* توعية بطريقة العصف الذهني
*توعية وتثقيف
قامت إحدى الأخصائيات التربويات في مؤسسة “نداء” بتنظيم جلسة توعية لعدد من الأمهات، في منطقة بالشمال السوري، وذلك ضمن نشاطات حملة (حماية الطفل من الاعتداء، تبدأ من الأسرة).
اعتمدت الجلسة بشكل أساسي على أسلوب “العصف الذهني”، وبأسلوب غير مباشر، وبحوار مفتوح وجلسة تفاعلية، بدأت بسؤال “ماذا لو”، وتحت هذه العبارة تم إدراج عدد من الأسئلة الافتراضية، ومن خلال أجوبة الأمهات على كل سؤال، كان الحوار يذهب باتجاه عرض أفكار ونقاشها بشكل مفصّل، تبين لهن الأسلوب السليم في التعامل مع قضايا التحرش والاعتداء الجنسي، وكيفية توعية أطفالهن وتعليمهم حماية نفسهم من الاعتداء، وعرض أساليب التصرف السليم الواجب اتباعه عند معرفتهن بتعرض أحد أطفالهن للتحرش والاعتداء.
ماذا لو؟
من النماذج التي طُرحت تحت عبارة “ماذا لو”:
ماذا لو جاءت ابنتك باكية ولم تسمعيها؟
ماذا لو وجدت شخص آخر يسمعها وتكلّمه ؟
ماذا لو لم يكن حضنك الملجأ من فوضى الحياة؟
ماذا لو بحثت عن أسئلتها من مصادر أخرى؟
ماذا لو أخفت مشاكلها عنك؟
من خلال الأسئلة الافتراضية المذكورة، تم نقاش أهمية بناء علاقة جيدة بين الأم والأبناء، وضرورة الإجابة عن أسئلتهم، وأهمية كسب ثقتهم الدائمة، وتوصيل فكرة أساسية وزرعها بشكل ثابت في أذهانهم وهي: ( إن الأم ستوفر لهم الحماية وتكون سندهم الدائم، أياً كان الأمر المعروض عليها، أو المشكلة التي تورطوا فيها، وحتى لو كانوا على خطأ، فهي من يستوعب هذا الخطأ ويجد له الحلول…. وهكذا).
قصة من الواقع
خلال الجلسة، تم عرض عدد من القصص والتجارب التي مرت بها الأمهات مع أبنائهن، ومن هذه القصص، كانت قصة تحرّش تعرضت لها طفلة، والأم من بين الحضور كان قد سبق وإن أخبرت الأخصائية عن تعرض ابنتها للتحرش من قبل أحد الجيران، فكيف كانت استجابة الأم لهذا الأمر؟
ردة الأم كانت عنيفة، وقد صرخت في وجه الطفلة، وأنّبتها لأنها تتكلم بأمور سمّتها “عيب”، وطلبت منها عدم الحديث بمثل هذه الأمور مرة أخرى.
طبعاً، وبناء على ردة فعل الأم، الطفلة لم تكمل ماحدث معها، ولاحقاً أصيبت بحالات من الخوف الشديد، وتطور الأمر بشكل سيء أكثر، وأصبح لديها تبول لا إرادي ليلي، وخوف من كل الغرباء، وتعلق زائد بالأم، وبكاء بدون أي سبب، وأصبحت بحاجة للمساعدة النفسية للتخلص من هذه المشكلات، وتمّ مناقشة الأم بضرورة مساعدة الطفلة وحثّها على الكلام، وشرح ما تعرضت له، وطمأنتها واحتضانها، وعرضها على أخصائي نفسي لمساعدتها على استعادة توازنها.
العصف الذهني في التوعية والإرشاد
من الجدير بالذكر، إن العصف الذهني أسلوب غير تقليدي لعرض وحل المشكلات، يقوم على تشجيع التفكير الإيجابي، وحث الأفراد على طرح أفكار ومقترحات قد تبدو غير مألوفة بالنسبة لهم، ولكنها تُشكل حلولاً غير اعتيادية للمشكلات المطروحة، فهو يساعد الأفراد على التحرّر من أساليب التفكير التقليدية.
تتجنب جلسات العصف الذهني نقد الأفكار التي يطرحها الحضور، أو الإشادة بها، فالهدف من هذه الجلسات هو سرد جميع الخيارات والحلول الممكنة، والافتراضية والمتخيّلة، ويحد النقد والتقييم من القدرة على إنتاج الأفكار، ويُحدث كف لدى بعض الأفراد عن إظهار أفكارهم.
الأفكار المطروحة يتم تقييمها في نهاية الجلسة، بهدف الوصول إلى طرح الحلول السليمة والأنسب للمشكلات المطروحة، وبقناعة الفرد بتلك الحلول التي تتوافق مع المنطق وأساليبه التكيفية الممكنة.
يُعتبر أسلوب العصف الذهني، من أكثر الأساليب إيجابية وفائدة في مجال التوعية والإرشاد والعلاج، فهو يمنح قيمة لصاحب المشكلة، ويساعده على حل مشكلته بنفسه، أكثر من اعتماده على المعالج أو المرشد، وهذا الأسلوب واحد من الأساليب التي يتبعها الأخصائيون التربويون والنفسيون الذي يعملون مع مؤسسة “نداء”.