تنتشر العديد من المعلومات الخاطئة، والتي يتداولها عامة الناس، فيما يتعلق بالاستغلال الجنسي للأطفال، ومفاهيم التحرش والاعتداء الجنسي، ولضرورة توضيح المفاهيم والمصطلحات المتداولة بدقة، كنا قد نشرنا سابقاً في هذا الموقع، موضوعاً خاصاً حولها- تجدون رابط الموضوع في نهاية هذا المقال تحت عنوان ( في تعدد مفاهيم الاعتداء الجنسي على الأطفال) – وللتأكيد مرة أخرى على هذه المفاهيم، ومزيد من التوضيح، نُشير هنا إلى أبرز الأفكار والمعلومات غير الصحيحة المتداولة حول هذه القضية الحسّاسة وإبراز الجانب الصحيح فيها، وأهمها:
*تتعدد جرائم الاستغلال الجنسي للأطفال، ولا تقتصر على الاتصال الجنسي الكامل بالطفل، والذي يُندرج تحت مسمى “الاغتصاب”، فالتحرش وجه آخر يتجلى في عدة أشكال من مثل: الكلام الجنسي، عرض صور إباحية، التعري أمام الطفل أو تعريته، ملامسة الأعضاء الحسّاسة ومداعبتها، إرغامه على مشاهدة أفلام إباحية، بالإضافة إلى أشكال أخرى من الاستغلال الجنسي كتجميع صور الأطفال واستخدامها لأغراض جنسية، واستغلال حاجات الطفل المادية بهدف تحقيق رغبات جنسية، الابتزاز، والتجارة بجنس الأطفال تحت مسميات “التبني” أو “الرعاية” والسياحة الجنسية…وغيرها.
*يُثار الكثير من اللغط حول فكرة “رضا الطفل أو العلاقة بالتراضي”، وحددت بعض الدول الأوربية سن معين “سن الرضا الجنسي”، ولا يوجد شيء يخص الطفل في هذا السياق ممكن أن تحسمه فكرة الرضا، لأن الطفل شخص غير ناضج، وغير مسؤول عن خياراته، وخاصة تلك التي تسبب أذية جسدية، وتحولات مصيرية تطال حياته، للذك أي علاقة جنسية مع الطفل بموافقته أو دونها هي جريمة، ولا يُمكن الاعتداد بفكرة رضا الطفل، فكل الدراسات العلمية تؤكّد أن الطفل لا يُفكر بالجنس بالطريقة ذاتها التي يفكر بها البالغون.
*التسامح مع المعتدي وتجاوز الاعتداء بعد انقضاء مدة زمنية معينة، وعودة المعتدي إلى بيئة الطفل، أمر خطير، يُعرض الأطفال الضحايا للكثير من المخاوف والاضطرابات، فحتى لو قضى المعتدي عقوبته، ينبغي إبعاده عن بيئة الطفل الضحية، وعدم التسامح معه، ولعل أهم الخطوات العلاجية اللازمة لتشافي الطفل من آثار الاعتداء، هي ابتعاده عن المعتدي ومنع أي تواصل معه.
*يتعرض الأطفال من الجنسين للتحرش والاعتداء، ولا يوجد نسب أعلى تطال جنس دون الآخر، فالذكور أحياناً يكونون أكثر عرضة من الإناث لهذا الأمر، بعكس وجهة النظر السائدة أن الأنثى تتعرض للتحرش بنسب أعلى.
*لا تتم كل أشكال الاستغلال الجنسي للأطفال بشكل عنيف كما يعتقد بعضهم، فبعض أساليب المعتدين لا تُظهر أي آثار عنف على الطفل، ولذلك يجب الانتباه إلى كل علاقة خاصة بالطفل مع أحد الغرباء.
*لا يتم الكشف عن غالبية حالات التحرش والاعتداء على الأطفال، فالإحصائيات غير دقيقة ولا يٌعتد بها دائما، إلا إذا تكلم الضحايا، أو تم كشف الاعتداء بالصدفة، لذلك تبقى غالبية هذه الجرائم مخفية، وينبغي على مؤسسات الرعاية اتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية الأطفال.
*لا يوجد مكان آمن أكثر من غيره على الطفل، فالاعتداء والتحرش يُمكن أن يحدث في الشارع، والمدرسة، والنادي الرياضي، وبين الأقران والأقارب، ويجب على الأسرة بناء علاقة سليمة مع الطفل، قائمة على الثقة المتبادلة، والاطلاع اليومي على مجريات أحداث حياة الطفل اليومية، وطبيعة علاقاته بالآخرين.
* المتحرشون بالطفل والمعتدون، ليسوا من الذكور فقط، إذ يوجد نساء أيضاً، تتحرش بالأطفال وتعتدي عليهم جنسياً، فجنس الجاني أيضاً ليس العامل الأهم في تقدير علاقة الطفل بالآخرين الغرباء، وهذا ما يجب أن تنتبه له الأسرة، ولا تطمئن لعلاقة الطفل بالغرباء استناداً لجنسهم.
*ينتشر التحرش والاعتداء الجنسي على الأطفال، في مختلف البيئات والطبقات الاجتماعية، ولا توجد إحصائيات تبين وجود نسب أعلى لانتشار الاعتداء في البيئات الفقيرة أو لدى طبقات اجتماعية تُعتبر أقل في سلم التراتبية الاجتماعية لدى بعض المجتمعات.
*لا يُشكّل الدين أي رادع أخلاقي لدى المتحرش أو المعتدي على الطفل، فنسب عالية جدا من حالات التحرش بالأطفال والاعتداء عليهم، واستغلالهم جنسياً بصور مختلفة، تمت داخل مؤسسات دينية، أو مراكز ودور تعليم ذات طابع ديني، ومن قبل أشخاص بمواقع مهمة دينياً.
*ضمن التوجهات المعاصرة لحقوق الطفل، يعتبر العديد من العاملين في هذا المجال، أن زواج القاصرات، وختان الإناث، يندرج أيضاً تحت مسمى “الاعتداء الجنسي على الأطفال”، إضافة إلى تحديد سن الرضا الجنسي لدى بعض الدول الأوربية، بأعمار تقل عن ال18 سنة، ما زال يُثير الكثير من الجدل في الأوساط العلمية والاجتماعية والحقوقية، فلا ينبغي التهاون والتغافل عن الأوجه المختلفة للاستغلال الجنسي للطفل، وإن تم تشريعه اجتماعياً أو قانونياً في بعض البيئات، وهذه مسؤولية الأسرة بالدرجة الأولى، التي تتجلى في حماية الأبناء في كل زمان ومكان.
*في تعدد مفاهيم الاعتداء الجنسي على الأطفال: https://nedaa-pro.com/%d9%81%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d8%af%d8%af-%d9%85%d9%81%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d8%b3%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84/
*إعداد: فريق التحرير في مؤسسة نداء.