Self defense

قصة واقعية تنتهي بمأساة…بعد دورة من الاعتداءات الجنسية

تقول الأخصائية النفسية التي أرسلت هذه القصة:

خلال عملي في إحدى النقاط الطبية كأخصائية نفسية، زارتني امرأة عشرينية العمر، تعاني من ضغوط نفسية، واجتماعية، وسرعة انفعال، وحزن مستمر، وتوضح أيضاً:

المرأة زوجها متوفي، كما توفت ابنتها بعد وفاة الزوج بعام واحد،  لديها الآن طفل يبلغ من العمر ١٢ عاماً، وطفلتين أصغر سناً .

لم تبدأ القصة بعد….

في استعراض القصة، تقول المرأة/ الأم: أنا مشكلتي هي ابني، ومع تساؤل الأخصائية:

كيف ولماذا؟ بملامح مليئة الاستغراب والدهشة، ليتبين فيما بعد أن الطفل(م) يتعرض للاعتداء الجنسي، وبشكل متكرر، ومنذ فترة من الزمن ليست بقصير، من قبل أقران بعمره! ومراهقين تحت سن ال،١٨ وجميعهم من أقاربه!

أي أن الطفل يتعرض للاعتداء الجنسي من قبل أطفال مثله، وقصّر، اعتداء ممنهج، ومقصود، ويتم بعدة أماكن، ويقومون كذلك بإجبار لطفل على ممارسة نفس الفعل معهم.

اكتشفت الأم ذلك الأمر بالصدفة، وشاهدت الأمر بعينيها، لتبدأ معاناة من نوع آخر، معاناة مضنية، تلوي عزميتها في السعي والاستمرار بالحياة وظروفها القاسية أساساً، كأم وحيدة، ومعيلة لعدد من الأطفال.

تقول الأخصائية النفسية: جلست مع الطفل، ولاحظت كمختصة نفسية أنه طفل حزين، يبدو هادئ أمامي، ضعيف الثقة بالنفس، مستواه التعليمي متدني جداً، يعاني من مشاكل في النطق والكلام، وفي المنزل -حسب كلام الأم-  لديه فرط نشاط حركي.

بعد عدة جلسات، حققنا نتائج بطيئة وقليلة، انقطعت الأم عن حضور الجلسات، وبعد عدة أشهر، راسلتني على هاتف العمل، وهي في حالة من البكاء والحزن الشديد،  لتخبرني إن ابنها قد توفي، حادث سير أليم، كان النهاية المأساوية لمعاناة الطفل، وبطريقة قاسية جداً، وحزينة……..يا له من أمر مؤسف!

*حدثت القصة منذ عامين في إحدى المدن السورية.

*تعقيب:

إن حالة الطفل المذكور في القصة، ليست الحالة الأولى ولا الوحيدة، التي تصلنا إلى مؤسسة “نداء”، كما إن الاعتداء الجنسي على الأطفال من قبل أقرانهم، من هم في سنهم أو الأكبر سناً، هي حالة مكرّرة، وتحدث في المدارس التي تختلط فيها المراحل الدراسية، وفي الأندية الرياضية، والفضاء العام لمحيط الطفل، وخاصة الفضاء القريب منه، كمحيط الأقارب والأقران الذين يسكنون الحي نفسه، وفي غالبية هذه الحالات كما في قصة هذا الطفل، يتحول الضحية إلى معتدي، سواء برغبته، أو رغماً عنه، وهذه مشكلة كبيرة، تحتاج الكثير من التوعية للانتباه للأطفال، ومتابعتهم من الأسرة والمدرسة، وخاصة مع بدايات مرحلة المراهقة، للحد من انتشارها ومنع تحولها إلى ظاهرة، هذا إن لم تكن ظاهرة خفية واقعياً.

*إعداد: قسم الشؤون النفسية في مؤسسة نداء.