*تكرار الاعتداءات في رياضة الجمباز والمحاكم تستقبل الادعاءات
ما زالت قضية الاعتداء الجنسي على الأطفال في الأوساط الرياضية، تثير الكثير من الجدل والذهول بين جمهور مختلف أنواع الرياضات، وقد حذّرت الأمم المتحدة ولجنة الاستغلال الجنسي للأطفال أكثر من مرة من تفشي هذه الجريمة، وأصدرت العديد من التقارير والبيانات التي تطالب بفرض قيود صارمة على المدربين والعاملين مع الأطفال في الأوساط الرياضية.
في أحدث خبر بهذا السياق،قضت محكمة برازيلية بسجن مدرب سابق في المنتخب البرازيلي للجمباز، بتهمة اغتصاب أربع لاعبات، من بينهن قاصرة واحدة على الأقل، وفق ما ذكرت وسائل إعلام محلية يوم الثلاثاء( الرابع من تشرين الأول/ أكتوبر، 2022).
حكمت محكمة في مدينة “ساو برناردو دو كامبو” على “فرناندو دي كارفاليو لوبيش” بالسجن 109 سنوات وثمانية أشهر، وفقاً لموقع “غلوبو إسبورتي” البرازيلي، الذي تمكن من الإطلاع على المحضر الذي تحميه السرية القضائية.
أدين المدرب بالاعتداء على أربع رياضيات بينهن قاصرة، كانت تبلغ من العمر 13 عامًا في ذلك الوقت، بحسب موقع “غلوبو إسبورتي”، الذي لم يحدد أعمار الرياضيات الأخريات، وبإمكان “كارفاليو لوبيش” استئناف القرار بعد أن تمسّك ببراءته، علماً أنه لن يدخل السجن حتى نهاية أي استئناف محتمل.
كان قد تولى المدرب السابق، الإشراف على لاعبات الجمباز اليافعات لمدة 20 عاماً، قبل استبعاده من طاقم المنتخب الوطني في عام م2016، قبل شهر من أولمبياد ريو، بعد شكوى من والديّ لاعبة شابة، وتم حظره من ممارسة أي نشاط متعلق بالجمباز لمدى الحياة في أبريل من العام 2019م.
يواجه المدر اتهامات أخرى، فقبل أربع سنوات، ادّعى حوالي 40 رياضياً لقناة “غلوبو”، أنهم تعرضوا لاعتداءات نفسية وجسدية وجنسية، وشارك بعض الذين ادّعوا في الإجراءات القانونية كشهود على الأحداث التي زُعم أنها وقعت بين عامي 1999 و2016م.
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها توجيه اتهامات بالاعتداء الجنسي لمدربين رياضيين، ففي العام الماضي، أقدم “جون غيديرت”، المدرب السابق لفريق الجمباز الأولمبي الأمريكي للسيدات على الانتحار، بعد ساعات من توجيه الإدعاء العام له اتهامات الاتجار بالبشر والاعتداء الجنسي، وفق ما أعلنت المدعية العامة في ولاية ميشيجن “دانا نيسيل”، وقالت نيسيل في بيان: (تم إبلاغ مكتبي بالعثور على جثة جون غيديرت في وقت متأخر من بعد ظهر اليوم بعد إقدامه على الانتحار.. هذه نهاية مأساوية لقصة مأساوية لجميع المعنيين).
كان الادعاء في ميشيغن اتهم غيديرت مدرب فريق الجمباز في أولمبياد لندن 2012 م، بالاتجار بالبشر والسلوك الجنسي الإجرامي، واتهم غيديرت، الذي كان يمتلك مقراً تدريبياً حيث عمل “لاري نصار”، الطبيب السابق لفريق الجمباز الأمريكي الأولمبي، والذي اتهم أيضاً بالاعتداء الجنسي على مئات الفتيات والنساء على مدى 20 عامًا، في شكوى من 24 تهمة كشفت عنها المدعية العامة في “ميشيغن نيسيل”.
قالت المدعية العامة خلال مؤتمر صحفي عقدته قبل خبر انتحار المدرب، وُنقل مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي: (تركز هذه الادعاءات على أفعال متعددة من الإساءة اللفظية، والجسدية، والجنسية التي ارتكبها المتهم ضد العديد من الشابات)، وأضافت أن غيديرت (63 عاماً) مدرب فريق الجمباز في أولمبياد لندن 2012 م، سلم نفسه وسيحاكم في وقت لاحق، إلا أن الأخير أقدم على الانتحار تاركاً أكثر من علامة استفهام بشأن فضيحة شغلت الرأي العام لفترة طويلة.
كان “غيديرت” يواجه تهمتين بالاعتداء الجنسي من الدرجة الأولى، كلاهما يتعلقان برياضية لم يُذكر اسمها يتراوح عمرها بين 13 و16 عاماً وكان من المرجح أن يحكم عليه بموجبهما بالسجن المؤبد، كما كان سيواجه 20 اتهاما بالإتجار بالبشر لقاصرات.
كما ذكرت النيابة العامة أن معاملة “غيدريت” للاعبات الجمباز الشابات، تشكل إتجاراً بالبشر: (حيث أشارت تقارير أنه أخضع رياضييه للعمل القسري أو الخدمات في ظل ظروف قاسية ساهمت في تعرضهن للإصابات والأذى)، وتابعت: (ثم أهمل غيدريت تلك الإصابات التي أبلغ عنها الضحايا واستخدم الإكراه والترهيب والتهديد والقوة الجسدية لإجبارهن على الارتقاء الى المستوى الذي كان يريده)، وخضع “غيديرت” للتحقيق بسبب علاقاته الشخصية والمهنية الوثيقة مع نصار، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة الاعتداء الجنسي على العديد من لاعبات الجمباز الشابات تحت حجة العلاج الطبي.
يُذكر أن مؤسسة “نداء”، كانت قد تابعت قضية الاتحاد الأمريكي للجمباز وجرائم الاعتداء الجنسي على اللاعبات – الطفلات – من قبل “نصار”، ونشرت حيثيات المحاكمة.
المصدر:
*وكالات.
*إعداد: محمود عبود، محرر أول في الفريق الإعلامي لمؤسسة نداء.