اتهامات بالاعتداء الجنسي على قاصرين وبالغين لمغني الراب الأمريكي الشهير “ديدي” بعد اتهامات سابقة بالإتجار بالبشر لأغراض الاستغلال الجنسي والابتزاز

أوقف مؤخّراً مغني الراب الأمريكي الشهير “شون كومز” الشهير ب”ديدي”، البالغ من العمر 54 عاماً ، على ذمة التحقيق والمحاكمة في  نيويورك، بانتظار بدء النظر في قضيته بتهمٍ تتجاوز 120 اتهاماً، باعتداءات جنسية على ضحايا بينهم من كانوا قاصرين لدى حصولها، حسبما أعلن محامون أميركيون، وذلك بعد اتهامه بالاتجار بالبشر لأغراض الاستغلال الجنسي وإيداعه السجن لهذا السبب.

دعاوى قضائية سابقة

كانت الاتهامات لمغني الراب تتوالى منذ شكوى تقدّمت بها في حقه العام الماضي شريكة حياته السابقة المغنية “كاسي فينتورا”، ومنذ ذلك الحين، تقدّم عدد من الضحايا المفترضات بشكاوى ضده، ما دفع النيابة العامة الفدرالية في مانهاتن إلى توقيفه في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، واتُهم “شون كومز” بالعنف والابتزاز عدة مرات منذ عام 2023م، ولكن القضية الأبرز بدأتها صديقة الفنانة السابقة المغنية “فينتورا”، وتشير أوراق الدعاوى القضائية إلى أن أصحابها يسعون للحصول على تعويضات مادية، لكن المبلغ غير محدد، ولم يتم رفع القضية إلى المحكمة بسبب سحب الدعوى، ويواجه الآن اتهامات جديدة بالاغتصاب، والاعتداء الجنسي والتحرش الجنسي، بعد سلسلة من الدعاوى القضائية الجديدة رُفِعت ضده الإثنين 14 أكتوبر/ تشرين أول الجاري.

من فيديو اعتداء “ديدي” على صديقته كاسي فينتورا

كسر جدار الصمت

قال محامي الضحايا “توني بازبي”: (إن جدار الصمت كُسِر والضحايا يظهرون بالعلن)، مشيراً إلى أنه يتحدث بوكالته عن 120 ضحية جديدة يعتزمون مقاضاة مغني الراب مدنياً، من بينهم 25 كانوا قُصر وقت حصول الاعتداءات، وكان مكتب “بازبي” قد خصّص خطاً هاتفياً لتوفير الدعم للضحايا، بعد توقيف شون كومز “ديدي” في نيويورك في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، وكانت نتائج تخصيص هذا الخط مذهلة، إذ تلقى اتصالات من أكثر من 3285 شخصاً، قالوا إنهم ضحايا، أو شهود على اعتداءات أقدم عليها مغني الهيب هوب السابق.

كما أوضح المحامي “أندرو فان أرسديل”، إن هذه الاتصالات أثمرت تحديد 120 ضحية، لكنّه أشار إلى أن الفرق المعنية تواصل العمل “على أكثر من مئة حالة أخرى”، يمكن أن تتوافر فيها عناصر لرفع دعاوى قضائية.

مفترس جنسي

خلال مؤتمر صحافي عُقد في هيوستن بولاية تكساس، قال المحامون: (إن توقيف “ديدي” وسجنه، فتحا الباب أمام موجة من الشهادات عن اعتداءات حصلت خلال العقود الثلاثة الأخيرة).

 في حين اتهم القضاء “ديدي” باستخدام “إمبراطوريته” الموسيقية لاغتصاب ضحاياه أو الاعتداء عليهن جنسياً، وتصفه لائحة الاتهام بأنه “مفترس جنسي”، كان يلجأ إلى الكحول والمخدرات لإخضاع ضحاياه لشهواته، وتشير أوراق الدعوى التي بدأت في مارس الماضي، إلى أن الفتيات القاصرات والعاملات في مجال الجنس، كنَّ ضيفات دائمات في الحفلات المنزلية لمغني الراب، وقال مصدر مطلع إنه رأى ديدي يضع المخدر في مشروباتهن.

