الاستغلال الجنسي وعمالة الأطفال

*تقارير دولية

 عمالة الأطفال من عوامل الخطـر المهمة التي تزيد من تعرض الأطفال للاستغلال الجنسي، وهو الأشكال الاستغلالية لعمـل الأطفال.

تتعـدد أشكال الروابـط بين استغلال الأطفال لأغراض العمل والأغراض الجنسية، وغالبا مـا تكـون مخفية بسبب عوامـل معينة من مثـل “العمل في القطاع الخاص”، وهو بعيد عن مرآى العامة، ونقص الحماية للأطفال الذين يعيشون ويعملون في الشوارع. ويتعرض الأطفال المتورطون في العمالة للاستغلال عند بحثهم عن العمل، وكذلك عندما يشاركون فيه، ويمهّد وضعهم، وحاجتهـم المالية، والإعداد غير القانوني لمشاركتهم في القـوى العاملة الطريق لأشكال استغلال وانتهاكات، لا يمكن التحدث عنها بسهولة أو الإبلاغ عنها.

تتعـرض مجموعات محددة من الأطفال العاملين، لخطر إضافي من التعرض للاستغلال الجنسي، والتي تشمل الأطفال خارج المدرسة، والأطفال من العائلات التي تمزقها النزاعات، والأطفال المهاجرين أو النازحين، والأطفال من الأقليات، والأطفال المشردين.

يُحيط هذه المجموعات خطـر إضافي، بسبب الجمـع بيـن قابليتهـم للضعـف مـع عملهـم، وكثيراً مـا يكـون هـؤلاء الاطفال في أوضاع شديدة الضعف بسبب الحاجة الماسة إلى العمل، وبالتالي عدم القدرة على رفض ظـروف العمـل الاستغلالية والخطيرة. ومن الأمثلة في المنطقة “الخادمات القاصرات”، واللواتي يعملن في الخدمة المنزلية، ويتم استغلالهن مـن قبـل أرباب العمـل.  بالإضافة لحقيقة أن عمـل الأطفـال قـد يكـون عامـل خطـر للاستغلال الجنسي لهـم، يتم تعريف العديد من أشكال الاستغلال الجنسي نفسها أيضا على أنها أنواع (وأسوأ أشكال) عمل الأطفال.

تنص اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 182، على “إن استخدام طـفـل، أو شراؤه، أو عرضه لأغراض الدعارة، أو إنتاج مـواد إباحية، أو لأغراض إباحية”، هي من بين أسوأ أشكال عمالة الأطفال، مـن ثـم، فـإن الترابط بيـن عمـل الأطفال والاستغلال الجنسي وعوامل الخطـر الأخـرى (مثـل الفقـر والهـروب من المدرسة) هي من العوامل المعقدة والراسخة.

  ينص أحـد تقارير منظمة العمل الدولية حول العبودية  الحديثة وعمالة الأطفال، على أن 1,2 مليون طفـل قـد شارك في عمالة الأطفال في العالم العربي فـي عـام 2017م، ومنهـم 616 ألفا متورطون في أعمال خطرة، ومع ذلك، مـن الراسخ جيداً أن هذه الإحصاءات قد لا تعبر عن الواقع، حيث أن عمالة الأطفال غير رسمية إلى حد كبير، وسلّطت منظمة العمل الدولية الضوء على هذه المسألة، المتعلقة ببيانات عمـل الأطفال في المؤتمر الدولي العشرين لخبراء إحصاءات العمل، وقـدّم المؤتمر التحديات المتعلقة بإحصائيات عمالة الاطفال، وقدم توصيات وإرشادات متعلقة بطريقة القياس التي تقوم بها الدول، وركّز المؤتمر أيضاً على عدم وجود إطار إحصائي لقياس العمالة في القطاعات غير الرسمية، ولا سيما قياس الطابع غير الرسمي في الزراعة، وهذا أمر مهم جدافي لفهم المخاطر التي يتعرض لها الأطفال، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نظراً لأن العمـل الزراعي يهيمن على عمـل الأطفال في الدول العربية (60% في عام ٢٠١٦م). 

يُشير التصنيف العمري للأطفال المعروفين في عمالة الأطفال في الدول العربية في عام 2016م، إلى “أن 38٪ يقعون ضمن الفئة العمرية من 5-11 سنة، و٣٢٪ في الفئة العمرية من ١٢-١٤ سنة، و30% في الفئة العمرية مـن 15-17 سنة، وشكّلت أكبر فئة عمرية أكبر مجموعة في العمـل الخطـر”، وكان العمل في القطاع الحضـري غير الرسمي، والزراعة الموسمية والعمل في الشوارع، والعمالة المنزلية الأشكال الرئيسية لعمـل الأطفال، وكان الباقي يعملون في قطاع الخدمات بنسبة (٢٧٪) والصناعة (۱۳٪). ومع ذلك، يمكن رؤية بعض التقدم.

استنادا إلى الإحصائيات الوطنية في المغرب في عام ٢٠١٧م، “كان هناك ٢٤٧٠٠٠ طفل عامل، 65% منهم يقومون بمهام تهدد حياتهم في الزراعة، والبناء، والتعدين، والأحراج، والصناعات اليدوية وصيد الأسماك”، وفي دولة فلسطين، كانت معدلات البطالة عالية بين الأشخاص من عمرها سنة فأكثر (26,9%)، وضعف النظام التعليمي، ومستويات الفقـر المرتفعة، وضعـف نظام الضمان الاجتماع،ي مـن العوامل التي ساهمت في ارتفاع عمل الأطفال في قطاع غزة والضفة الغربية.

 مع استمرار النزاع السوري، يدفع الفقر المتزايد للاجئين السوريين في المجتمعات الحضرية، في الأردن ولبنان المزيد من العائلات، للاعتماد على عمل الأطفال كآلية للتكيف.

في الأردن (٢٠١٧م) وفي لبنان (٢٠١٨م) مثلاً، لازالت هذه العائلات تعتمد على عمل الأطفال في كسب العيش.

فـي أحـد الاستطلاعات التي قيّمت الأطفال اللاجئين العاملون في الأردن، تبين بأن 1.89٪ من جميع الأطفال في الأردن الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و١٧ عاماً، هم من الأطفال العاملين، بأجر أو بدون أجر، ومعظمهم من الذكور (۸۸,۳٪). وكان مـن بينهم ٥٧,٣٪ ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة، و14.6٪ هم سوريون.

أما في لبنان، كان 5% من الأطفال اللاجئين السوريين يعملون، مع زيادة عدد الأولاد العاملين مقارنة بالفتيات، وشكّلت نسبة 82٪ من الأطفال العاملين أداء نشاط اقتصادی، حيث تعمل الفئة العمرية من 15- 17 أطول ساعات عمـل (60 ساعة/أسبوع).

  في عام 2019، قُدّر بأن 5% من الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كانوا منخرطين في حالات عمل الأطفال، وهو أقل بكثير من منطقة جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية (٢٩٪)، ولكنه أعلى من جميع المناطق الأخرى، والتي تم قياسها في الدولة تقرير أطفال العالم. 

**من تقرير ( الاستعراض الإقليمي: الاستغلال الجنسي للأطفال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، 2020م)، فصل “عوامل الخطر للاستغلال الجنسي للأطفال”، منظمة إيكبات الدولية، وبدعم من عدد من المؤسسات الدولية، وعلى رأسها منظمة اليونيسيف، وغيرها من مؤسسات تابعة للأمم المتحدة.

*موقع مؤسسة إيكبات على الانترنت: https://ecpat.org/our-organisation/