*إساءات جنسية بالجملة بحق اللاعبات
أعلن كلٍ من الفيفا والهيئة التابعة للأمم المتحدة في ديسمبر عام 2012م، عن إطلاق شبكة تحقيق عالمية، لمعالجة الاعتداء الجنسي في جميع الرياضات، وأشاد الحقوقيون والمعنيون بحماية قطاع الرياضة بهذه الخطوة، باعتبارها خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن بعضهم و منهم هيومن رايتس ووتش ونقابة اللاعبين الدوليين “فيبرو”، غير متأكّدين مما إذا كان الفيفا هو الهيئة المناسبة لإنشاء هذه الشبكة، مشيرين إلى سجلهم السيئ في التعامل مع حالات الاعتداء، وخلال أكثر من عقد ونصف، تكرّرت شكاوى وفضائح الاعتداء الجنسي في قطاعات الرياضة الدولية المختلفة، وخاصة الاعتداء على النساء والأطفال والناشئين، وفيما يلي بعضٌ من أشهر جرائم الاعتداء تلك الخاصة بالقصّر من الجنسين:
فريق الجمباز النسائي الأمريكي وأكبر فضيحة اعتداء جنسي في تاريخ الرياضة
كانت لاعبة الجمباز السابقة راشيل دنهلاندر واحدة من لاعبتين جمباز قدمتا شكوى تحرش جنسي ضد لاري نصار، طبيب منتخب الولايات المتحدة الأمريكية للجمباز، عام 2016م، وبعد اتهامهما له تقدمت أكثر من 265 امرأة، واتهمن نصار بالاعتداء الجنسي عليهن، وكانت تلك كرة الثلج التي بدأت تتدحرج لتكشف عن عشرات الاعتداءات، بالإضافة إلى تورّط عدد من المسؤولين والمدربين في الاتحاد الأمريكي للجمباز في تلك الاعتداءات أو التستر عليها، وحتى تورّط جهات حكومية كانت قد تجاهلت الشكاوى كالمباحث الفيدرالية.
من بين متهمي “نصار” أعضاء المنتخب الوطني الأمريكي السابق والحالي للجمباز (جيسيكا هوارد، وجيمي دانتشر، ومورجان وايت، وجانيت أنتولين، وماكايلا ماروني، وآلي رايزمان، وماجي نيكولز، وجابي دوجلاس، وسيمون بيلز.. وغيرهن).
اعتدى “نصار” على بعض الرياضيات جنسياً لمدة تتجاوز 14 عاماً من حياته المهنية، بحجة تقديم العلاج الطبي، وكان العديد من ضحاياه من القصّر، ويعتبر “نصار” أكبر فضيحة اعتداء جنسي في تاريخ الرياضة، ويقضي الآن عقوبة لعدة جرائم في السجن الفيدرالي، بما في ذلك تهم الاعتداء الجنسي وحيازة المواد الإباحية للأطفال، وفي عام 2021 م،شهد كلٍ من (ماروني وبايلز ونيكولز ورايزمان) أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، بشأن فشل مكتب التحقيقات الفيدرالي في التحقيق في الشكاوى السابقة ضد “نصار”.
في حزيران من عام 2020م، عُرض الفيلم الوثائقي الأميركي “اللاعبة أ” (Athlete A) لأول مرة على منصة نتفلكس، ويُفصّل الفيلم في تفاصيل القضية، ويكشف عن تورط 54 مدرب من الاتحاد الأمريكي للجمباز في الاعتداءات الجنسية على القاصرات، وسيُنشر لاحقاً موضوع حول الفيلم في هذا الموقع.
كانت مؤسسة نداء قد نشرت سابقاً، موضوعاً تفصيلياً عن هذه الفضيحة، ويُمكن العودة إلى المقالات والأخبار في هذا الموقع، للمزيد حول تفاصيل هذه القضية، والتي حٌكم في نهايتها على “نصار” ب60 عاماً، يقضيها الآن في أحد السجون الفيدرالية عن عدد من الجرائم، كما تم لاحقاً القبض على رئيس الاتحاد الأمريكي للجمباز، لتستره على الجرائم وعدم إبلاغ السلطات المعنية، وكُشف عن تورّط وتواطىء مكتب التحقيقات الفيدرالية أيضاً.
فضيحة اتحاد كرة القدم الهايتي للسيدات
اتهمت العديد من لاعبات كرة القدم في هايتي عام 2020م، رئيس الاتحاد الهايتي لكرة القدم “إيف جان بارت”، بالاعتداء الجنسي، وسوء السلوك، بما في ذلك القاصرات، وادّعت إحدى اللاعبات أنها احتاجت إلى عملية إجهاض بعد أن اغتصبها رئيس الاتحاد المذكور.
ظهرت الاتهامات ضد” جان بارت” لأول مرة في مايو 2020م، بعد أن ذكر تحقيق أجرته صحيفة الغارديان إن 34 ضحية ادّعت أنهن أُجبرن على ممارسة الجنس مع رؤساء كرة القدم، في مركز التدريب الرئيسي في هايتي ، The Centre Technique National في كروا دي بوكيه ، إحدى ضواحي بورت أو برنس، واتهمت 14 من الضحايا “جان بارت”، المعروف باسم “دادو” ، بأنه أساء إليهن.
في شهادة لاعبة واحدة ، تم اختيارها لتلعب مع فريق هاييتي تحت سن 17 عاماً، قالت إن “جان بارت” اتصل بها، وطلب منها الحضور لرؤيته، وعندما وصلت لمقابلته، أعطاها حزمة من الملابس الداخلية، ثم عرضت عليها البقاء في غرفته، وحسبما ذكرت صحيفة الغارديان ، قالت اللاعبة : (أمرني بالبقاء معه، وفجأة جذبني تجاهه، ودفعته فسقط على سريره، وبالعودة إلى المركز، كان الأمر كما لو أنني لم أعد موجودة في أعين الجميع).
في نوفمبر 2020م، تم حظر جان بارت من جميع أنشطة كرة القدم على المستويين الوطني والدولي، مدى الحياة من قبل الفيفا، وتغريمه مليون فرنك سويسري، وواصلت الهيئة القضائية للفيفا تحقيقاتها ضد “مسؤولين آخرين في الاتحاد الهايتي لكرة القدم”، متورطين “في اعتداءات جنسية، ممنهجة ضد لاعبات في الفترة بين عامي 2014 و2020، بصفتهم جناة أو متواطئين أو محرضين”، ومن بينهم مساعد المدير الفني “إيفيت فيليكس”، و “نيلا جوزيف”، المشرفة على الفتيات في مركز التدريب الوطني في هايتي، و”ويلنر إتيان”، المدير الفني للاتحاد.
في فبراير من هذا العام، ألغت محكمة التحكيم الخاصة بالرياضة في هايتي، الحظر مدى الحياة الذي فرضه الفيفا ، مشيرة إلى: “لم تكن أي من الشهادات التي استمعت إليها محكمة التحكيم الرياضية دقيقة، ومقنعة بدرجة كافية لإثبات التهمة”، ولكن تم رفض استئناف الفيفا اللاحق لهذا القرار.
منذ الكشف عن هذه الادّعاءات، تعهد “فيفا” بالعمل على حماية اللاعبات، في اتفاق مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
*المصادر: وكالات عالمية، صحيفة الغاردين البريطانية/ مايو 2020م، الموقع الإلكتروني: سواح ويب: https://sawahweb.com/lifestyle/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9-
*إعداد: خولة حسن الحديد.