*تفاعل إعلامي إيراني حول اعتداء جنسي على أطفال في نادي شهر خودرو بمدينة مشهد
في الأيام الأخيرة من يناير/ كانون الأول من العام الجاري، 2023م، هزت فضيحة اعتداء جنسي على الأطفال في أحد أندية كرة القدم في محافظة خراسان رضوي في إيران، أركان البلاد، وقد ذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية للأنباء، أن اجتماعاً عُقد يوم 22 يناير/ كانون الثاني في محكمة مشهد العامة والثورية، بعد أن استدعت نيابة مشهد، مسؤولي الرياضة في محافظة خراسان رضوي، لتقديم إيضاحات، بعد نشر بلاغات عن تحرش جنسي بحق 15 لاعباً من الأطفال، في أحد أندية كرة القدم في المحافظة، وحسب الوكالة ولحين نشرها الخبر، لم يتم تقديم أي شكوى في مكتب المدعي العام بالمحافظة، فيما يتعلق بهذه القضية.
بين الإنكار والاعتراف ولا إنصاف للضحايا:
ذكرت وكالة “إرنا” الرسمية، إن مسؤولاً إعلامياً سابقاً لنادي “شهر خودرو”، قال عبر مواقع التواصل الاجتماعي: ( إن ذوي 15 لاعباً من الفريق وأكاديميته، تقدموا بشكوى ضد النادي والمدربين، لاعتدائهم جنسياً على أولادهم)، وأشارت الوكالة الى أن وزير الرياضة والشباب ” حميد سجادي”، قد أمر قبل أسبوعين، بفتح تحقيق في أعقاب معلومات تتحدث عن اعتداءات جنسية في أكاديمية لكرة القدم للمراهقين في مشهد، ودعا إلى إظهار “حزم” ضد من يظهر تورطهم في القضية.
أهالي الأطفال الضحايا، تجمّعوا أمام مبنى لجنة خراسان رضوي لكرة القدم، وأعلنت وزارة الرياضة والشباب، حسب صحيفة “شهرآرا” الصادرة عن بلدية المدينة، كما أضافت الصحيفة: (أنه نظراً إلى أن التجمع لم يؤدِ إلى نتيجة تُذكر، قررت العائلات طرح المسألة في وسائل الإعلام).
في حين نفى “محسن حيدري” رئيس لجنة خراسان رضوي لكرة القدم، في وقت سابق هذه الأخبار، وأعلن يوم الاجتماع المذكور في مشهد، إنه هناك محاولة لحل القضية بالتراضي بين الطرفين، وقال “الحيدري” في تصريح لـ”أخبار مشهد”: (تم تلقي شكوى بخصوص هذا الأمر، من قبل المديرية العامة للرياضة والشباب في خراسان رضوي).
تفاعل الصحافة الإيرانية مع القضية:
تفاعلت الصحافة الإيرانية بشكل كبير مع هذه القضية، خشية أن يتم التستّر عليها، كغيرها من القضايا السابقة في هذا المجال، وقال الصحافي والخبير الرياضي “فريبرز قريب” لـ”إيران إنترناشيونال”: (إن هذه القضية أصبحت علنية منذ بضعة أشهر، بعد ما كشف عنها المذيع مجتبى بوربخش)، وأوضح: (هذه القضية لها تاريخ، لقد أرسلوا ذات مرة فيلماً إلى برنامج مجتبي بوربخش، وأثار هذه القضية على الهواء مباشرة على تلفزيون إيران).
كما أكّد المذيع التلفزيوني”محمد مير” أن النادي المذكور غير مرخّص منذ عشر سنوات، وخلال هذه الفترة أصبح بطل المحافظة والوصيف، وفي هذا الصدد، يجب أن تكون لجنة مشهد لكرة القدم مسؤولة أيضاً)، كما أضاف “مير” في إشارة إلى أمر وزير الرياضة بالتعامل مع هذه القضية: (لدينا أيضاً بعض الوثائق وسنتعامل مع الموضوع).
الصحافي “أمير حسين مير إسماعيلي”، كان قد صرّح لـ”إيران إنترناشيونال” بهذا الخصوص: (إن رد فعل اتحاد كرة القدم، ولجنة خراسان رضوي لكرة القدم، يُظهر أنهما يريدان أن تشهد هذه القضية، مصير حالات أخرى مماثلة للاغتصاب والاعتداء الجنسي على أطفال في مدارس كرة القدم الإيرانية)، وقد صدقت تنبؤات وتخوفات الصحافيين الإيرانيين، ففي ظل الوعود بمتابعة تقارير الاعتداء الجنسي على الأطفال في مشهد، نفى المدعي العام في كوهدشت لرستان، التقارير التي تتحدث عن اعتداء جنسي على 15 طفلاً في هذه المدينة، ولم يُذكر لاحقاً في الإعلام الإيراني، كيف انتهت هذه القضية.
سوابق عدة بدون نتائج قضائية تُذكر:
أعادت هذه القضية إلى الذاكرة، ما حدث عام 2017م، عندما أثار مسؤول في لجنة الأخلاقيات التابعة لاتحاد كرة القدم في إيران، جدلاً واسعاً في البلاد، بعدما كشف معلومات حول تعرض أكثر من عشرة لاعبين مراهقين، للاعتداء الجنسي في فريق محلي.
كما عادت إلى الواجهة، قضية مقرئ القرآن” سعيد طوسي”، والمقرب من مكتب المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، والمتهم بالاعتداء الجنسي على الأطفال، والتي اعتبرت واحدة من أشهر حالات الاعتداء على الأطفال إيران، ففي أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2017م، اتهم ثلاثة رجال “طوسي” بالاعتداء الجنسي عليهم، عندما كانوا أطفالاً تتراوح أعمارهم بين 12-13 عاماً، حينما كان يدرّسهم قبل سنوات، وتحدثت تقارير صحفية عن أن عدد الضحايا الذين أبلغوا عن اعتداءات وقعت عليهم من قبل “طوسي” قد بلغ 19 ضحية، وبرأته محكمة في العاصمة طهران من التهم الموجّهة إليه، وهذا ما اعتبره برلماني إيراني دليلاً على تدخل المرشد في عمل القضاء لإنهاء القضية، إذ قال النائب عن التيار الإصلاحي في إيران “محمود صادقي” في منشور له على “تويتر”، تعليقاً على القرار القضائي: (القرار الصادر عن الفرع 56 من المحكمة العامة في طهران، بتبرئة سعيد طوسي من جريتمه، يؤكد أن القضاء لم يستمع لصوت الناس في الاحتجاجات الأخيرة)، كما أكّد “صادقي”: (أن قرار محاكمة “طوسي” تظهر تعرضها للتأثير الخارجي)، في إشارة إلى تدخل المرشد الأعلى، لطي ملف القضية التي أثارت الرأي العام.
كما يبدو إن مصير قضية الاعتداءات الجنسية على الأطفال في قطاع الرياضة، ومنها القضية الأخيرة، قد طويت في أدراج المحاكم، وآلت إلى المآل ذاته التي انتهت إليه محاكمة “طوسي”، ويبقى للضحايا معاناتهم، والمجرمون طلقاء.
*المصادر:
الموقع الإلكتروني لإيران انترنايشونال، 22-1-2023م:
https://www.iranintl.com/ar/202301227449
-وكالة فرانس برس، 21 يناير/ كانون الثاني، 2023م.
-وكالة “أ ف ب”21، يناير/ كانون الثاني، 2023م.
-الموقع الإلكتروني لقناة سكاي نيوز-عربية، 28 يناير/ كانون الأول، 2018م.
*إعداد: خولة حسن الحديد