لا لاستخدام الأطفال في الصراعات والتجاذبات السياسية

تُدين مؤسسة نداء لحماية الأطفال من الاستغلال الجنسي بأشد العبارات، إعادة نشر فيديو لطفلة تبلغ من العمر 8 سنوات، كانت قد تعرضت لاعتداء من رجل مُسن في ريف مدينة تل أبيض السورية، في شهر اكتوبر/ تشرين الأول من عام 2024م، كما تأسف المؤسسة على استخدام الفيديو في الصراع السياسي الذي تقوده المعارضة ضد السلطة الحاكمة في سوريا، في مشهد يعكس حجم اللامسؤولية تجاه الأطفال، واستسهال زجّهم في الصراعات السياسية والعسكرية، لتحقيق مكاسب زائفة وآنية، على حساب كرامتهم، وكرامة ذويهم، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية والمحلية، والأعراف والشرائع.

إن إعادة نشرالفيديو الخاص بالطفلة، والذي يضم محتوى فاضح، يُسيء إلى الطفلة، وينتهك خصوصيتها، وخصوصية عائلتها، وعنونة الفيديو بعناوين سياسية، وتزييف حقيقة الواقعة من أجل إدانة السلطة وتحقيق مكاسب سياسية،  يُعتبر انتهاكاً علنياً لحقوق الطفلة، وامتهاناً لكرامتها، ويندرج تحت جريمة “الاستغلال الجنسي للأطفال”، الذي تحرّمه القوانين الدولية، واتفاقيات حقوق الطفل الأممية، إضافة إلى كونه تشهير بالطفلة يؤدي إلى نتائج خطيرة اجتماعياً ونفسياً، بانعكاساته على الطفلة وعائلتها.

وإذ تُدين مؤسسة نداء هذا الفعل المُسيء للطفلة، وانطلاقاً من مسؤوليتها ودورها في حماية الأطفال من كل أشكال الاستغلال الجنسي، فإنها ستقوم باالاجراءات القانونية المناسبة لمُحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة، كما تُطالب وزارة الداخلية السورية بملاحقة الحسابات التي نشرت الفيديو المُسيء، وإغلاقها، لوقف التشهير بالطفلة والإساءة لها، وتُطالب أيضاً وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، بالقيام بدورها في الوصول إلى عائلة الطفلة، والتأكّد من سلامتها، وتقديم المساعدة اللازمة لها.

كما تُطالب المؤسسة من السوريين بالتحلي بالمسؤولية، ووقف نشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، والإبلاغ عن الحسابات التي قامت بنشره، باعتباره محتوى جنسي مُسيء للأطفال.

وختاماً، تطالب المؤسسة بصفتها الاعتبارية والقانونية، بتحييد الأطفال عن الصراعات السياسية، والعسكرية، وعدم نشر صورهم ضمن هذا السياق، ووقف استخدامهم كأوراق ضغط سياسي، واجتماعي، والوقوف ضد زجّهم في التجاذبات والصراعات السياسية والعسكرية بأي شكل من الأشكال، والعمل على حمايتهم بكل السُبل المُمكنة.

*كما تؤكّد المؤسسة، بصفتها الاعتبارية والقانونية، على النأي بنفسها، وبإقرار كافة الأعضاء، عن كل التجاذبات والصراعات السياسية.