تقرير حول نتائج أول حملة توعية أطلقتها مؤسسة نداء

على مدار شهرين متتالين، نظمت مؤسسة “نداء” حملة توعية موجهة للأسرة بعنوان ( حماية الطفل من الاعتداء تبدأ من الأسرة)، وتحت شعار ( طفل آمن.. مجتمع آمن).

هدفت الحملة إلى توعية الأسرة بقضايا التحرش والاعتداء الجنسي على الأطفال، وكل أشكال الاستغلال الجنسي للطفل.

ركزت الحملة على أهمية علاقة الأسرة بالطفل في مختلف مراحل نموه، وضرورة بناء علاقة سليمة بين الطفل ووالديه، وأخوته ومحيطه أيضاً، والتوعية القانونية في هذا السياق في ضوء الاتقاقيات الدولية، اعتمدت في توصيل رسالتها على عدد من الأدوات ( صور وعبارات توعية، محاضرات وندوات، ورش عمل، فيديوهات توعية، ترجمة تقارير دولية خاصة بهذا الشأن، استقبال حالات تحتاج مساعدة، وتقديم المساعدة اللازمة ..الخ)، وذلك بهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الأسر والأطفال.

النشاطات ونسبة الوصول

*تم نشر 107 صورة مرفقة بعبارات ورسائل التوعية التي تطال مختلف جوانب العلاقة بين الطفل وأسرته، وجوانب التربية الجنسية، وتمت مشاركة غالبية هذه الصور من قبل 52 مجموعة معنية برعاية الطفل والأسرة، إضافة إلى 1170 مشاركة فردية.

*إطلاق شخصيات كرتونية لطفلين ( شمس ونجم)، ليتم استخدامها في نشاطات المؤسسة، وهذا ما تم في عدد من ورش العمل وغيرها من نشاطات.

*نشر فيديوهات توعية موجهة للأطفال والأسرة من إنتاج المؤسسة (عدد2) وفيديوهات عدد 3 من إنتاج جهات معنية بهذا المجال، حازت على 840 مشاهدة، وتمت مشاركتها 261 مرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

* تم تنظيم عدد من ورش العمل على أرض الواقع في الشمال السوري، كانت موجهة للأطفال والأمهات ( أربع ورش عمل)، تم الوصول خلالها إلى 120 طفل وطفلة، وإلى 52 أم، إضافة إلى ورشة عمل أونلاين حول التربية الجنسية عموماً.

*نشر عدد من مقالات التوعية الخاصة بالطفل وقضايا التحرش والاستغلال الجنسي من مختلف الجوانب( نفسية، اجتماعية، قانونية، إحصائية)، بواقع 10 مقالات.

*نشر تقارير دولية وبحوث مرتبطة بهذا المجال ( سبع تقارير وبحث).

*استقبال طلبات مساعدة ومتابعتها وتقديم الإرشاد والتوجيه اللازم لها، بواقع 52 حالة خلال شهرين، ما زالت متابعة بعضها جارية حتى اللحظة الراهنة.

*إطلاق برنامج إرشاد نفسي وقائي، والإعلان عنه، والتصريح عن إتاحته للجهات المعنية برعاية الطفل والأسرة، وإمكانية تدريب العاملين بهذه المؤسسات لتطبيقه، وتم مبدئياً الاتفاق مع جهة تعمل في تركيا ( عينتاب ، مرسين، أورفا)، ولها مكاتب في الشمال السوري (اعزاز وما حولها)، لتدريب العاملين والعاملات لتطبيق البرنامج وتقديم المساعدة اللازمة بهذا السياق.

*تنظيم دورة تدريبية حول تحليل رسوم الأطفال، والتعرّف مؤشرات تعرض الطفل لاعتداء من خلال رسوماته، موجهة للأسرة والمعلمين، سجل في الدورة 20 شخص، تم استثناء 8 منهم لعدم استيفاء شروط التسجيل، واستكمل الدورة عشرة أشخاص من المسجلين ال12.

* تلقي أسئلة خاصة بهذا المجال، حول تعرض الطفل للتحرش أو الاستغلال الجنسي والاعتداء،  والإجابة عليها عبر البريد الإلكتروني للمؤسسة ، وصفحتها على الفيس بوك، بواقع 220 سؤال، وتمت الإجابة بشكل خاص وسري على هذه الأسئلة، في حين نُشر بعضها علناً، بناءً على رغبة المرسلين ولنشر الإفادة، وعلى هذا الأساس تمت إضافة ركن خاص بتلقي الأسئلة على الموقع الإلكتروني.

