نظام ذكي لتحديد حوادث التحرش الجنسي بالأطفال

“شيلد” اسم جهاز يعمل بنظام ذكي يُحدد من خلاله حالات التحرش بالأطفال، قامت باختراعه أربع طالبات من كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات في جامعة عجمان، بالإمارات العربية المتحدة، وقد أعلن عن الجهاز في مارس/ آذار 2021م، إذا فاز الفريق  بالمركز الأول في مسابقة “هاكاثون الإمارات” بنسخته الرابعة في دبي باختراعه هذا الجهاز.

وحسب شرح إحدى الطالبات عن آلية عمل الجهاز وطبيعته أوضحت: (إن الجهاز يعمل  من خلال مراقبة عدد من العلامات الحيوية، باستخدام ساعة ذكية يرتديها الطفل، كما يستخدم النظام مستشعرات ضغط موضوعة قرب المناطق الحساسة للطفل، وفي حال تم تحديد وجود تحرش جنسي، يقوم النظام بإطلاق إنذار صوتي لردع المتحرش، وإخافته، مشيرة إلى أن النظام لا يستشعر وجود التحرش الجنسي، وحسب، بل يقوم أيضاً بالتقاط صورة للمتحرش باستخدام كاميرا مخفية وإرسالها مباشرة لهاتف أولياء أمر الطفل، مرفقة بموقع الطفل).

المشاركات في اختراع الجهاز هن الطالبات: (سمية سمرة، مروة الشولي، بشاير العصفور، شما حارب)، بإشراف البروفيسور مستحسن مير، والمهندس وسام شهيب، وجاءت فكرة الابتكار بعد دراسة قامت بها الطالبات عن التحرش الجنسي في الدول العربية، ودول العالم، والتي وجدت أن نسبة عالية من التحرش تقع وسط فئة الأطفال، وأن الأسباب ترجع إلى عدم قدرة الأطفال الدفاع عن أنفسهم، ويفضلون السكوت في أغلب الأحيان، وعدم إبلاغ الأهالي بالحادثة، ما يشجع المتحرشين على تنفيذ جرائمهم، فكانت نتيجة الدراسة هذه هي الدافع وراء هذا الابتكار.

من الجيد أن نجد هذا الوعي بخطورة هذه الظاهرة لدى الأجيال الشابة، وخاصة من طلبة الجامعات، والمبادرة إلى إيجاد حلول عملية ترفع من مستوى حماية الطفل وتمنع تعرضه للأذية الجسدية والنفسية، ولا شك هذا الابتكار مهم جدا ضمن هذا السياق، ولكن أهميته تأتي من إمكانية انتشاره بأسعار مناسبة لتتمكن العائلات من اقتنائه، وهذا ما يجب أن تعمل عليه المؤسسات الحكومية والأهلية المجتمعية، فتبني هذا الابتكار وتصنيعه وتوزيعه ضرورة ملحة، وإلا فإنه يفقد أهميته إذا ما بقي طي الأدراج ومجرد اختراع للمشاركة بمهرجان أو مسابقة.

*المصدر: جريدة الخليج الإماراتية،الموقع الإلكتروني، الكاتب:أمير السني، 19 مارس/ آذار 2021م.