نشاط توعية في مدينة إدلب للأطفال وعائلاتهم والقائمين عل الإدارة في أحد المسابح الخاصة

ضمن فعاليات حملة مؤسسة نداء لمناهضة الاستغلال الجنسي للأطفال في الأندية الرياضية، نظمت المؤسسة وبالتعاون مع أحد المسابح (حمام سباحة) في مدينة إدلب، يوم 12 آب/ اغسطس الجاري، فعالية توعية وترفيه، استهدف مجموعة من الأطفال وعائلاتهم، والقائمين على المسبح والمدربين، إذ تنشط ممارسة رياضة السباحة في فترة الصيف، ومع الأجواء الحارة يزداد إقبال الناس عليها، وخاصة الأطفال والذين ترسلهم عائلاتهم إلى حمامات السباحة، بهدف  الاستمتاع بهذا النشاط، ولتعليمهم هذه الرياضة أيضاً.

استهدفت الفعالية ثلاثين طفلاً من الجنسين، تتراوح أعمارهم ما بين 5 إلى 11 عاماً، و على فترتين مختلفتين، من خلال عدة أنشطة  تخللتها جلسة توعية قام بها فريق عمل المؤسسة مع مدرب للذكور ومدربة للإناث، إذ تم توعية الأطفال بموضوع الخصوصية والأمان، وكيفية ممارسة حقهم في اللعب والسباحة، دون أن يتعرضوا للإزعاج، أو يقوموا هم بإزعاج بعضهم بعض، وكيفية حماية أنفسهم من إمكاننية التعرض للتحرش والاعتداء الجنسي، وتوجيههم لتفادي المشكلة قبل وقوعها، كالالتزام بالإجراءات الأساسية الخاصة بتبديل الملابس، والدخول والخروج من الحمامات، وتجنب الأماكن المنعزلة، وعدم التلّفظ بألفاظ نابية، وترك مسافة فيما بينهم حرصاً على عدم التلامس الجسدي…وغيرها، بالإضافة إلى تعليمهم كيف يتصرفون في حالة تعرضوا لمثل تلك التجربة، واستكمل الأطفال نشاطاتهم بإشراف المدربين بممارسة تدريبات وتمارين سباحة، وغيرها من نشاطات للتأكّد من فهمهم لإجراءات السلامة بوجه عام، خلال وجودهم في المسابح.

كما استهدف النشاط عائلات الأطفال، والذين رافقوا أبناءهم، وقام المشرفون بالتأكّيد على العائلات ببذل كل ما في وسعهم لرعاية أطفالهم، وتوعيتهم بخطورة النزول إلى حوض سباحة دون اتخاذ تدابير السلامة اللازمة، إضافة إلى ضررورة وأهمية مراقبة أبنائهم بشكل مستمر، والانتباه إلى أهمية توفّر إجراءا السلامة في حمامات السباحة التي يقصدها الأبناء، وعدم الاكتفاء بالنظر والاطمئنان إلى توفر الشروط الفيزيائية العامة والواجب توفرها، من نظافة، ومساحات كافية، ووجود منقذين ومدربين أكفاء… الخ، بل يجب أيضاً الحفاظ على خصوصية جسد الطفل، وضمان عدم تعرضه للعنف وإساءة المُعاملة، والتحرش ومحاولات الاعتداء الجنسي، وعلى الأسرة اتباع كافة الإجراءات والقيام بالسلوكات اللازمة لضمان حماية الأطفال من التعرض لمثل هذه التجارب المؤلمة، والتي تُعتبر مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمؤسسات المعنية، وعلى الجميع التعاون لتحقيق هذا الهدف.

لأن المسؤولية تقع على عاتق كل إنسان، وعائلته بشكل خاص، وعلى الجهة القائمة على الأندية الرياضية بشكل عام، ولأنه من الواجب على إدارة المسبح تأمين سلامة مرتاديه، وخاصة من الأطفال والناشئين، فقد تم التوجّه أيضاً إلى القائمين على المسبح والمدربين، فبالإضافة إلى خصوصية إجراءات السلامة الخاصة بحمامات السباحة المخصّصة للأطفال وصغار السن منهم، من مثل ضرورة تخصيص منطقة ضحلة لهم، وتوفير أدوات مساعدة السباحة وأدوات الإنقاذ، كأطواق النجاة بجانب حوض السباحة… وغيرها، فقد تم التأكّيد على ضرورة الانتباه لمسألة الحفاظ على خصوصية الأطفال، وحماية أجسادهم، ومراقبة المكان بشكل مستمر، والفصل بين الأطفال من المراحل العمرية المختلفة، والفصل بين الجنسين، وتوفير حمامات للاغتسال وتواليتات منفصلة عن حمامات البالغين، وتخزين ملابس السباحة والمناشف بطريقة صحيحة، وفي أماكن معدة لهذا الغرض ويسهل وصول الأطفال إليها في حال اضطروا لها لتجنب العري خلال الأحداث الطارئة، وتنبيه الأطفال على ضرورة الحفاظ على أجسادهم وخصوصية أقرانهم، وعدم التنمّر على بعضهم بعض وتجنب استخدام الألفاظ النابية، وحتى المزاح بألفاظ غير لائقة، والتوجّه للمسؤولين لتقديم شكوى في حال تعرض أي منهم لسلوك غير لائق أو محاولة اعتداء، وتجاوز لخصوصيتهم، وضرورة توفير صناديق للشكاوى، وأخذ شكاوى الأطفال وذويهم على محمل الجد، ومنع التصوير، وعدم تصوير الطفل أو ظهوره على وسائل الإعلام، إلا بموافقة عائلته، وضمان ظهوره بشكل لائق.

في ختام جلسات التوعية، تمت مخاطبة الجميع، بأنهم إذا التزموا بالإجراءت المذكورة، فإن ذلك سيقلل من احتمالات وقوع حوادث اعتداء أو تحرش، ولهذا الغرض أيضاً، تم توزيع كتيّب ( بروشور) على القائمين على المسبح والأهالي والمدربين، والذي يتضمن أهم المعايير والإجراءات الواجب توفرها في المسبح، وكل نادٍ رياضي أو صالة رياضية، مع الشرح الوافي لكل المحاور المذكورة فيه، وضمان فهمها من قبل الجميع.

في ختام الفعاليات، تشارك فريق العمل، والأطفال ومرافقيهم من عائلاتهم، والمدربين وكادر المسبح، وجبة طعام ومرطبات، وتم توزيع هدايا رمزية للأطفال، وتبادلوا الآراء والمقترحات، في جوٍ يسوده الود والتقبل، على أمل لقاءت أخرى.

من الجدير بالذكر، إن استجابة الأطفال لما قُدم لهم كانت ممتازة، اتسمت بالتفاعل، والحوار المثمر، وطرح الأسئلة والتفاعل مع الأجوبة، إضافة إلى استجابة المرافقين لهم من عائلاتهم، وطاقم عمل المسبح والمدربين بشكل جيد، مؤكّدين جميعاً على ضرورة استمرار هكذا نشاطات، وأهميتها بالنسبة للأطفال، وعموم المجتمع والبيئة المحلية.

*إعداد: الفريق الإعلامي لمؤسسة نداء.