لماذا يوم عالمي لمنع الاستغلال الجنسي للأطفال؟

مما جاء في أدبيات الأمم المتحدة إن المنظمة تعتبر الاعتداء والاستغلال الجنسي للأطفال هو انتهاك لحقوق الإنسان، ومشكلة صحية عامة، لها عواقب وخيمة على الصحة والتنمية في العالم، مما دفعها لإقرار يوماً عالمياً بهذا الشأن في الثامن عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام.

إقرار اليوم العالمي لمنع الاستغلال الجنسي للأطفال

في 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2022م، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها 77/8، الذي أعلنت فيه يوم 18 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام يوماً عالمياً لمنع الاستغلال الجنسي والإيذاء والعنف للأطفال والتعافي منه ضرورة القضاء على جميع أشكال الاستغلال الجنسي للأطفال، والاعتداء والعنف ضدهم، ومنعها، وتعزيز كرامة وحقوق أولئك الذين يتعرضون للاستغلال والاعتداء والعنف الجنسي على الأطفال، بما في ذلك الصحة العقلية والبدنية والشفاء، وبهذا الصدد:

تدعو الأمم المتحدة كافة الدول الأعضاء، والمنظمات ذات الصلة في منظومة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، وقادة العالم، والجهات الدينية الفاعلة، والمجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية، والمؤسسات الأكاديمية، والقطاع الخاص، وأصحاب المصلحة المعنيين الآخرين، إلى إحياء هذه المناسبة كل عام بالطريقة التي يراها الجميع مناسبة، ويشمل ذلك الالتزامات بضمان جودة التعليم، وزيادة الوعي العام بالمتضررين من الاعتداء الجنسي على الأطفال، والحاجة إلى منع الاستغلال الجنسي للأطفال، والاعتداء والعنف والقضاء عليه، بما في ذلك عبر الإنترنت وخارجه.

كما أكّدت المنظمة على أن هناك ضرورة لمحاسبة الجناة، وضمان حصول الناجين والضحايا على العدالة وسبل الانتصاف، فضلاً عن تسهيل المناقشة المفتوحة بشأن الحاجة إلى منع وصمهم والقضاء عليه، وتعزيز شفاءهم، وتأكيد كرامتهم، وحماية حقوقهم.

لماذا الاهتمام البالغ في قضية الاستغلال الجنسي للأطفال؟

عدا عن كون هذه الظاهرة تُشكل انتهاك خطير لحقوق الإنسان، والطفل على وجه الخصوص وعائلته، فإن الحقائق والأرقام الواردة من العالم، تُمثّل ناقوس خطر لدرجة انتشار هذه الظاهرة وما تتركه من أثر طويل الأمد على جودة حياة الضحايا.

حقائق وأرقام

  • تشير التقديرات في كافة أنحاء العالم إلى تعرض ما يقرب من 120 مليون أنثى تحت سن العشرين لأشكال مختلفة من الاتصال الجنسي القسري.

في حين لا توجد تقديرات عالمية متاحة للعنف الجنسي ضد الأولاد، تشير البيانات الواردة من 24 دولة ذات دخل مرتفع، ومتوسط إلى أن معدل انتشار تلك الممارسات يتراوح بين 8٪ إلى 31٪ بين الفتيات و3٪ إلى 17٪ بين الأولاد دون سن 18 عاماً.

– يعيش طفل واحد من كل 4 أطفال دون سن الخامسة مع أم من ضحايا عنف الجنسي.

– البالغون الذين مروا بأربع تجارب طفولة سلبية أو أكثر، بما في ذلك الاعتداء الجسدي والجنسي والعاطفي، هم أكثر عرضة بنسبة 7 مرات للتورط في العنف بين الأشخاص، إما بوصفهم ضحايا أو بوصفهم مرتكبو ذلك النوع من الجرائم، وهم أكثر عرضة لمحاولة الانتحار بنسبة 30 مرة.

