تواصل الكاتبة السورية “سحر سليمان” سرد ما تعرفه عن تجارب التحرش بالأطفال التي حدثت في محيطها، أو مع معارفها، وفي قصة جديدة، تقول:
صديقة لي منذ فترة طويلة، وإلى الآن تبكي كّلما روت لي بعض تفاصيل حياتها، بالرغم إنها اليوم جدة لعدة أحفاد.
تقول: طلق أبي أمي وأنا البنت الكبيرة ويليني ثلاثة أطفال، أخت وأخان ، تزوجت أمي بعد فترة، وكذلك والدي تزوج بأخرى، كانت أمي تعمل ممرضة وأحياناً تكون وردية دوامها ليلاً.
زدنا أختاً من أمي من زوجها الجديد، كان عمري لا يتجاوز التسعة أعوام.
ليلاً كنت أنهض من نومي على زوج أمي يعود مخموراً، ويبدأ بالتحرش بيّ، يمسح صدري، بطتي منطقة الورك، يمسح على أعضائي التناسلية بشهوة وشبق.
*تبكي ويرتجف جسده……
تقول: كنت أختلج، وكأني مصابة بالحمى، إلى أن تنطفىء رغبته ويخرج.
تكررت تلك الحادثة معها، ولم تخبر أمها، تقول: أمي ظالمة وستضربني.
*هنا حالة الخوف من العقاب تلازم حالة التحرش، فيستكين المتحرش به إلى الصمت، مما يُشجع ويحفّز المُتحرش إلى تكرار فعله، بل والزيادة بعمل أقذر وأكبر، وربما ينتهي الأمر بالاغتصاب .
*تستطرد بالقصة، والتي لاتمر فترة، إلا وتسترجع بعضاً من تفاصيلها أمامي.
تقول: صرت ألبس بنطال، وأربطه بخيط أمسكه بيدي في حال كنت نائمة بعمق، سوف أصحو إن تحرش بي زوج أمي.
تستكمل حديثها:
كان يدخل ويزحف على ركبتيه، حتى يصل فراشي، مثل كلبٍ يلهث، وأنا أرجف خوفاً وقرفاً،حين يبحث عن جسدي بين الأجساد النائمة على الأرض، يمد يده على جسدي الذي كنت أغطيه بثوبين، وتحتهما بنطال، وأربط خصر بنطالي بخيط.
زوج أمي مخمور لايملك عقلاً ولا وعياً، تسيطر عليه حيوانية شهوته وغريزته، وكنت أفكّر هل أدفع جسده وأركله، لربما ينقض علي ضرباً، وخوفي كان على أخواتي وأخوتي الصغار، من أن يتحرش بهم، لذلك كنتُ أتعب… أتعب حيث أقضي ليلي، مثل حارسة لأجسادنا أنا وأخوتي، ونهاراً تعود أمي متعبة من عملها، فترقد حتى بعد الظهر، وعليّ أن أقوم بواجبي من تنظيف، ورعاية لأخوتي.
وتواصل موضحة:
أمي كانت شبقة نهمة للرجال، المهم أن تنهي عملها، وتعود صباحاً، مبكراً لتنام في حضن زوجها المخمور، الذي قضى ليله متحرشاً بي.
أحياناً، كنتُ أرقد منهكة، متعبة، فتنهال أمي عليّ ضرباً لتقصيري بواجبي تجاه التنظيف والاعتناء بأخوتي.
ذات يوم، تقرّبت من أمي، وقلت لها عن مايفعله زوجها بيّ، انهالت عليّ ضرباً، وكلاماً قاسياً، واتهمتني أني أفعل ذلك لأجل طلاقها.
قلت لها إذاً اطلبي تبديل دوامك، لم تتقبل فكرتي، واتهمتني أنني أنا من سيخرب بيتها، ويفطع رزقتها، علماً إنها كانت تعمل بالخياطة كعمل ثانٍ، فقط لتسد نفقات البيت، والزوج والأولاد.
قلت لها ركّبي لنا قفل من الداخل، لنقفل به علينا، بكيت وقلت لها: ألا تخافين على ابنتك من أبوها؟
حينها أصبح صراخها، وضربها لي ودمائي لا يوصفان.
قالت: تريدين فضحي، ليعود مخموراً ويضرب الأبواب وتلتم الناس؟
لم يكن أمامي حل سوى إخبار جدتي والدة أمي، التي تسكن في مدينة أخرى، إذ رجوت إحدى قريباتها، أن توصل لها خبراً كي تأتي إلينا، وحضرت جدتي نهاراً، وحكيت لها كل مايفعله زوج أمي بيّ، فأخبرتني أن أبقى صامته، إذ لا تعلم أمي إني حكيت لجدتي.
عادت أمي من عملها، تابعنا يومنا كالمعتاد، ترتاح أمي حتى العصر، فتقوم تكمل مابقي من أعمال منعني عمري الصغير من إتمامها.
كان الوضع هادئ، وأمي لا تعلم سبب زيارة أمها، ولا ماقلته لجدتي.
ليلاً ذهبت إلى عملها، ونامت جدتي معنا، قبيل الفجر دخل زوجها مخموراً، لا يعي شيئاً سوى البحث عن جسدي، الذي رغم الثوبين والبنطال كان ينال غايته بالنهش من لحمي.
جثى على ركبتيه باحثاً عني، فتجلّست جدتي في فراشها، وقد نامت بعيداً عنّا، وتركت له الملعب ليجول كما يريد، وقبل اصطياد فريسته، نشبت أظافرها في عينيه، فارتد مثل مجنون، متهيجاً، باحثاً عني، وهناك سد وقف في وجهه، اختلط لهاثه المسعور، والخائف المتفاجئ.
وقفت جدتي في منتصف الغرفة، وبهدوء وذل، وخيبة.. خرج.
صباحاً عادت أمي، وواجهتها جدتي بالأمر، وأصرّت أن تاخذنا لنعيش معها في مدينتها، وتترك أختنا الصغيرة، ابنته مع أمي.
أمي أنكرت، ودافعت عنه، واتهمتني بأنني أنا من أُغري زوجها، لكن جدتي أَخرستها بكلام لاذع، جعل أمي تنهار باكية.
خرجنا وعشنا مع جدتي في بيتها، الذي تعرضت فيه أيضاً للتحرش من ببن خالي.
**يُتبع تتمة القصة في جزء لاحق، والذي يوضح الآثار المدمرة لما تعرضت له هذه الطفلة، على كل القادم من حياتها….تابعونا وشاركونا آراءكم وتجاربكم.