يمكن أن يكون الجناة معروفين للطفل، أو حتى ينتمون إلى أسرته، أو يمكن أن يكونوا غرباء، لكن معظم الاعتداءات الجنسية تحدث من قبل محيط الطفل الاجتماعي، وليس من قبل الغرباء.
لا يمكن أن تكون دوافع الاعتداء الجنسي على الأطفال، راجعة فقط إلى الميول الجنسية، فقد يكون وراءها دوافع مختلفة، على سبيل المثال، قد تكمن الأمراض العقلية، أو الموقف السادي العدواني وراء بعض الإساءات للأطفال، والتي تحدث بشكل عفوي أو بوعي، أو بغير وعي، فيبني المعتدي استراتيجيات للتلاعب بالضحية انطلاقاً من تلك الدوافع.
يقوم الجناة في البداية باختيار ضحاياهم بطريقة هادفة، والمضي قدمًا بشكل استراتيجي، إنهم يبحثون على وجه التحديد عن أماكن محددة يقضي فيها الأطفال وقتًا بانتظام، مثل الملاعب، وحمامات السباحة، ومسارات المشي، وملاعب كرة القدم.
بعد أن يُلاحظ المعتدي الطفل ، تبدأ خطوة كسب ثقة الضحية، يجد العديد من الجناة أن إقامة علاقة سرية أو نوع من الصداقة مع طفل، أسهل من إقامة علاقة سرية مع شخص بالغ، لأن الأطفال غالباً ما يُمكنهم التواصل دون تحفظ مع الغرباء، دون إدراك المخاطر، أو الأخطار في بيئتهم.
يُمكن للجناة أن يتلاعبوا بالأطفال بسهولة، بسبب جهل الأطفال وما يتمتعون به من سذاجة، فضلاً عن الفوارق الجسدية والنفسية والمعرفية واللغوية، هناك العديد من الطرق لبناء علاقة ثقة مستقرة، مثل الهدايا الصغيرة ، والمال، وأنشطة الألعاب ، وإظهار اللطف والاهتمام، بهذه الطريقة ، يعطي الجاني الطفل انطباعاً بأنه شيء مميز.
يبحث الجناة أحياناً عن ضحايا صغار السن، أو معاقين، لأنهم يفترضون أنهم لن يتحدثوا عن العنف الذي تعرضوا له، وأنه لن يتم تصديقهم.
هناك أطفال يُنظر إليهم على أنهم أهداف جذّابة بشكل خاص للمسيئين، على سبيل المثال الأطفال الذين يعانون من نقص الحب والثقة، والدعم والاهتمام في المنزل، وبالتالي يهتمون أكثر بما يريده الغرباء أو بما لديهم ، لذلك فإن الجناة لا يوجد خوف لدى الجناة من أن يرفضهم هؤلاء الأطفال.
من ناحية أخرى، فإن الأطفال الذين لديهم موقف إيجابي تجاه أنفسهم، وروابط عاطفية مستقرة، ودعم اجتماعي في الأسرة، يتعرضون لانتهاكات أقل.
يُمكن أن يأتي الاعتداء الجنسي بأشكال مختلفة، يمكن أن يبدأ بعبور الحدود مثل المظهر أو الإيماءات، واللمس الخفيف، ويًمكن أن يصل إلى حد الاغتصاب.
لا يشمل الاعتداء الجنسي الجماع أو الإيلاج فحسب، بل يشمل أيضًا المداعبة والتعرض والتلاعب في الأعضاء التناسلية للطفل ، فضلاً عن استخدام جسم الطفل لإرضاء البالغين، أو التعرض (غير الطوعي/ بدون قبول) للمواد الإباحية.
أثناء الاعتداء، يميل الجناة إلى الشعور بالقوة والشهوة والرضا، مما يخلق دافعاً للجاني لتكرار هذه الأفعال الجنسية.
يتسبب الاعتداء في مشاكل وأزمات خطيرة للضحايا، لكن التأثير يختلف من طفل إلى آخر. تلعب المعايير المختلفة دوراً هنا، على سبيل المثال عمر الطفل، وتكرار الهجمات وشدّتها، والدعم الأسري أو الاجتماعي، وما إذا كان الجاني من عائلة الطفل، أو البيئة الخاصة أم لا.
*باربرا ميخائيل