Sad boy sits alone.

تعرض طفل لاعتداء جنسي وآثار نفسية مستمرة

*قصة من إحدى بلدات الشمال السوري

الطفل (ي-ب) يبلغ من العمر 11 سنة، توفي والده منذ 4 سنوات بقصف جوي على بلدتهم،  أصبح المسؤول عن أسرته المؤلفة من والدته وأخته وأخوه الصغير، وفي يوم من الأيام أرادت والدة الطفل أن تحضر الطعام لأسرتها حيث قامت بإرسال الطفل إلى البقالة القريبة من المنزل، وكان يوجد فيها رجل مسن يبلغ من العمر حوالي ال70 عاماً، وعندما طلب الطفل منه أن يعطيه المواد التي طلبتها والدته فقام الرجل المسن بسحب الطفل إلى داخل البقالية، وباشر بالاعتداء عليه، حيث لمسه من أماكن حساسة، وطلب منه بعض الأشياء غير المقبولة، وأخبره بأنه سيعطيه بعض الهدايا وأكلات الأطفال مجاناً، ولكن الطفل فهم الموقف الذي تعرض له، فقام بعض يد الرجل الهرم  (عضة قوية ) واستطاع الإفلات منه والهرب إلى خارج البقالة، والبكاء بشكل قوي مع الصراخ.

 عندما عاد إلى والدته بهذه الحالة، لم تستطيع فعل أي شيء، بل مجرد البكاء على حالة الطفل، وحيث أن الحادثة قد علم بها الجيران المحيطون بالعائلة، قاموا على الفور بإبلاغ المخفر بالمنطقة، وتم توقيف الرجل المسن على الفور، بتهمة التحرش الجنسي، وبعد أن قضى مدة أسبوع داخل السجن، قام أولاده بالضغط على الطفل ووالدته لإسقاط الدعوى القضائية، حيث لم تستطيع الأم مجابهتهم، وفعلياً تم إسقاط الدعوى وإخراجه من السجن دون أي شروط ، ونتيجة تلك الحادثة التي مرَ بها الطفل، أصبح لايريد الخروج من المنزل، ويجهش بالبكاء لأدنى أمر، ويقوم ذكر تفاصيل الحادثة بشكل سبه يومي أمام والدته، وانقطع عن التعليم لمدة ستة أشهر، مع العلم أن الأم حاولت كثيراً معه لتحسين حالته النفسية، ولكن دون جدوى.

*تعقيب:

لا يكفي إسقاط الدعوى الشخصية قضائياً عن المتهم، ليتم إطلاق سراحه، ويوجد في القانون ما يُسمى ب”الحق العام”، وعلى كل السلطات القضائية التمسك بهذا الحق، لأن المجرم ممكن جداً أن يكرر فعلته مع أطفال آخرين، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، يحتاج الطفل ووالدته إلى دعم اجتماعي وعلاج نفسي خاص للطفل، وتعويض مقبول بقرار قضائي عن الضرر الذي ألحق بالطفل والعائلة، ليُمكن استخدام قيمته لعلاج الطفل، ويجب على الجهات القضائية والاجتماعية دعم هذه التوجهات، وعدم التخلي عن الأطفال الضحايا، وضمان نجاتهم من تأثيرات ما تعرضوا له، والوقوف إلى جانبهم، وهذا الأمر يصبح ضرورة ملحة مضاعفة عندما يكون الأطفال أيتام، وفاقدي المعيل بحيث يشكلون في هذه الحالة الفئات الأكثر حاجة وضعفاً في المجتمع، ويحتاجون إلى الرعاية والدعم بشكل مستمر.

*إعداد: الفريق الإعلامي لمؤسسة نداء.