قال المحامي “بازبي”: ( إن الأفراد المعنيين تعرّض كلٍ منهم للتخدير في 90 في المئة من الحالات، قبل الاعتداء عليه)، وأفاد المحامي  أيضاً بأن بعض الضحايا الذين كانوا قاصرين وقت وقوع الأحداث، كانوا في بعض الأحيان صغاراً جداً، ومنهم مثلاً صبي كان في التاسعة عندما أجريت له تجربة غناء لدى شركة “باد بويز ريكوردز” للإنتاج الموسيقي المملوكة لشون “ديدي” كومز، وأكّد أن هذا الشخص تعرض للاعتداء الجنسي، على ما يبدو من قبل شون كومز وأشخاص آخرين في الاستوديو، وتلقى في المقابل مع والديه وعداً بعقد تسجيل.

شهادات الضحايا

نُقل عن إحدى الضحايا المفترضات قولها: ( يُطرد من الحفلة من يرفض تناول مشروب يُقدّم إليه خلال سهرات مغني الراب، والمنتج المعروف أيضاً بألقاب كثيرة أبرزها “باف دادي” و “بي. ديدي” و”ديدي”)، وروت امرأة أنها كانت في الخامسة عشرة عندما اغتصبها المغني خلال إحدى الأمسيات بعد تخديرها، قبل أن يتناوب آخرون على اغتصابها أيضاً، وفي إحدى الدعاوى القضائية، كما زعمت إمرأة، كانت تبلغ من العمر 19 عاماً وقت وقوع الحادث، أن “ديدي” اغتصبها في غرفة فندق في مانهاتن.

قال أحد رافعي الدعوى، إنه كان يبلغ من العمر 16 عاماً، عندما حضر إحدى حفلات ديدي التي أقامها في منزله بمنطقة هامبتونز، في الولايات المتحدة عام 1998م، وفي الدعوى القضائية، وصف الشاب سعادته بالحصول على دعوة لحفل ديدي، التي أصبحت حدثاً سنوياً يرتاده المشاهير، وكانت تعرف بالحفلات البيضاء (White Parties).

كما اتُهم شون “ديدي” باغتصاب امرأة كـ “انتقام” لاعتقادها أنه كان متورّطاً في قتل “توباك شاكور”، في دعوى قضائية رُفعت في كاليفورنيا، تدّعي “آشلي بارام” أن الموسيقي هدد بقطع وجهها بسكين انتقاماً لتعليقاتها، وكان قد نفى “ديدي”ً تورّطه إطلاق النار الذي أدى إلى مقتل مغني الراب “توباك شاكور” في لاس فيغاس عام 1996م، جريمة القتل التي لم تُحل حتى اليوم.

في حين رفعت الفنانة الاستعراضية الأمريكية الشهيرة ” أدريا شيري إنجليش” دعوى قضائية ضد “ديدي”، بتهمة إجبارها علي ممارسة أفعال جنسية خلال حفلاته، وفقاً لصحيفة ديلي ميل، وفي تصريحات لصحيفة نيويورك بوست، تعهدت “إنجليش” بالإدلاء بشهادتها في المحاكمة  الجنائية لمغني الراب، حتي يتم الحكم بالسجن مدى الحياة، وقالت “إنجليش”: (الأشياء التي أُجبرني على القيام بها تطاردني حتى يومنا هذا)، وتزعم في الدعوى القضائية والشكوى الجنائية التي رفعتها، أن مغني الراب ضغط عليها لممارسة الجنس علي غير رغبتها بعدما قام بتخديرها، وأشارت “إنجليش” إلي أنها توقفت عن العمل لدى ديدي في عام 2009م، وهربت إلى ولاية كاليفورنيا، فيما تسعي الآن للحصول على تعويضات غير محددة في الدعوى المدنية التي رفعتها بحقه.

