كيف يُدرك طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة جسده ونموه الجنسي؟

طفل ذو اضطراب طيف التوحد (عمره ٧ سنوات)، في كل جلسة نرسم جسم الإنسان، واليوم رسم (العضو الذكري)، وسماه باللغة الانجليزية … سألته بكل هدوء:

 شو هاد؟؟ فأجابني: هذا….. ، وعندها نظرت لوالدته مسرعة، وأشرت  لها بأن تلتزم الصمت والهدوء.

سألته مافهمت شو قصدك ؟ كونه يتحدث الانكليزية؟

فأجابني مشيراً لجسده، أنه موجود عند كل الناس، (أي انه لايميز عدم وجوده عند الإناث)، ثم قال: كمان في ثديين عند الناس مشيراً إلى مكانهما … فأجبته (اي طبعا) .. ثم غيرت الموضوع .. ..(شو رايك نلعب لعبة تانية خلصنا رسم …).

الأم بلحظتها  كانت بعيون جاحظة، وجسد متشج.

سألتها: هل يشاهد ما يشاهده على الموبايل ؟؟

هل من الممكن أنه قد شاهد شيئا ؟

هل يترك مع أحد دون وجودك؟

يلعب مع اطفال أكبر سناً دون مراقبة ؟؟؟

وكل الإجابات كانت بالنفي .. وإن الطفل منذ يومين فقط، بدأ يسأل أسئلة حول الاختلافات بين الجنسين .. ومسميات هذه المناطق ..

الهدف من ذكر هذه المشاهدة :

إن رسم الطفل للعضو الذكري، ليس بالامر الخطير، أو مؤشر سلبي، بل هو مؤشر إيجابي، أي إن الطفل بدأ يدرك جسده، ويدرك الاختلاف، وأنه سؤال فضولي للإشباع فضوله الفطري، لمعرفة وظائف أعضائه .

لذلك، حاول عندما تلاحظ هكذا رسومات، أو أفعال معينة، مثل لمس الأعضاء التناسلية، أو تتلقى أسئلة حول الاختلاف بين الجنسين …الخ، عليك أن تأخذ نفساً عميقاً، وتتلقى الأمر بصدر رحب، وهدوء، دون إثارة فضول طفلك ، وأي مظاهر غير مطمئنة اسأل الاختصاصيين.

هذه من مشاهدات اليوم خلال يوم عمل.

*د. رنا صالح.