إمام مسجد يعتدي على طفلة ويهددها بالقتل لتصمت …

قامت ربة منزل مقيمة بقرية منشأة البدوي التابعة لمركز طلخا، بمحافظة الدقهلية في مصر، بتحرير محضر اتهام لدى الشرطة، تتهم فيه جارها “سليمان فايد/ 39 سنة”، إمام وخطيب مسجد الصفوة بالقرية، بالاعتداء جنسياً على ابنتها “جنة”، التي تبلغ حوالي 11 سنة من العمر، وذلك أثناء ترددها على منزله لحفظ القرآن.

ليست المرة الأولى

كانت الطفلة “جنة”، تتأخّر عن زميلاتها بالخروج من حصة تحفيظ القرآن، التي تذهب إليها يومين بالأسبوع، وفي كل مرة، كانت جنة تغاد المكان باكية، ولا يعلم أصدقاؤها السبب، إذ كانت ترفض البوح لأحد، لأن المحفّظ هددها بالذبح، وقتل والدتها إن أخبرت والدتها عن الأمر، فلم تجد الطفلة سوى الصمت، إلى أن أخبرت الطفلة ابنة عمها بما يحصل عندما ذهبت معها إلى منزل الشيخ، بعد أن اختمت القرآن مع مجموعة من زملائها، وبعد الانتهاء من الحصة، أرادت الطفلة الذهاب إلى المرحاض /في منزل الشيخ/، وكانت حينها ابنة عمها تنتظرها في الخارج، وفي هذه الأثناء كان الشيخ يتتبعها ثم اعتدى عليها، فخرجت الطفلة باكية، فلاحظت ابنة عمها وسألتها عن السبب، فروت لها الطفلة التفاصيل كاملة، وإنها ليست المرة الأولى.  

المعتدي هو إمام “مسجد الصفوة” بقرية منشأة البدوي، بمركز طلخا بالدقهلية، وهو رجل متزوج ولديه أطفال، ويُعلّم دروسًا في الفقه، ويعمل في تحفيظ القرآن، كما أن لديه حضانة أطفال ودار تحفيظ قرآن، والطفلة من ضمن تلاميذه بالقرية، حيث تذهب أحياناً ككل الأطفال، إلى منزله الذي خصص إحدى غرفه لممارسة عمله، وأحياناً أخرى إلى دار تحفيظ القرآن.

تقول والدة جنة، إن ابنة عم الطفلة، اطلعتها على ما يحدث لابنتها، وإنها كانت خائفة من البوح لوالدتها لأنه كان يهددها:( لو قولتي لماما هدبحك).

ذهبت والدة الطفلة مع طفلتها إلى أحد الأطباء، للتأكّد من صحة الأمر، وبالكشف تبين أن منطقة الشرج تعرضت لانتهاك أكثر من مرة، وعندها أبلغت كل من في القرية بحقيقة الأمر، لكنها تفاجآت بوجود من ينفي التهمة عن المغتصب، والدفاع عنه!

ثم توجهت الأم للمباحث للإبلاغ عن الواقعة، وحررت محضراً في قسم شرطة طلخا، فتبيّن أن الشيخ كان قد تحرّش باثنتين من العاملات بالحضانة التي يمتلكها، وبعد تحرير المحضر ألقت قوات الأمن القبض عليه، وتم عرض الضحية على مصلحة الطب الشرعي، وتبين تعرضها لهتك العرض أكثر من مرة، على يد هذا الشخص.

ارتباك المجرم وذرائعه الغريبة

الجاني سليمان فايد/ نقلاً عن صحيفة المصري اليوم

الأغرب هي حجة الشيخ، عندما واجهته الشرطة بوقائع الجريمة، فقال بأنه كان قد تناول مقويات جنسية قبل بيوم، ثم أنكر الأمر الأمر الحالي، وعاد إلى ما قبل بعامين، ومجمل ما قاله: ( بصراحة أنا عملت في آخر 2019 م، مع البنت لكن أنا مش مسؤول عن إصاباتها في تقرير مصلحة الطب الشرعي، اللي حصل إن في آخر سنة 2019م، كنت مع البنت في مكتب تحفيظ، وهي كانت فوق في شقتي لوحدها بتجيب مياه، فأنا شفتها واقفة قصاد باب الغرفة، الشيطان وزني وهي في الوضع ده، أخذتها من إيديها وحطيتها على السرير، وبعد كدا مشيت، والموضوع ده حصل بعدما الطلبة مشيوا من الدرس، وده اللي حصل وقتها، أنا كنت في حالة مش كويسة، بسبب أني كنت واخد مقويات جنسية قبلها بيوم، ولما شفتها قولت محدش هياخد باله)، ويقرّ الجاني بأنه الأمر لم يتعدى القبلات والملامسة، إلا أن تقرير الطب الشرعي أثبت صدقية كلام الطفلة ووالدتها، ويؤكّد أنه يعرف الطفلة منذ ثلاث سنوات ويعرف والدتها.

أكّدت والدة الطفلة،  أن المتهم كان يهدد الطفلة بقتلها هي ووالدتها، إذا أفصحت عن الأمر، وينتظر حتى انصراف باقي الأطفال، ويتعدى عليها مستغلًا حداثة عمرها، وأن والد الطفلة يعمل معلم في المملكة العربية السعودية، وهي من تقوم برعاية الطفلة وكل عائلتها.

في السياق نفسه، تمكّن مركز شرطة “طلخا”، من ضبط المتهم، وتقرر حبسه احتياطيًا، وعرض الطفلة على الطب الشرعي، الذي أكّد أن غشاء البكارة سليم، ولا توجد به تمزقات قديمة ولا حديثة، أما بفحص الشرج تبين وجود علامات موضعية، تشير إلى أن المجني عليها سبق وأن تم استعمالها جنسيا لواطاً، وذلك منذ فترة زمنية يتعذر على الوجهة الفنية تحديدها، أو الجزم بها يقيناً.

المصادر:

*جريدة ديلي برس المصرية، 25 سبتمبر/ أيلول، 2021م.

*صحيفة المصري اليوم، 16 سبتمبر/ أيلول، 2012م.

**على الدول العربية جميعاً، إقرار قوانين خاصة بمراكز تحفيظ القرآن، والمعاهد الشرعية المُلحقة بالمساجد، ومراقبتها بكاميرات، وتشديد إجراءات الحماية الخاصة بالأطفال، وتشديد العقوبات على مثل هذه الجرائم التي تُرتكب من قبل رجال الدين، الذين من المُفترض أن يكونوا قدوة ومثلاً للآخرين.

كما على الأهالي الانتباه بشكل جيد لأطفالهم، وعدم إهمال شكاواهم، أو التغيرات الجسدية والنفسية التي تطرأ بشكل مفاجىء عليهم، وعليهم التقرب منهم، ومعرفة تفتصيل يومياتهم، وعدم إرسالهم إلى أماكن عامة ومراكز تعليم وأندية، إلا بعد التأكّد من اتخاذها كافة إجراءات السلامة، وتوفيرالأمان اللازم للطفل.