*إعداد بحث علمي حول التربية الجنسية لأطفال متلازمة دوان في أحد الجامعات، والإضاءة من خلال البحث على عمل المؤسسة والحملة التي أطلقتها، والاستعانة بمنشوراتها والصور التي نشرتها في إعداد البحث.

*تابع الموقع الإلكتروني بعد إطلاق الحملة أكثر من 7 آلاف شخص، وكانت زيارة الموضوعات والأخبار المرتبطة بالحملة أكتر من 5500زيارة، فقبل إطلاق الحملة كان زوار الموقع 1200 شخص، وبعد الحملة وصل عدد المتابعين إلى 8200 متابع.

*تابع الحملة على صفحة المؤسسة على الفيس بوك 2019 شخص، وتلقت منشورات الحملة خلالها 363 إعجاب، زيادة الإعجاب بالصفحة بنسبة مضاعفة، إضافة إلى المشاركات المذكورة سابقا التي كان غالبيتها من خلال صفحة الفيس بوك.

*وصول طلبات انتساب لعضوية المؤسسة بواقع 26 طلب، لم يُقبل منهم إلا طلب واحد لأنه تم إيقاف الانتساب إلى حين تقييم المرحلة الأولى من العمل والتي تُعتبر “مرحلة جريبية”.

*صدور تقرير إعلامي واحد عن الحملة والمؤسسة عموماً

الصعوبات والمشكلات

واجهت عمل الحملة عدد من الصعوبات، أهمها:

* على الأرض كان سوء الأحوال الجوية وصعوبة التنقل في الشمال السوري، بحيث تم الاضطرار لإلغاء بعض النشاطات لهذه الأسباب، إضافة إلى صعوبات خاصة بآليات العمل على الأرض في تلك المناطق.

*تزامن وقت الحملة مع عطلات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، وعطلات منتصف العام الدراسي في عدد من البلدان، مما اضطرنا لتأجيل عدد من النشاطات في لبنان ومصر والأردن والإمارات إلى الحملة القادمة.

*مشكلات تقنية، تعرض لها المقيمين في مناطق مختلفة بالداخل السوري، منعت إنتاج نشاطاتهم بشكل أفضل، أو جلب حضور لها بشكل أوسع.

*مشكلات خاصة بطبيعة عمل المؤسسة، وغياب تعاون أغلب مؤسسات المجتمع المدني مع عملها، بحيث ما زال الكثير من العاملين في هذه المؤسسات لا يدركون حيوية هذا الموضوع، والمفاجىء كان أنه حتى المؤسسات الدولية التي تعمل مع السوريين في الشمال مثلاُ، لا تعتبر هذه القضية أولوية، وحرفياً كانت الأجوبة كانت على طلب الرعاية والدعم من العاملين برعاية الطفل، أن هذه القضية ( خارج سياق الوضع السوري)!

*مشكلات خاصة بالمؤسسة نفسها وآليات عملها، من مثل ضعف الصورة البصرية عموماً، وعدم توّفر الأدوات اللازمة للعمل بشكل أفضل، بسبب غياب التمويل والاعتماد بشكل كامل في العمل على التطوع وجهود المتطوعين، وعدم تفاعل عدد من أعضاء المؤسسة نفسهم مع نشاطاتها.

*مشكلات خاصة بترخيص عمل المؤسسة رسمياً في أكثر من مكان.

*غياب التغطية الإعلامية لنشاطات الحملة، وهذا تقصير كبير من قبل أعضاء المؤسسة من جهة، ومن قبل الإعلاميين أنفسهم الذين لم يهتموا بهذه القضية الحيوية.

*ضعف أو شبه غياب للتفاعل والنشاط على مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى ( تويتر، انستغرام)، وهذا يبرز ضعف التسويق، وغياب أي جهد لتحسين العمل على هذا الجانب من قبل أعضاء المؤسسة.  