الفنانة الاستعراضية أدريا شيري إنجليش و”ديدي”

تورّط كبار المشاهير ومزيد من الأسرار

ذكرت شبكة “إن بي سي نيوز”، أن جميع حوادث الاغتصاب كانت قد وقعت في الفترة من 1995م إلى 2021م، ويزعم رافعوا الدعاوي القضائية، الذين لم يُكشف عن أسمائهم، أن بعض الاعتداءات حدثت في حفلات خاصة أقامها ديدي، وحضرها كبار المشاهير والفنانين الموسيقيين.

نفى “ديدي” في السابق جميع الدعاوى القضائية المدنية والجنائية ضده، في حين حضّ المحامون أشخاصاً آخرين على الإبلاغ عن أية اعتداءات تعرضوا لها من قبله، وتوقع  المحامي “بازبي” أن تُفضي هذه العملية إلى “الكشف عن أسرار كثيرة” وعن “أشخاص نافذين” ضالغين فيها، إذ تنص الدعاوى القضائية على أن الضيوف توافدوا على “حفلات ديدي للإتجار بالجنس” بسبب “صلات مغني الراب بمشاهير مثل الرياضيين، وشخصيات سياسية، وفنانين، وموسيقيين، وشخصيات عالمية بارزة مثل الأمير البريطاني هاري”، وكجزء من الدعوى الضخمة التي بدأت في مارس من العام الحالي، قامت الدعوى بتسمية بعض أكبر الأسماء في الصناعة كمتهمين مشاركين، ونفى ديدي هذه المزاعم ووصفها بأنها “مقززة”، بينما نفى محاميه الادعاءات ووصفها بأنها “محض خيال”، بينما عبّرت والدته عن أسفها بسبب الاتهامات الموجّهة لابنها بالاعتداء الجنسي، لافتة إلى أنها “مدمرة وحزينة للغاية” زاعمة أن الاتهامات المنسوبة لابنها “أكاذيب”، وفي بيان صدر عنها بعد خمسة أيام من الكشف عن أن مغني الراب قد يواجه دعاوى قضائية من أكثر من 100 متهم إضافي، من الرجال والنساء بتهمة الاعتداء الجنسي، والاغتصاب والاستغلال الجنسي، دافعت “جانيس سمول كومز” عن ابنها، قائلة : (إنه على الرغم من أنه ارتكب أخطاء في الماضي، كما فعلنا جميعاً، إلا أنه ليس الوحش الذي صوروه، وإنه من المحزن أن أرى ابني يُحكم عليه بغير الحقيقة، ولكن على قصة تم إنشاؤها من الأكاذيب، من المؤلم حقاً أن أشاهد العالم ينقلب ضد ابني بهذه السرعة والسهولة، بسبب الأكاذيب والمفاهيم الخاطئة، دون سماع جانبه أو منحه الفرصة لتقديم جانبه).

ديدي مع والدته “جانيس سمول كومز”

من الجدير بالذكر إن ” شون كومز”، أو الملقب بـ”ديدي”، هو مغني راب شهير، وأحد مؤسسي فن أغاني “الراب” في الولايات المتحدة الأمريكية، وأحد أثرى فنانيها، وقدأصبح شخصية ذات قوة هائلة، خاصة في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ليس فقط في موسيقى الهيب هوب ولكن في عالم الأعمال والترفيه بشكلٍ عام، وتتجاوز ثروته المليار دولار، و يتصدّر قمة قائمة مجلة “فوربس” السنوية لأغنى فناني الهيب هوب على مستوى العالم، وتقول الاتهامات الموجّهة ضده أنه استخدم نفوذه وثروته لاستغلال الضحايا والتستّر على جرائمه.

المصادر:

-ر.م (أ ف ب).

https://www.dw.com/ar/%D9%85%D8%BA%D9%86%D9%8A-

https://www.bbc.com/arabic/articles/cyvyle9g55lo#:~:text=%D9

https://www.skynewsarabia.com/varieties/1702819-%D9%85%D9%84%D9%81-

https://arabic.cnn.com/entertainment/video/2024/05/17/v156239-sean-diddy-combs-cassie-venture-surveillance-digvid

https://www.cairo24.com/2084959#goog_rewarded

إعداد: خولة حسن الحديد