في بريطانيا
في العاشر من ديسمبر الجاري، حكمت محكمة بريطانية بسجن رجل “عبد الإله” يبلغ من العمر 32 عاماً، بعد إدانته بالابتزاز الجنسي عبر شبكة الإنترنت، وقد يخضع أيضاً لتمديد مدّة عقوبته، بما يصل إلى 8 سنوات، بعد إطلاق سراحه.
وصفت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة، اعتداءات عبد الإله بأنها بين أكثر “الجرائم الجنسية المثيرة للاشمئزاز”، التي حققت فيها، وقالت الوكالة: ( إنّ أعمار ضحاياه تراوحت، بين رضع يبلغون ثمانية أشهر، وبالغين).
قال “توني كوك”، المسؤول بالوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة: (عبد الإله منحرف سادي، أشبع رغباته الجنسية من خلال السيطرة على ضحاياه، الذين دفعهم غالباً إلى درجة الرغبة في الانتحار، لقد دمّر حياة أشخاص وعائلات).
راجعت المحكمة، القائمة في برمينغهام، أكثر من 67 ألف صورة غير لائقة لأطفال، صودرت من أجهزة عبد الإله، الذي توزّع ضحاياه في أكثر من 30 دولة.
وصفت القاضية “سارة باكينغهام” المُدان، البالغ من العمر 26 عاماً، بأنه واحد (من أسوأ الجناة المفترسين على الإطلاق)، كما توجهت القاضية لعبد الإله بالقول: (لا توجد طريقة يمكن تصوّرها لتعقب وإتلاف كل المواد التي نشرتها على الإنترنت، ما تسبب في معاناة مستمرة لضحاياك، والطبيعة المقيتة لجرائمك، تستدعي عقوبة طويلة الأمد لحماية الناس).
جرائم ابتزاز بالمئات وانتحال شخصيات مزيّفة
استهدف المُدان “عبد الإله” نحو ألفين ضحية، وكان قد جمع صور أفعال جنسية مهينة، قبل بيعها لأشخاص يشتهون الأطفال جنسياً، وفي بعض الحالات، ابتزّ عبد الإله نساء، لاستغلال طفل أو شقيق، مقابل دفع ديون عليهن، وكان قد أقرّ بارتكاب 158 جريمة بحق 72 شخصاً تقدموا بشكاوى، إضافة إلى قيامه بانتحال شخصيات مزيفة، منها طبيب وسمسار بورصة ثري، لتقديم مساعدة مالية، وتعهد بسداد ديون بعملة البيتكوين الرقمية، قبل إقناع الناس بإرسال صور ذات محتوى جنسي.
كما علمت المحكمة أن مجموعة كبيرة من الصور، ومقاطع الفيديو التي جمعها عبد الإله، قد وُزعت بكميات كبيرة، بعد أن قام بابتزاز شابات وفتيات، لإرسال مواد جنسية مهينة.
وخاطبته القاضية قائلة: (مطالبك زادت في خبثها، وفي فسوقها، حتى عندما توسل إليك ضحاياك، حتى عندما علمت بميولهم الانتحارية، سخرت من معاناتهم وألمهم).
شهادات الضحايا
استمعت المحكمة إلى سلسلة من شهادات بالغة التأثير لعدد من الضحايا، إحداها لضحية كانت تلميذة، حين حدوث الاعتداء عليها، وروت الضحية كيف أنها حاولت الانتحار، حين علمت أن عبد الإله نشر صورها بموقع تويتر، وأكّدت: (طوال عامين، دمر هذا الشخص حياتي، كنت حزينة، أتذكر عيد ميلادي السادس عشر، قضيت الليل أبكي، كنت مكتئبة بشدة، أحاول المضي قدمًا، ولكني أجد الأمر صعبًا للغاية، وأشعر أن هذا سيرافقني لبقية حياتي).
كما تحدثت مراهقة أخرى، عن شعورها بالرعب بسبب تلك التجربة، ويُرجّح تعرض نحو 550 امرأة وطفلة في بريطانيا لاعتداءات عبد الإله، الذي باع أكثر من ألف ساعة من مشاهد الفيديو إلى شخص واحد.
بينما قال عبد الإله في شهادته أمام المحكمة، إنه نظر إلى جرائمه كمهنة، وكان قد أقرّ في عدة مقابلات بعد توقيفه، أنه كان يحاول جني أكبر قدر ممكن من المال.
الحكم على شريكة متعاونة
في حيثيات القضية، تبين أن عبد الإله كان قد تلقى مساعدة من امرأة تُدعى “كيرستي نيكولز” -35 عاماً-، وهي من منطقة نورثولت، بغرب لندن، وحُكم عليها بالسجن ستة أعوام وتسعة أشهر، بعد اعترافها بالعمل مع عبد الإله لإنتاج صور غير لائقة لطفل.
تعرّفت “نيكولز” على عبد الإله من خلال موقع إلكتروني، يستقطب نساء يعانين ضائقة مالية، لتوصيلهم برجال كبار في السن، وقالت القاضية ل”نيكولز”: (لقد ارتكبت هذه الجرائم مع عبد الإله، وكان الدافع الكامل وراء اعتدائك تحقيق مكاسب مالية، الجرائم خطيرة، لدرجة أنه لا يمكن أن يتبعها إلا حكم فوري بالسجن).
إزالة الصور من الإنترنت
قالت مؤسسة “ريفنج بورن هلبلاين”، لمساعدة ضحايا مثل هذه الاعتداءات، إنها عملت مع الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة لأكثر من عامين ونصف، بهدف إزالة المحتوى من الإنترنت، وأنها أزالت 135 ألف صورة فردية.
*المصدر: 11 ديسمبر، 2021م. https://www.bbc.com/arabic/world-59617794?xtor=AL-73-%5Bpartner%5D-%5BAlAnba.Newspaper%5D-%5Blink%5D-%5Barabic%5D-%5Bbizdev%5D-%5Bisa