اعتداءات جنسية على الأطفال من قبل حاخامات وشخصيات بارزة تهز مجتمع الكيان المُحتل

انفجرت في النصف الأول من يناير الجاري، أزمة اجتماعية هزت مجتمع الكيان الاسرائيلي المحتل، وتمثّلت بفضائح واعتداءات جنسية غير واتهامات بالتحرش من قبل المتشددين دينياً في طائقة “الحريديم”.

من كتابة قصص للأطفال إلى التحرش والاعتداء الجنسي عليهم!

الحاخام المعروف ” حاييم والدر”، والذي يُعتبر أيقونة ثقافية بالنسبة لمجتمع طائفة الحرديم، كان من بين أسماء بارزة وردت في تقرير لصحيفة “هآرتس” كان قد نٌشر في مارس/ آذار 2021م، وووجِهت له اتهامات بالاعتداء جنسياً على عشرين طفل، مما دفعه للانتحار في ديسمبر الماضي، في حين كان قد نفى تلك الاتهامات قبل انتحاره، وواجه الحاخام الأكبر للكيان الاسرائلي المُحتل ” ديفيد لاو” انتقادات واسعة، بعد زيارة منزل عائلة “والدر” عقب وفاته.

من الأسماء البارزة التي وردت في التقرير أيضاً، اسم  “يهودا ميشي” مؤسس جمعية (زكا الخيرية)، والفائز بـ “جائزة إسرائيل” التي تعتبر أرفع جائزة فخرية يمنحها الكيان الاسرائيلي المُحتل، وحسب التقرير أن “يهودا”اعتدى جنسياً على فتية وفتيات ونساء.

نفى “زهاف” الاتهامات الموجهة إليه، واعتبرها حملة “أكاذيب”، وحاول الانتحار شنقاً في شقته في نيسان/أبريل قبل بث قناة “إن 12” الاسرائيلية اتهامات جديدة ضده.

في التقرير الذي نشرته وكالة فرانس برس بتاريخ الثالث عشر من الشهر الجاي، قالت الناشطة “أبيغايل هيلبرون”، والتي تنتمي إلى مجتمع الحريديم اليهودي: (إن الاتهامات التي وجهت إلى”والدر” الذي كان بمثابة أيقونة ثقافية بالنسبة إلى الحريديم، شكّلت ضربة قوية، وإن ثبوت أن “والدر” الذي باع مئات آلاف النسخ من كتبه للأطفال، مغتصِب، سيدفع مجتمع اليهود المتشددين إلى التفكير في ما إذا كان بإمكانهم الوثوق بأحد).، وكانت “هيلبرون” قد أسست عام 2015م، منظمة “لن تسكت”، التي تهدف إلى دعم ضحايا الاعتداءات الجنسية من المتدينين المتشددين.

في حين قالت شرطة الكيان الاسرائيلي المُحتل لوكالة فرانس برس، إنها فتحت تحقيقاً في الادّعاءات التي تستهدف “ميشي زهاف”، لكنها لم تقل ما إذا كانت تحقّق في قضية “والدر” قبل انتحاره.

كما نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن مذيعاً بارزاً في الإذاعة اعتدى على ثلاث سيدات بينهن قاصر.

كما روى “أديل بار شاؤول” البالغ 43 عاماً،  للوكالة الفرنسية، -وهو من سكان مدينة بني براك ذات الأغلبية الحريدية قرب تل أبيب – بما مرّ به عندما كان طفلاً، وكيف تعرّض للاغتصاب مرات عدة عندما كان في العاشرة، على يد أحد أقربائه وهو حريدي أيضاً، مبيّناً أنه تعرض للاغتصاب أول مرة عندما استضافت عائلته المعتدي في يوم سبت، يوم الإجازة المقدس والمخصص للراحة والعبادة.

و قال إن المعتدي أعطاه ملصقات كرتونية مقابل (أن أضع يدي في سرواله)، مُعقباً: (كنت طفلا، ولم أكن أفهم شيئا)، ثم اغتصبه الرجل، وواصل القيام بذلك لمدة سنة، ويعمل شاؤول اليوم مع ضحايا الاعتداءات الجنسية، بعد أن كسر الصمت قبل سنوات ليبوح بما تعرض له.

وذكرت “جوزيان باريس”، وهي متطوعة في مركز تأهيل ضد الأزمات في القدس:( إن الضحايا غالباً ما يلتزمون الصمت، لخوفهم مما سيقوله الناس والجيران، في المدرسة أو الكنيس)، ويقدم المركز للمساعدة ضحايا العنف المنزلي والاعتداء الجنسي والاغتصاب، الدعم للنساء اللواتي يعشن في مجتمع اليهود المتشددين،  ووضع في تصرفهن خطاً هاتفياً ساخناً، وبهذا السياق، قالت “باريس”: ( إن المكالمات كانت نادرة لدى تأسيس المركز منذ عقود، في حين نتلقى اليوم 500 مكالمة شهرياً تقريباً).

إنكار وادّعاء المثالية

“يائير إتنغر”، الخبير في شؤون المجتمع اليهودي المتشدد بمعهد إسرائيل للديموقراطية، ويعمل صحفياً في هيئة البث الاسرائيلية العامة”كان”، يرى (إن المؤسسة الدينية لا تزال في حالة إنكار، خصوصا في ما يتعلق بحجم المشكلة، والحرديم مجتمع يُقدم نفسه على أنه مثالي، ويصعب عليه النظر إلى نفسه في المرآة)، ويؤكّد على إلى وجود إدراك حقيقي للمشكلة، بعد وصم عدد من الشخصيات الدينية المتشددة والبارزة، بالتورط في اعتداءات أو السكوت عنها.

المصدر:

*وكالة فرانس برس (ا.ف. ب)، 13/ 1/2022