الخلاصة:

أولاً، عندما أطلقت “نداء” كمؤسسة أهلية، أطلقت بجهود شخصية بحتة من قبل عدد قليل من الأفراد لا يتجاوزون أصابع اليد، وبدون تلقي أي تمويل أو دعم أو مساندة من أي جهة اعتبارية لا عامة رسمية، ولا خاصة، لكن عدد كبير من الذين بادورا للانتساب للمؤسسة – خاصة من السوريين – كان لديهم وهم كبير بمسألة التمويل أولاً، وبالحصول على مواقع وظيفية معينة، ومن الواضح أنه غالبية منهم بادروا للانتساب لهذا السبب في سياق بحثهم عن عمل، وهذا حق طبيعي للجميع، ولكن هذا المشروع منذ الإعلان عنه، صُرح بشكل واضح أنه مشروع غير ربحي، وأن العمل فيه مبدئياً تطوعي، ويبدو أن ثقافة التطوع المأجور هي السائدة بين غالبية الناس، رغم أن آليات العمل تُبين إمكانية الحصول على دخل وعمل مأجور، لكن ذلك يتطلب مزيد من الوقت وبذل الجهد لإثبات الحضور وإبراز أهمية هذا العمل.

ثانياً، ندرك كأعضاء في المؤسسة كل مناطق الضعف فيها، وفي عملها، ولكن المرحلة الأولى من العمل، اعتبرناها مرحلة تجريبية، لسبر آراء الناس وتوجهاتهم، ومدى تقبلهم للعمل في هذا المجال، وإمكانية الاستمرار،  وقياس درجة استجابات عامة الناس والمستهدفين بهذا العمل، وفي الحقيقة تبين أن الاستجابة عالية جداً، والحاجة ملحة أيضاً للعمل على هذه القضية، وعلى عكس المتوّقع، الكثير من الناس تقبلوا فتح باب هذه القضية  على مصراعيه.

ثالثاً، من الواضح أنه غالبية الناس في مجتمعاتنا لم تتآلف بعد مع العمل أونلاين، علماً أن كبرى المؤسسات الدولية تعمل بهذه الطريقة، لذلك الحاجة ملحة لترخيص المؤسسة سواء كمؤسسة أو بصفتها “جمعية” على أرض الواقع أمر ضروري، وهذا ما نعمل عليه منذ شهور، والنتائج مبشّرة قريباً.

رابعاً، مع نسب الوصول للفئات المستهدفة، المذكورة أعلاه، وبجهود فردية، وبدون أي تمويل يُذكر، ومع غياب أي دعم إعلامي أو معنوي من أي جهة أو مؤسسة من تلك العاملة في مجال العمل المدني، فإن الوصول لهذه النتائج يُعتبر إنجاز حقيقي، وحافز كبير يدفع للمواصلة بالعمل، وكعاملين في مجال الإعلام والتوعية والعمل المدني، ندرك أن تنظيم هكذا حملات والوصول للنتائج التي وصلنا إليها، تكلّف بعض المؤسسات الآلاف من الدولارات.

خامساً، لعل أهم ما توصلت إليه حملتنا من نتائج، هو ما حصلنا عليه من معلومات وإحصائيات في الشمال السوري، والذي يبرز الحاجة المُلحة إلى تأسيس دار رعاية خاصة لحماية  لضحايا الاعتداء الجنسي من الأطفال، وبشروط إنسانية ومهنية، وهذا أحد طموحاتنا المستقبلية.  

وأخيراً، لأننا ندرك الحاجة للتطوير وتحسين آليات العمل نحو الأفضل، فهذا ما يتم العمل عليه في الوقت الراهن، إذ تم البدء بتطوير الموقع الإلكتروني ولوغو المؤسسة، والصورة البصرية عامة، وسيتم إطلاق الشكل المطوّر مع إطلاق الحملة التالية من عمل المؤسسة، بالإضافة إلى ضبط آليات عمل المؤسسة، وتحديد مهام الأعضاء، بتأسيس هيكلية واضحة وتحديد المهام بشكل مضبوط، وتفعيل عملية تقييم الأداء.

التمويل:  

لا تتلقى المؤسسة تمويل من أي جهة، و حتى اشتراكات الأعضاء لم تعمل على تحصيلها لحين انتهاء أول حملة وتقييم درجة نجاحها، وتحديد آليات العمل بشكل مضبوط أكثر، والحملة جزء من هذا الواقع، وتكلفتها كانت 170 دولار كانت تبرع من الأعضاء.