مؤسسة نداء تشارك في مؤتمر المعتقلين وضحايا التعذيب في برلين

شاركت مؤسسة نداء في مؤتمر “”مؤتمر المعتقلين/ات والمفقودين/ات وضحايا التعذيب في السجون السورية”، والذي نُظم في العاصمة الألمانية برلين يوم 30 حزيران/ يونيو الماضي، وفي كل من مدينتي بروكسل ببلجيكا ومدينة استنبول التركية في اليوم ذاته، والذي نظمه كل من جمعية البيت السوري واتحاد تنسيقيات السوريين حول العالم.

هدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على معاناة المعتقلين/ات والمفقودين/ات وضحايا التعذيب في السجون السورية، والمطالبة بالإفراج عنهم وكشف مصير المفقودين/ات ومحاسبة المجرمين، وتمثّلت مشاركة المؤسسة من خلال سيدة سورية من مجلس إدارتها، وهي معتقلة سابقة وناشطة في عدة مجالات حقوقية وإنسانية.

تأتي مشاركة مؤسسة نداء في هذا المؤتمر، في إطار عملها الحقوقي، الإنساني، ولتربوي والاجتماعي، المعني بالانتهاكات الجنسية بحق الأطفال، ومن المعروف أن عدد كبير من الأطفال السوريين قد تعرضوا للاعتقال، ومورست بحقهم شتى أشكال الانتهاكات، ومنها الانتهاكات الجنسية، وذلك وفق شهادات الشهود، ووفق التقارير الدولية الموثوقة، وتقارير العشرات من مؤسسات ومنظمات رعاية الطفولة وحقوق الإنسان عموماً.

شاركت “ب. ق” في ندوة في المؤتمر، مع كل من (السيدة منى بركة، السيد مروان العش، والمحامي أنور البني)، وتحدّثت عن تجربتها بالاعتقال، ونوّهت إلى بعض المعتقلين، وروت قصة الطبيب السوري المعتقل منذ 2013 مم، “سميح البحراني”، والذي كغيره من الأطباء السوريين المعتقلين لا تعرف عائلته عنه أية معلومات، قائلة: (نحن نطالب بمعرفة مصير أبنائنا)، وأكّدت: (لم يمر محنة على أي شعب مثلما حدث مع السوريين، وعلينا الاتحاد معا لتجاوزها).

المحامي “أنور البني”، رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، قال: ( إن شهادات المعتقلين ليست فقط لاستخدامها للمحاكم، ولكن لتوثيقها، وأنه هناك إمكانية إخفاء أسماء الشهود وحمايتهم بالمحاكم الآن، والمنظمات القانونية السورية حريصة على تقديم كل الضمانات القانونية لحمايتهم)،  وحول تقرير المركز السوري بالتعاون مع منظمة الحركة القانونية “وصمة عار”،  أوضح “البني”: (إن التقرير يركز على العنف الجنسي داخل المعتقلات، ويقدم شهادات 69 معتقلاً داخل سجون الأسد دون الكشف عن هويتهم)، كما أضاف: (إن أهمية التقرير تكمن في مساهمته لفهم وكشف حقائق ما جرى ومازال يجري في سوريا،  وأنه لم يسبق أن يتم تقديم تقارير حول ما يحدث تجاه النساء والرجال والأطفال داخل المعتقلات، وأعطى سياق كبير لفهم جرائم التمييز الجنسي).

وقالت “ب. ق” عضو مجلس إدارة مؤسسة نداء، حول مشاركتها في هذا المؤتمر:

(إن المشاركة في مؤتمر المعتقلين بالسجون السورية، سجون وطني، يذكّرني بحديد سلاسلي، عنف النسور ورقة المتفائلين، ويدفعني للعمل مع الآخرين لإنهاء نظام الاستبداد، ومن أجل سورية حرة ديمقراطية مستقلة لجميع أبنائها، وقد التقينا في المؤتمر لإلقاء الضوء على لوحة في غاية السواد والظلام، رسمها نظام الاستبداد، وعمّت كل أرجاء البلاد، فيها كل المعاناة من قتل، وتشريد، وتهجير، وتعذيب وسجن، وامتلأت سجون النظام بكل فئات الشعب ونسيجه، دون تهمة، أو حق أو محاكمة أو سبب، وأخفى آثار الكثيرين منهم دون علم ذويهم إن كانوا أحياء أم أموات، واستمرت أجهزة النظام بسلب الأهالي وترويعهم وسلب الممتلكات، ويصل التهديد لحد القتل، لحد قتل السجين وإصدار شهادات وفاة، وقد كان للأطفال أيضاً النصيب الكبير من هذا كلّه).

من الجدير بالذكر، إن المؤتمر تضمّن عدد من الفعاليات بمشاركة بعض الفنانيين السوريين والناشطين، واختتم بعرض مسرحي للفنان “نوار بلبل” بعنوان “مساواة”، والذي يُحاكي معاناة المعتقلين والناجين من الاعتقالات.

*تقوم مؤسسة نداء بإعداد تقرير خاص، حول الانتهاكات الجنسية بحق الأطفال في السجون السورية في مختلف المناطق السورية، وسيتم نشره للعموم لاحقاً.

*صورة الغلاف من معرض لرسّامات سوريات في مدينة الباب بعنوان”نبض السجون”، عن المجلس المحلي لمدينة الباب، 27 حزيران/ يونيو، 2024م.

*إعداد: خولة حسن الحديد.