كانت أول أمس طالبة الثاني الثانوي، الشابة المصرية “بسنت خالد”، ضحية تعرضها للابتزاز بعد فبركة صور لها ونشرها على الفيس بوك، وتوزيعها بين أهل قريتها، السبب المباشر وراء دفع الشابة لإنهاء حياتها.
وقد أثارت قصة الشابة الشارع المصري، ومواقع التواصل الاجتماعي التي تصدّرها هاشتاغ (حق بسنت لازم يرجع).
الشابة “بسنت خالد”، من كفر الزيات بمحافظة الغربية، وهي طالبة في الثاني الثانوي – المنهاج الأزهري -، وكانت قد تعرّضت لضغوط نفسية كبيرة، بعد قيام أحد الشبان بابتزازها بصور مفبركة لها، قام بإعدادها عبر أحد برامج تعديل الصور، وطلب منها إقامة علاقة غرامية معه، وعندما رفضت هددها بنشر الصور، وبالفعل قام بنشرها على الفيس بوك، وانتشرت الصور المفبركة بين أهل القرية، مما عرّض الفتاة لضغوط اجتماعية كبيرة، لم تستطع تحمّلها، فقامت بابتلاع حبة من حبوب الغلال السامة، لترحل عن عالمنا، تاركة رسالة موجهة إلى والدتها، تبين فيها أنها مظلومة وتقول فيها:
(ماما يا ريت تفهميني أنا مش البنت دي وإن دي صور متركبة والله العظيم وقسمًا بالله دي ما أنا، أنا يا ماما بنت صغيرة مستهلش اللي بيحصلّي ده أنا جالي اكتئاب بجد، أنا يا ماما مش قادرة أنا بتخنق، تعبت بجد).
قالت والدة الضحية في تصريحات إعلامية، إن ابنتها “بسنت”، كانت مخطوبة وطالبة بالصف الثاني الثانوي الأزهري، وأشارت إلى أن ابنتها تتمتع بأخلاق حميدة، إلا أنها تفاجأت بتداول صور مفبركة لها عبر “فيسبوك”، مما أدخلها في حالة صدمة، وارتبكت حياته، وشعرت بالظلم والقهر النفسي، مما أصابها بحالة اكتئاب حادة، تسبب في انتحارها عقب تعنيفها من جانب والدها.
من جهته، وعلى موقع “مصراوي”، قال والد الضحية في فيديو مسجّل، أنه لم يُعنفها، وأنه استوعب الموضوع، لكن ابنته لم تحتمل حجم الضغوط النفسية التي تعرضت لها بعد الفضيحة التي تسبب بها نشر تلك الصور، وأشاد بأخلاق الفتاة وأنكر أنه عرضها لأي ضغط أو عنف، بينما قالت مذيعة “مصراوي” أن أهل القرية جميعاً قد شهدوا للفتاة بحسن تربيتها، وخلقها، وسلوكها المتزن.
كشفت التحريات الأمنية أن “بسنت” أنهت حياتها عقب مرورها بأزمة نفسية عاطفية، دفعتها للتناول حبه الغلال السامة.
*تعقيب:
من الواضح حسب الرسالة التي تركتها الفتاة، أنها تعرضت لضغوط كبيرة من والديها، كما أن حديث والدها على موقع”مصراوي”، والذي يبين حسن تربيتها وسلوكها، وشهادة أهل القرية بهذا، يبدو أنه كان مجرد كلام شعاراتي، لأنه لو أن أهل القرية لم يتصرفوا وفق ثقافة الفضيحة، ويتعرضوا لسمعة الفتاة، وأنكروا ما رأوه من صور مفبركة – أغلبها واضحة فيه مسألة الفبركة -، ولو والد “بسنت” وحتى والدتها، قد احتضنوها، وصدّقوها، لما كانت اليوم الفتاة في القبر، والجميع يتحسّر عليها بعد فوات الأوان، وكان من واجب الوالدين احتضان ابنتهم وتصديقها، وإبلاغ السلطات الأمنية لمتابعة المجرم الذي تسبب بهذه الأزمة الصادمة للفتاة، لكن للأسف هذا كله لم يحصل، وكانت “بسنت” ضحية ثقافة الفضيحة، وسوء تصرف الأهل والمحيط، بقدر ما هي ضحية المُبتز المجرم الذي قام بهذا الجريمة، ومن الضروري توعية الأسرة بهذه القضايا، وأهمية احتضان بناتهم، واللجوء إلى السلطة الأمنية لوضع حد لأمثال هذا المجرم.
*صحيفة الإمارات اليوم، 3/1/ 2022م.
*موقع مصراوي الإلكتروني، 3/1/ 2022م.