زفرات ضحية… ما هكذا ترد الإبل يا سعد!

وصلت لمشرفي الأسرة في شبكة المعالي الإسلامية، رسالة خاصة من إحدى الضحايا …

تعرضت للتحرش من شخصين:

الأول كان عمي المراهق، لما كان عمري ست أو سبع سنوات أو أقل،  كنا نسكن في المنزل نفسه، وكنت كل يوم  أنزل أنا وأخوي لبيت جدي، وبدأ عمي كل يوم يأخذني لخلف البيت ويتحرش بي، الحمد لله أنها وقفت على التحرش، ولا تعدت لشيء أكبر.

 كنت في البداية  أرفض، لكنه ما يرحم، وزيادة على كذا كنت أخاف منه حسبي الله عليه، ومع  الأيام  استسلم له، وقل ذهابي لبيت جدي، كنت ما أنزل إذا سمعت صوته أو عرفت انه موجود، كانت أمي تستغرب جلستي في البيت، بعد ما كنت ما أستغني عن عماتي!!

ومع ذلك ما سلمت من التحرش، مره استجمعت قوتي ورفضت …تتوقعون وش قالي .. قالي: ليه أنت تقولين لا وفلان وفلان .. أصلح فيه كذا ومحد قالي شيء …

الأشخاص اللي قالهم لي عنهم، هم أخوي وعيال أعمامي وعماتي، اللي تقريباً في عمري.

مره نزع ملابسه، وقال يالله صلحي بي مثل ما أصلح فيك !! ورفضت جلست على هذي الحالة لحد ما انتقلنا لبيت ثاني، كنت في ثالث ابتدائي، وبدأت أتحاشى قدر الإمكان الذهاب لبيت جدي أو السلام عليه…  لكن الحمد لله شفت عذاب الله فيه.

أنا لا يزال قلبي حار منه، انتظر عذاب له غير هذي الأشياء، للحين أنا  أتعذب لازم هو يتعذب، حاولت أسامحه، لكن ما قدرت سامحت كل الناس إلا هو … حسبي الله عليه .

والثاني، كان ولد صديقة أمي، أكبر مني بثلاث سنوات، لكني كنت مستفيدة من تجربتي الأولى، وبصعوبة  أبعدته عني .

في هذي السنتين هذي المواقف دايم تمر علي … وأحلم في أشياء زي كذا … وإن عمي يعتدي على بنت عمي الصغيرة قدامي، وأنا ما أقدر أقوله شيء: عذاب × عذاب.

*نُشرت هذه القصة في شبكة المعالي الإسلامية، ضمن بحث عن التحرش بالأطفال، وتعمدنا تركها باللغة العامية كما رويت في موقع الشبكة، وبالعنوان ذاته” زفرات ضحية” مع إضافة الجزء الثاني من قبلنا، ولكن الغريب في البحث هو ما تم طرحه في نهاية هذه القصة من سؤال: هل تصلح هذه الفتاة للزواج؟ وهل عليها أن تخبر زوجها المستقبلي بتعرضها للتحرش في صغرها؟

كانت هذه الأسئلة من أغرب ما يُمكن أن يُطرح في “بحث” هدفه التوعية والتثقيف، ولاشك أن طرح الأسئلة بهذه الطريقة، يسبب للضحية جرحاً كبيراً، ويحرجها، ويدفعها للندم على بوحها، وتساؤلات مثل هذه تضعنا مرة أخرى أمام الجهل الكبير في أسلوب التعامل مع قضايا التحرش عموماً، وقضية التحرش بالأطفال على وجه الخصوص، وتبين الحاجة الماسة لتغيير وعي المجتمع، والعاملين في قضايا الإرشاد والعلاج في التعامل مع هذه القضايا.

*اكتبوا لنا آراءكم بالتعليقات، في أسلوب تعامل الباحث مع هذه الحالة وطرح الأسئلة.

المصدر: التحرش بالأطفال – الأسباب والعلاج، إداد: وسام، شبكة المعالي الإسلامية، منتدى الأسرة، http://www.ma3ali.net.