مصر…إحصائيات مرعبة لنسب التحرش بالأطفال

في جمهورية مصر العربية، ووفقاً لما كشفته دراسة أعدّها المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية بالقاهرة – وهو مركز حكومي- فإن ما يزيد على 20 ألف حالة تحرش تقع في مصر سنويًا، 85% من ضحاياها هم من الأطفال، فيما يتعرض 20% منهم للقتل في أثناء مقاومة المتحرش أو المغتصب.

في أول عشرة أشهر فقط خلال عام 2014 تعرض ألف طفل للاغتصاب، وفق إحصائية أجراها المجلس القومي للأمومة والطفولة – وهو مركزحكومي- لكن العدد أكبر من ذلك بكثير، بحسب العديد من المنظمات المعنية بهذا الشأن، وبالعودة إلى عقد من الزمن نجد أنه في عام 2006م، وقع قرابة 52 ألف جريمة تحرش واغتصاب، كانت نسبة كبيرة منها بحق الأطفال وصغار السن، فيما ارتفع العدد إلى 120 ألف خلال عام 2008م، بحسب بيانات وزارة الداخلية المصرية، وقد أثارت تلك  الأرقام فزع المراكز المجتمعية والحقوقية المصرية.

السنوات الخمسة الأخيرة، شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في جرائم الاغتصاب والتحرش، فقد أشارت إحصائيات حديثة إلى أن 85% من تلك الجرائم كان الأطفال فيها هم الضحايا، وأن ما يقرب من نصف تلك الوقائع، يُنهي المغتصب جريمته في الدقائق العشرة الأولى، ثم يتبعها بإيذاء نفسي وجسدي، وأحيانًا قد يتطور إلى القتل.

في دراسة أعدّتها أستاذة الإعلام المساعد في معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس”فاتن الطنباري”، كشفت أن الاعتداء الجنسي على الأطفال يمثل نحو 18% من إجمالي الحوادث المتعلقة بالطفل، وأن 35% من تلك الحوادث يكون الجاني له صلة قرابة بالطفل الضحية، وفي 65% من الحالات لا توجد بينهم صلة قرابة، فيما وقع 82% من الجرائم في أماكن من المفترض أن تكون آمنة للطفل، وحدثت من أناس الطفل يثق فيهم، و77% من المعتدين يحبهم الأطفال.

أطفال الشوارع، أكثر ضحايا التحرش والاغتصاب

الأرقام الرسمية الصادرة عن الدولة المصرية، تشير إلى أن عدد أطفال الشوارع في جميع أنحاء البلاد يبلغ 16 ألف، لكن هذا الرقم الذي يناقض الواقع بحسب الجهات والمراكز الاجتماعية الأخرى، التي ترى أن العدد أضعاف ذلك بكثير، وهو ما يمكن قراءته بسهولة، خلال جولة سريعة في شوارع وميادين القاهرة، والجيزة على وجه التحديد.

خلال السنوات الماضية، كشفت وسائل الإعلام المحلية، عن حزمة من الجرائم المقززة لوقائع تحرش، واغتصاب لأطفال، بعضهم لا يزال رضيعًا، كما هو الحال في حادثة طفلة البامبرز عام 2017م، حين اغتصب شاب ثلاثيني طفلة عمرها عام وثمانية أشهر، بعد أن اختطفها من أمام بيتها بإحدى قرى مركز الدقهلية.

كذلك قضية “حمزة” طفل المطرية بالقاهرة، الذي اختطفت من قبل عدة أشخاص، وقاموا باغتصابه عام 2018م، وإلقائه من فوق إحدى البنايات جثة هامدة، وليس عليه إلا “حفاضة” لستر عورته، فيما كشفت التحقيقات عن تعرضه لتهشم بدني جرّاء عملية الاغتصاب.

كشف الخبير بمركز حقوق الطفل المصري “عادل بدر”، أن هناك منظومةً تقوم على استغلال الأطفال جنسيًا، لتحقيق أرباحها على حساب براءة الطفولة وإنسانيتها، وأضاف في تصريحات له لجريدة الأهرام المصرية : “الأمر الذي أظهرته ملفات شبكات الدعارة في مباحث الآداب ،القبض على مخرجة تليفزيونية سابقة، تم فصلها من العمل لسلوكها المنحرف، لإدارتها شبكة لممارسة الدعارة مستخدمة الصغيرات، وتضم الشبكة 11 فتاة أقل من 15 سنة، تقدمهن إلى الزبائن، وخاصة الأثرياء العرب بأسعار أغلى من الأخريات الأكبر سنًا”.

قال أستاذ القانون الجنائى بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية “فتوح الشاذلي”: إن التحرش ينقسم إلى قسمين: الأول هو التحرش اللفظي، ويمثل نحو 54% من الحالات، أما النوع الثاني فهو التحرش الجسدي، ويمثل 36% من الجرائم، مؤكّداً إلى أن الحالات التي يتم ضبطها، لا تمثل إلا نسبة ضئيلة جدًا من واقع الظاهرة الإجرامية.

من المؤسف قراءة هذه الأرقام، إضافة إلى قراءة عشرات الدراسات والبحوث، والتقارير الصحفية، والتي تعطينا أرقام متضاربة أحياناً، لكنها أبداً ودائماً، تبين جميعها النسب العالية لانتشار هذه الظاهرة في المجتمع المصري.

المصادر:

*موقع نون بوست: https://www.noonpost.com/content/40053

*النشرات الإخبارية للمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية بالقاهرة.

*بوابة الأهرام المصرية: https://gate.ahram.org.eg/News/2541824.aspx