وصلت بريد الموقع هذه القصة من الكاتب السوري “زيدون الجندي”، ويقول:
حدث قبل ما يقارب السبعين عاماً، في إحدى قرى ريف سلمية الشرقي؛ أن اعتدى راعي جنسياً على طفل من أطفال تلك القرية؛ أو ربما حاول الاعتداء عليه، فالقصة قديمة جداً ولا أعرف تفاصيلها، ولكن لدي ما أراه أهم من تفاصيل القصة، وددّت عرضه كحالة قد تفسر سبب التكتم من قبل أهالي الأطفال المعتدى عليهم، على أي حال، ففي ذلك الزمن وقت وقوع الحادثة، انتشر الخبر بطريقة ما بين أهالي القرية، وقام كبارها بحل المسألة مع الراعي وأهله، وأيضاً للأسف لا أعلم تفاصيل الحل، لكن ما أعلمه تماماً وكنت شاهداً عليه، هو أن أهالي القرية أطلقوا على الصبي لقباً يحمل اسم المعتدي، كما لو أنها ترسيخاً لذكرى حادثة الاعتداء كي لا تنسى!
بقي الناس ينابذوه بلقبه على مدى عشرات السنين، شب الطفل فتزوج وأنجب وشاخ، ولم يتخلص من اللقب الذي طغى على اسمه، وإن في الخفاء إلى آخر عمره.
*هذه واحدة من أسوأ ردود فعل المجتمع تجاه الضحية، وبالرغم من الفارق الزمني بين حدوث تلك الحادثة، وما نحن عليه اليوم، فإن ردود فعل المجتمع ما زالت تندرج بالسياق نفسه، وتذهب بالاتجاهات نفسها في وصم الضحية، وخاصة بين الأقران، إذ غالباً ما يتكتم الطفل على تعرضه للتحرش خوفاً من سخرية أقرانه، ولذلك من المهم جدا التعاطي مع هذه المسألة بدرجة كبيرة من الوعي والحذر من قبل الأهل، وتغيير أيضاً أساليب التغطية الإعلامية لمثل هذه القضايا، والتي يجب أن تحرص على كرامة الضحية، وعدم أذيته نفسياً واجتماعياً، وللأسف يوجد آلاف الأمثلة على سوء التعامل مع هذه القضية إعلامياً، ووسنتشارك معكم لاحقا بعض منها.