-اعترف واحد من كل 20 رجلاً بممارسة سلوك جنسي عبر الإنترنت، تجاه الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عامًا.

سياق التفكير بمكافحة الظاهرة في الأمم المتحدة

على الرغم من أن العنف الجنسي يحدث في كل مكان، إلا أن المخاطر تتزايد في سياقات الطوارئ، وفي أثناء النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ الإنسانية الأخرى، وتتعرض النساء والأطفال بشكل خاص للعنف الجنسي.

في السياق العالمي الذي يتسم بالتحديات المتعددة —وبخاصة في أعقاب جائحة كورونا، والصراعات، وتغير المناخ، والكوارث— فإن الإجراءات أو التدابير غير الكافية لمعالجة الأسباب الجذرية —من مثل تزايد غياب المساواة، وتفاقم الفقر، والتمييز الهيكلي — مما يؤدي إلى تفاقم سوء الأحوال التي يتعرض فيها الأطفال للاستغلال والإيذاء والعنف. يمكن أن يواجه الضحايا من الأطفال والناجين من مثل هذه الجرائم آثاراً سلبية طويلة الأمد على صحتهم، ونموهم الجسدي، والعقلي والجنسي، وقد تصل هذه الصدمات التي يتعرض لها الأطفال إلى حد التعذيب، وغيره من ضروب المعاملة القاسية، أو اللاإنسانية أو المهينة.

PHOTO:©UNFPA Asia and the Pacific/Carly Learson

لا يسعى عديد الضحايا والناجين إلى الحصول على العدالة، أو إعادة التأهيل أو الدعم بسبب ما قد يلحقهم من وصمة العار.

بالنسبة لعديد الضحايا والناجين، تؤثر مثل تلك التجارب القاسية في صحتهم الجسدية والعقلية ورفاههم، وفي بعض الأحيان يعانون من عواقبها مدى الحياة.

في خطة التنمية المستدامة لعام 2030م، تُوضع كرامة الأطفال وحقهم في العيش بدون عنف أولوية في خطة التنمية الدولية، من خلال تنفيذ مجموعة أهداف جدول أعمال 2023م،  وغاياته ذات الصلة، بإنهاء الاستغلال، والإيذاء، والإتجار، والتعذيب وجميع أشكال العنف ضد الأطفال، فضلاً عن القضاء على جميع الممارسات الضارة، مثل زواج الأطفال والزواج المبكر والقسري، وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، التي تعرض الأطفال لخطر الاستغلال الجنسي للأطفال والاعتداء والعنف.

المساعدة في شفاء الأطفال والمراهقين الذين تعرضوا للإيذاء الجنسي

يُعد الاعتداء الجنسي على الأطفال والمراهقين انتهاكاً صارخاً لحقوقهم، ومشكلة صحية عامة عالمية، ويؤثر سلباً على صحة الأطفال والمراهقين.

يتمتع مقدمو الرعاية الصحية بوضع فريد، يمكنهم من تقديم استجابة متعاطفة للأطفال والمراهقين الذين تعرضوا للإيذاء الجنسي،  ومثل هذه الاستجابة يُمكن أن تقطع شوطاً طويلاً في مساعدة الناجين على التعافي من صدمة الاعتداء الجنسي، وبهذا الصدد، أصدرت الأمم المتحدة كتيب يتضمن توجيهات إرشادية لكيفية الاستجابة وتقديم المساعدة للضحايا من الأطفال والمراهقين، يُضف إلى الدلائل الإرشادية التي أصدرتها سابقاً وإلى أدبيات سابقة بهذا الخصوص تخص القطاع الصحي والتربوي وسياسات التبليغ، وإجراءات الحماية والعلاج ومساعدة الضحايا على التشافي، مما تم استعراضه سابقاً في هذا الموقع في قسم التقارير والبحوث.

*المصدر: الموقع الإلكتروني الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة: https://www.un.org/ar/observances/child-sexual-exploitation-prevention-and-healing-day

*إعداد: خولة حسن الحديد.