حدثت الواقعة الصادمة يوم 20 من أبريل/ نيسان الجاري، في منطقة “عزبة الهجانة”، المتاخمة لحي مدينة نصر شرقي مدينة القاهرة، حيث تسكن أسرة الطفلة المغدورة “جانيت جمعة” ذات العشرة أشهر، في شقة بمبنى مؤلف من 15 طابق، وتقول والدة الطفلة “مريم”، إنها كانت تأخذ قيلولة في شقتها يوم الواقعة بينما تركت طفلتها الرضيعة مع أطفال آخرين لدى قريبة لهم في الطابق السفلي، وفجأة اكتشفوا أن الرضيعة اختفت وأن باب شقة قريبتهم كان مفتوحاً على غير العادة، وتوضح الأم: (ابنتي أميرة كانت ساكتة ومرعوبة ولم تقل شيئاً، ولكن بعد عناء قالت إنها رأت شاباً مصرياً يأخذ الرضيعة من على باب شقة قريبتهم وينزل على السلم، وأن الرضيعة صرخت، ولكن أميرة كانت خائفة فلم تخبر أحداً)، وهنا بدأت رحلة البحث عن الطفلة، ويوضح والدها:
(بدأنا البحث في المبنى كلّه، وطرقنا الأبواب على جميع السكان، وجميعهم فتحوا لنا، وفتشنا ولم نجد الرضيعة لديهم، إلا شقة واحدة في الطابق الثالث عشر لم يفتح لنا ساكنها).
ويُضيف أنه ذهب لقسم الشرطة للإبلاغ، ولكنهم أخبروه بضرورة مرور 24 ساعة قبل إمكانية تحرير محضر، وفقا للقانون المصري، إلا أنه عاد من قسم الشرطة ورفض الانتظار، وبدأ البحث في العقارات المجاورة، والشوارع حتى وجد جثمان جانيت في مقلب للقمامة بإحدى الحدائق، في منطقة خلفية للعقار المقيم به، وهنا يقول: (احتضنت ابنتي وأنا أبكي، ولكنها كانت ميتة، وعليها آثار اعتداء جنسي، المجرم اغتصبها، وقتلها خنقاً، ثم حملها في حقيبة، وألقاها بالقمامة).
تحقيقات رسمية والقبض على الجاني
باشرت الشرطة المصرية بفتح تحقيق رسمي، وقبضت على الجاني، وحسب بيان نُشر على منصة اللاجئين في مصر- وهي مبادرة حقوقية معنية بحقوق اللاجئين- إن أجهزة الأمن كثفت البحث عن المتهم، من خلال مشاهدة تفريغات كاميرات المراقبة في محيط المنطقة، حيث اختفت الضحية وعثر على جثتها لاحقاً، ليتم التعرف على المتهم بارتكاب الجريمة، وتعرّفت عليه الطفلة “أميرة” ابنة العائلة والتي شاهدته يحمل أختها الرضيعة، وطالبت المنصة بالعمل على ضمان محاكمة عادلة للضحية، وإجراءات حماية لعائلتها، في ظل تصاعد جرائم العنف الجنسي المبنية على العنصرية، حسب وصفها في البيان، في حين لم تُصدر النيابة العامة المصرية أي بيان رسمي عن التحقيقات في واقعة الطفلة السودانية “جانيت”، رغم مرور أكثر من خمسة أيام على بدء التحقيق، وأفادت وسائل إعلام مصرية، نقلاً عن مصادر قضائية بأنها قررت حبس المتهم أربعة أيام على ذمة القضية، بينما أكّد أحمد حجاج، محامي أسرة الضحية السودانية، أن المتهم يقطن في البناية نفسها التي تعيش بها أسرة الطفلة السودانية، وقد أقرّ بارتكابه جرائم الخطف، والاعتداء والقتل أثناء التحقيقات.
صدمة في الشارع المصري وغضب وسط الجالية السودانية في مصر
عبّر آلاف المصريون عن صدمتهم لارتكاب هذه الجريمة، التي وصفوها بالجريمة البشعة، وأعادت هذه الجريمة للأذهان، جريمة مروعة أخرى، ارتكبت في عام 2017م، بحق رضيعة مصرية في محافظة الدقهلية، والتي عُفت إعلامياً باسم “طفلة البامبرز”، حيث تم القبض على المتهم، وتقديمه للمحاكمة ونال حكما “عاجلا” بالإعدام، ونُفذ الحكم، وبهذا السياق قات والدة الطفلة الضحية:
(من يتصور أن طفلة مرتدية البامبرز ممكن يحدث معها هذا؟.. هذا ليس بني آدم، هذا وحش مفترس).
كم أثارت هذه الجريمة الصادمة، غضب الجالية السودانية في مصر، حيث يعيش عدد كبير من السوادنيين وعدد كبير منهم من “اللاجئين”، وفتحت الباب على مصراعيه أمام الحديث عن الانتهاكات العنصرية، التي يتعرضون لها، كما غيرهم من آلاف الأفارقة المُقيمين في مصر، وفي متابعة لحيثيات هذه القضية، سيتم نشر المزيد من التفاصيل ضمن هذا السياق.
*المصادر:
-بي بي سي نيوز/ العربية:
https://www.bbc.com/arabic/articles/c87zyv28n65o
-منصة اللاجئين في مصر.
إعداد: خولة الحديد.