ما هي رباعية الحماية لتوعية الأطفال؟

توعية الأطفال لحماية أنفسهم من الاعتداء الجنسي

يُدرك كافة المتخصصين العاملين في مجال الرعاية وحماية الطفل، أهمية دور الأسرة في توعية الطفل لحماية نفسه من التعرض لأي اعتداء، وعلى وجه الخصوص “الاعتداء الجنسي”.

تٌعتبر الأسرة المسؤول الأول عن الطفل، وتنمية شخصيته، ومعرفته بالعالم المحيط، ومن المهم الانتباه إلى المعلومات التي يتم نقلها للطفل، لأنه يأخذها من أحد الوالدين على أنها مسلّمات، فإذا كانت المعلومة خاطئة، سوف تترسخ في ذهن الطفل، وتصبح معياراً لسلوكه، لذلك من المهم تقديم معلومات صحيحة، وواضحة وصريحة للطفل، تتناسب مع مرحلة نموه العمرية أولاً، ومع طبيعة شخصيته ثانياً، وتتوافق مع حاجات النمو لديه ثالثا.

بهذا السياق، لا بدّ من الإشارة إلى أهمية مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال، فحتى أطفال العائلة الواحدة، تختلف طبائعهم وشخصياتهم، ورغباتهم وحاجاتهم، فبالإضافة إلى الفروق الجنسية (ذكر، أنثى)، توجد فوارق نوعية وجوهرية بين طفل وآخر، ومن الواجب تقديم المعلومات لكل طفل حسب ما يتوافق ويتناسب مع كينونته كشخص لا يُشبه الآخرين، ومع ذلك توجد موضوعات أساسية، من واجب كل أسة تعليمها للطفل، وإن اختلفت الأساليب بين طفل وآخر.

رباعية الحماية

أطلق بعض التربويون اسم “رباعية الحماية”، على مجموعة من الإجراءات من واجب الأسرة تعليمها للطفل بصدد حماية نفسه من الاعتداء الجنسي، وقد سماها بعضهم الآخر ب” رسائل الأمان”، ويتتلخض بأربع كلمات:

(اعرف- ارفض- اهرب- أخبر).

*اعرف: معرفة الجسد والأماكن الحساسة، وكونه حق وملك شخصي ممنوع التعدي عليه، أو ملامسته حتى من الأقارب المقربين، والتمييز بين التلامس اللطيف والسييء منه، وضرورة ترك مسافة بين الطفل والآخرين.

*ارفض: ممنوع أخذ هدايا من الغرباء وحتى الأقارب بدون معرفة الأهل، رفض لمس الأماكن الحساسة في الجسم من قبل أي شخص، ورفض الكشف عنها، ورفض أي خلوة غير مبررة مع أي شخص بالغ قريب أو غريب.

*اهرب: عند الشعور بعدم الارتياح بوجود الطفل مع شخص ما، أو تعرض لأي محاولة تحرش واعتداء، عليه الهرب بأقصى سرعة إلى أي مكان آمن، وإلى حيث يوجد المزيد من الناس.

*أخبر: فور تعرض الطفل لأي محاولة تحرّش أو اعتداء، أو ضغط معين من قبل شخص ما، عليه إخبار الوالدين، أو المسؤول والمشرف في المدرسة مثلاً، أو النادي الرياضي، وفي لحظة تعرضه للأمر وشعوره بالخطر، عليه الصراخ بأعلى صوته من أجل لفت أنظار الآخرين، وإجبار المعتدي على تركه خوفاً على نفسه من الفضيحة.

من الضروري جداً، شرح هذه النقاط الأربع للطفل، حسب قدرته على الاستيعاب، ومرحلة نموه، وطبيعة شخصيته.