جذبت بعض القصص حول الاعتداءات على الأطفال وسائل الإعلام، مما ساعد في زيادة الوعي بالقضايا التي يواجهها العديد من الأطفال، على سبيل المثال، “أمادو بامبا” مدرب كرة السلة  للنساء من مالي والبالغ من العمر 51 عاماً،  وجهت له تهمة التحرش والاعتداء على  3 لاعبات على الأقل، وعرقلة حياتهن المهنية عندما رفضن الانصياع له برغباته.

بعد الإبلاغ عن “بامبا” في يونيو 2021م، عن الاعتداء الجنسي، في منتخب مالي لكرة السلة للسيدات تحت 18 سنة ، اعتقلت السلطات القضائية في 26 يوليو من العام نفسه، واتهمته وسجنته، المدرب، وينتظر المحاكمة بتهم الاعتداء الجنسي على الأطفال، والشروع في الاغتصاب، والتحرش.

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش: (إن اعتقال وإدانة السلطات المالية، لمدرب متهم بالتحرش الجنسي والاعتداء على لاعبات كرة سلة مراهقات، يعد خطوة مهمة لحماية الرياضات والأطفال من سوء المعاملة)، وقالت”قالت مينكي ووردن”، مديرة المبادرات العالمية في هيومن رايتس ووتش: (مع انطلاق أولمبياد طوكيو ، اتخذت حكومة مالي خطوة حيوية لإبعاد مدرب كرة سلة متهم بالاعتداء الجنسي على لاعبات كرة سلة مراهقات)، وأضافت: (كان قادة اتحاد كرة السلة يعلمون، أو كان ينبغي أن يعرفوا الانتهاكات، وفشلوا في واجب رعاية اللاعبين الشباب).

وثق تقرير ورسالة من هيومن رايتس ووتش في يونيو / حزيرا، من عام 2021م، إلى الاتحاد الدولي لكرة السلة (FIBA) ، الهيئة الحاكمة لكرة السلة في العالم ، نمطاً من الاعتداء الجنسي، تغطيه مسؤولو كرة السلة، مما سمح له بالاستمرار.

الأخطر من ذلك، إن منظمة هيومان رايتس ووتش كشفت أن المسؤولين الرسميين عن اللعبة، يتسترون على أنواع من الاستغلال الجنسي، مما يسمح بالاستمرار في الانتهاكات والاعتداءات. ولدينا مثال آخر في انتشار العنف، حدث مع الرياضيين اليابانيين، واستغلالهم في سياق التدريب البدني( وغالباً ما يعتبر ضرورياً لتحقيق التميز في المنافسة، وتنمية الشخصية)، وهذا هو السبب في أن المدربين وأولياء الأمور، لا يعتبرون دائماً أن العنف هو إساءة، لاعتقادهم أنه مفيداً في تدريب الأطفال، بيد أنها يمكن أن تضر بالأطفال، وبعضهم يلجأ إلى إيذاء نفسه، على سبيل المثال، في عام 2012 انتحر لاعب كرة السلة البالغ من العمر 17 عاماً في أوساكا بسبب إساءة مدربه له.

 وأحصت جمعية يابانية لضحايا الجودو 121 حالة وفاة، نتيجة ممارسة هذه الرياضة في المدارس بين 1983 و2016م، لكن حجمها يثير تساؤلات إضافية، إذ يُجبر الأطفال على إنقاص وزنهم، يُدفعون إلى أقصى قدراتهم في التمارين، أو يتعرّضون لعقوبات جسدية: فضائح عنف متكرّرة ضد الممارسين الصغار تهزّ عالم هذه الرياضة في اليابان.

 بعد اتهامات وضغوط خلال أولمبياد 2020م، أجرت الحكومة اليابانية، إلى جانب منظمات رياضية أخرى بعض الإصلاحات، وعلى الرغم من ذلك، بقي على تلك الاجراءات والاصلاحات إشارات استفهام،  كما حدث سابقاً، ومثالاً على ذلك، الإعلان عن القضاء على العنف في الرياضة في عام 2013م، وكذلك  مدونات الحوكمة للاتحادات الرياضية الوطنية، والمنظمات الرياضية الأخرى لعام 2019م، بقي عليها إشارات استفهام، لأنها لم تتناول بالتحديد استغلال الأطفال في الرياضة، علاوة على أنها غير ملزمة.

مثال آخر حظي بتغطية إعلامية كبيرة، وهي قصة “سيمون بايلز”، الحائزة على الميدالية الذهبية الأولمبية الأميركية، وواحدة من أفضل لاعبي الجمباز في العالم، وقد تعرضت للاعتداء الجنسي من قبل طبيب الجمباز الأميركي لاري نصار، وعندما أدلت بشهادتها أمام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، أكّدت أن الاساءة ضدها حدثت، لأن منظمات مثل الجمباز في الولايات المتحدة، واللجنة الاولمبية الأميركية التي أنشأها الكونغرس بهدف حماية الرياضيين، لم تقم بوظيفتها، في وقت كشف تقرير لوزارة العدل في عام 2021 م، أن لاعبات الجمباز تقدموا بالفعل بشكاوي اعتداءات جنسية إلى مكتب التحقيقات الفيدرالية منذ عام 2015م، ولكن استمر “نصار” في علاج لاعبات الجمباز في نوادٍ رياضة مدرسية، وفي نادٍ للجمباز، وجامعة ميتشغان.

 تجدر الإشارة، أن الولايات المتحدة تشهد اعتداءات مخيفة على الرياضيين الشباب، حيث تعرض 13% من الطلاب الرياضيين لاعتداء جنسي، وحوالي 1 من كل 12 رياضياً، تعرضوا للاعتداء الجنسي من قبل مسؤول رياضي أو زميل، وهو رقم يمكن أن يكون أقل من التقييم المعبّر عن الحقيقة، نظراً لظاهرة التكتم في هذا الموضوع.

كما أنه من الجدير بالذكر، إن أكثر من 95% من قضايا التحرش والاعتداء الجنسي على الأطفال، كانت قد أثيرت في الإعلام، وكشفت عنها وسائل إعلام، وصحفيين استقصائيين، وأدّوا رسالة مهمة إنسانية وأخلاقية، وساهموا في تعزيز مفاهيم حماية الطفل والدفاع عن حقوقه، وفضح المؤسسات والفضاء العام للمجتمع والجهات التي تتواطىء فيه مع الجناة.

*المصادر:

-صحيفة Liberation الفرنسية

-موقع  Disclose الإلكتروني.

-موقع إفريقيا اليوم: https://todaynewsafrica.com

-موقع: https://arabic.euronews.com

*ترجمة وإعداد: دلال ابراهيم.