رجل أعمال مصري يتحول من متبرع وفاعل خير، إلى متحرّش ومجرم…..
تتوالى بين فترة وأخرى أخبار الانتهاكات والجرائم، التي يتعرض لها الأطفال والناشئين في دور رعاية الأيتام، وبشكل مؤلم وعن طريق الصدفة، أو بعد مغادرة الضحايا لأحد هذه الدور، وامتلاكه الجرأة على فضح ما يحصل بين جدرانها، نشهد قصص مأساوية، كان ضحاياها دائماً، الفئات الأضعف في المجتمع.
بسبب الإهمال، وضعف الرقابة الرسمية، وتفشي الفساد المالي والإدراي، وغياب الضمير والأخلاق، والسماح لذوي النفوذ وأصحاب رأس المأل بدخول هذا القطاع الاجتماعي المهم والحيوي، بدون أي رقيب على سلوكهم، يُعاني آلاف الأطفال بصمت مُطبق، فمن فضائح دار الأيتام الإسلامية في طرابلس/ لبنان والتي امتد الحديث عنها لسنوات مضت – سنكتب تقرير خاص عنها لاحقاً -، إلى قضية رجل الأعمال المصري الشهير ( م .ا. ر) الذي ضبطته السلطات المصرية مساء يوم الجمعة الموافق 7 يناير الجري، وقررت النيابة حبسه على ذمة التحقيق، بتهمة التحرش بفتيات في دارين للأيتام أسسهما في محافظة بني سويف، يوجد العديد من المآسي التي لا تُكشف إلا بالصدفة البحتة أو إذا تكلّم الضحايا.
شهادات الضحايا
في تقرير إعلامي، نشره موقع العربية نت، أدلت عدد من القاصرات من نزلاء الدارين التي أسسهما رجل الأعمال المذكور، بشهادات مؤلمة، تُبين ما تعرضن له من انتهاكات، وفي إفادتهن تبين أنه كان يذهب إليهن في المساء ويقيم معهن 3 أيام في الأسبوع، وكان يشتري لهن سماعات ثم يقوم بتشغيل الموسيقى، وبعدها يطلب منهن الرقص أمامه بحجة أنه يفعل ذلك لإنقاص وزنهن، عقب كل ذلك بدأت تلك الفتيات اللواتي طفح الكيل بهن بإخبار ما يحدث لأحد القائمين في الدار، ومن هنا بدأت التفاصيل تنتشر حتى وصلت للمسؤولين بوزارة التضامن المصرية.
زواج عرفي وإغراء بالمال …والتهديد أيضاً
حسب روايات الفتيات، تبيّن أن الرجل كان يغريهن بالمال والهدايا أحياناً، أو بالتهديد أحيان أخرى، مقابل السماح له بالتحرش بهن، وانتهاك أجسادهن الصغيرة، أو الزواج عرفياً، كما أكدن أنه كان يتوّعد ويهدد بالضرب، كل من ترفض طلباته أو نزواته.
قالت إحدى الفتيات البالغة 13 عاماً من العمر: (كان كل ما يحط ايده على جسمي أعيط.. ولما بيسألني انتي بتعيطي عشان بلمس جسمك؟ كنت بخاف وأقوله لا لا أصل ماما وحشتني بس والله .. من الخوف، لما لقاني بعيط كثير جابلي ورقة وقالي تعالي امضي وتبقي مراتي.. ولما سألته ايه دي قالي ورقة جواز).
طفلة أخرى بمر 12 سنة، قالت، إن رجل الأعمال كان يجمع الصغيرات ويطلب منهن الصلاة، قائلا (اللي مش هتصلي بانتظام هتتحبس ثلاثة أيام)، كما أنه في مرات أخرى كان يأتي بها وغيرها من الصغيرات إلى غرفته، ويطلب منهن الرقص، لافتة إلى أنه كان ينام في الدار 3 أيام أحيانا في الأسبوع.
كما كشف ثلاثة فتيات من دار الأيتام، أنهن نقلن من دار للأيتام في بني سويف إلى دار في الجيزة، ومن ثم إلى فيلا في الساحل الشمالي يمتلكها الجاني، حيث طلب من كل واحدة منهن خلع ملابسها وارتداء ملابس جديدة وقصيرة وبكيني، ثم كانت المفاجأة الكبرى، أنه طلب منهن الإقامة معه، ثم بدأ في أحد الأيام يتحسس أجسادهن، ومن ترفض فكان مصيرها التعنيف واحتضانها عنوة وتقبيلها.
إجراءات رسمية بحق الجاني ودار الأيتام
ألقت قوات الأمن المصرية، لقبض على المتهم فجر يوم الجمعة الموافق 7 يناير الجاري، وبدأت النيابة التحقيق معه، موجهة له اتهامات بالاتجار في البشر والتعدي على الفتيات، إضافة إلى اكتشاف تهربه الضريبي وإدانته بهذه التهمة.
كما أعلن عن أن وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة “نيفين القباج” كانت قررت يوم الجمعة، غلق دار الأيدي الأمينة للفتيات بمحافظة بني سويف، مع إلغاء التراخيص الكاملة لها، ونقل جميع الفتيات، وعددهن (18) إلى مؤسسة اجتماعية أخرى.
من هو رجل الأعمال المتهم؟
حسب العربية نت، هو “محمد الأمين رجب أحمد جمع”،ة من محافظة بني سويف جنوب البلاد، كان قد جمع ثروة كبيرة خلال عمله في دولة الكويت، ومارس عمله في تجارة السيراميك، وبعدها أنشأ شركة لاستصلاح الأراضي الزراعية، ثم بدأ عقب ثورة يناير من العام 2011م، يظهر على ساحة العمل الإعلامي، وأنشأ عدة قنوات منها “سي بي سي” وقنوات دراما، وأسس صحيفة “الوطن” الخاصة قبل أن يبيعها بعد ذلك، كما اتهم بالتهرب الضريبي بما يقدر بـ 427 مليون جنيه، هي قيمة بيع أسهم في إحدى الشركات التي شغل منصب عضو مجلس إدارتها.
*تعقيب:
يجب أن تخضع دور الأيتام لرقابة مستمرة، ومباشرة من قبل الجهات الرسمية، كما يجب أن تُدار هذه المؤسسات من قبل أشخاص كفء ومؤهلين ومدربين، ومن واجب الدولة عدم ترك قضية رعاية الأيتام للمجتمع الأهلي، والذي يُمكن أن يُساهم بالتبرعات المادية والعينية، ولا يُسمح له أبداً بالتدخل في إدارة دور الأيتام، أو حتى التواصل مع نزلائها من القصّر والقاصرات، بومن الواجب وضع ضوابط وقوانين صارمة بهذا الشأن.
*المصادر:
*صحيفة الإمارات اليوم، 8 يناير، 2022م.
*العربية نت، 8 يناير، 2022م.