في السادس عشر من أيلول/ سبتمبر الجاري/ 2023م، اختتمت مؤسسة نداء الحملة التي أطلقتها قبل شهر من ذلك التاريخ، تحت عنوان ( مناهضة الاستغلال الجنسي للأطفال والناشئين في الأندية الرياضية)، وتحت شعار “حق الطفل في اللعب الآمن”، هدفت الحملة إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي عموماً بقضية التحرش والاعتداء الجنسي على الأطفال، والتي تحدث في عالم الرياضة، وتوعية الأسرة بهذه المشكلة، ولفت النظر إلى الإجراءات التي ينبغي الاهتمام بها عند التحاق الأبناء بأحد الأندية الرياضية، بالإضافة إلى توعية الأطفال والناشئين بأساليب حماية أنفسهم، والتأكيد على المؤسسات المسؤولة عن قطاع الرياضة لاتخاذ الإجراءات الضرورية، من أجل حماية الأطفال بأعمارهم المختلفة ومن الجنسين، وكل فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، والانتباه إلى عملية انتقاء المدربين، وتأهيلهم بشكلٍ كافٍ للعمل مع الأطفال…. وغيرها من تفاصيل.
الحملة التي تم تمديدها من ثلاثة أسابيع إلى شهرٍ كامل، بسبب ما اكتشف فريق العمل من معلومات وحقائق مُخيفة وقصص مأساوية، حول انتشار الاستغلال الجنسي للأطفال واليافعين في عالم الرياضة، نظمت العديد من الفعاليات والنشاطات، ونشرت عدد من المعلومات الأولية، ومواد التوعية والتثقيف، والموجهة لمختلف الفئات في المجتمع، فتم على مدار شهر نشر تسعة تقارير دولية حول هذا الشأن، وبحثين مهمين (جزائري، ومصري)، و23 خبراً ومقالاً، غطيا مختلف الجوانب، بما فيها الجانب النفسي والتربوي، إضافة إلى حوارات وتحقيقات مع عدد من المدربين في مختلف أنواع الرياضات، والمسؤولين القائمين على هذا القطاع، والمتخصصين التربويين والنفسيين في مناطق سورية مختلفة.
على مواقع التواصل الاجتماعي، نشرت الحملة نماذج مختلفة للتوعية، من تصاميم الصور المرفقة بعبارات ومقاطع التثقيف والإرشاد، والموّجهة للأسرة والطفل، والمسؤولين الرياضيين، وبلغ عددها 39، إضافة إلى الانفوغراف وعدد من الفيديوهات.
في إطار الحملة أيضاً، تم إصدار كتيبيّن، الأول حول (معايير حماية الأطفال من الاستغلال الجنسي في أماكن التجمعات العامة والأنشطة الرياضية والترفيه)، والثاني موجّه للأطفال (لوقاية أنفسهم من التعرض للاعتداء خلال ارتيادهم للمسابح)، وتم توزيعهما خلال تنظيم النشاطات في بعض الأندية الرياضية، إضافة إلى إرسالهما عبر البريد الإلكتروني إلى عدد من المؤسسات، والجهات المعنية برعاية الطفل والأسرة.
على أرض الواقع، نظمت الحملة عدد من النشاطات في عدة أندية رياضية بمدينة إدلب السورية، وكان ضمنها نشاط في أحد المسابح، وآخر في أحد أندية الكاراتيه، ونشاط ثالث في أحد ملاعب المدينة لكرة القدم، ومن خلال هذه النشاطات تم الوصول إلى عدد (105) من الأطفال، من الجنسين، وفئات عمرية ما بين 5-12 سنة، وعدد من المدربين والفنيين والإداريين، وعدد تجاوز الستين من أفراد أسر الأطفال، ويوجد في هذا الموقع تفاصيل حول كل نشاط من هذه النشاطات.
بالرغم من عدم استجابة غالبية وسائل الإعلام السورية، والتي تمت دعوتها لتغطية فعاليات الحملة، فقد استطاعت بنشاطاتها المختلفة، وبتكثيف النشر على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، من الوصول إلى آلاف المتابعين، والذين زاروا موقع المؤسسة الإلكتروني، وحساباتها على مواقع التواصل، وشارك عدد لا بأس به منهم، العديد من الموضوعات، والصور والفيديوهات على حساباتهم الشخصية، وقد ازداد عدد متابعي الموقع وحسابات المؤسسة بشكل ملحوظ ولافت بعد الحملة، وازدادت التفاعلات على بعض الحسابات بشكل مضاعف عدة مرات.
كما تواصلت عدة مؤسسات ومراكز تعليمية مع إدارة مؤسسة نداء، من أجل تنسيق تعاون مستقبلي لتنظيم نشاطات مشتركة بهذا الشأن، ووصلت إلى المؤسسة العديد من الرسائل التي تحمل عرض قصص وتجارب مرسليها بهذا السياق، وسيتم نشر بعضها لاحقاً.
*إعداد: خولة حسن الحديد.