أكان في ألعاب التزلج، أو الجمباز أو الجودو، تعود آخر دراسة أجرتها فرنسا  حول هذا الموضوع إلى عام 2009 فقط، ولكن منذ شكوى المتزلجة السابقة “سارة أبيتبول” في يناير 2020م ، والتي كشفت عن العنف الجنسي الذي تعرضت له منذ سن 15 من جانب مدربها ، فإن القضية لم يعد تتحمل السكوت عنها في عالم الرياضة، وبدأت تتدفق الشهادات، بينما انتقدت “سيمون بيلز”، في الولايات المتحدة الأمريكية، مكتب التحقيقات الفيدرالية والسلطات الرياضية، بسبب إخفاقهم في مكافحة العنف الجنسي الذي ارتكبه “لاري نصار”، الطبيب الشاذ جنسياً، من انتهاكات جنسية بحق الأطفال.

مشكلة غير منضبطة ومستمرة تحتاج إلى معالجة

يرى “هارتيل” أن هناك أربعة عوائق أمام الإبلاغ عن الاعتداء الجنسي في الألعاب الرياضية المنظّمة:

1 – عدم وجود إجراءات لتقديم الشكوى.

2 – يُنظر إلى الشكوى على أنها مشكلة فردية، وليست مؤسساتية.

3 – الطبيعة المغلقة للنوادي والمؤسسات الرياضية.

4 – نظام القناعات التي تحيط بتلك المؤسسات.

يخلص “هارتيل” للقول:( إن الرياضة يمكن أن توفر بيئة داعمة للاعتداء الجنسي على الأطفال )، وفي كثير من الحالات لا يتم معاقبة المعتدين، لسنوات عديدة قبل إدانتهم، إضافة إلى ذلك، غالباً ما تُحجم تلك المؤسسات عن الاعتراف بأن استغلال الأطفال قد يحدث في ظل مسؤوليتها، ناهيك أن معظمها لا يملك إجراءات للتعامل مع الشكاوي، أو الادّعاءات المتعلقة بإساءة معاملة الأطفال، حتى عندما يتم العثور على المعتدين المذنبين، والحكم عليهم بالسجن، فهذا لا يحل المشكلة، نظراً لأن الإساءة غالباً ما يُعاد تكرارها، بعد إطلاق سراحهم.

*المصادر:

– صحيفة Liberation الفرنسية.

-موقع  Disclose الإلكتروني.

*ترجمة وإعداد: دلال ابراهيم.