لاحظت أم برازيلية، أن ابنتها ذات الخمس سنوات، ترسم رسومات غريبة، كون الطفلة صغيرة وما تشير إليه الرسومات يبدو أكبر من سنها، واستغربت الأم تلك الرسومات، وانتاب العائلة القلق تجاه تصرفات الطفلة، كما يقول والدها “جو دا 54 عاماً”، بعد أن بدأت الطفلة ترفض بغضب، ولمرات متتالية، حضور دروس الكاهن في مدينة مونتيس كلاروس، ميناس جيرايس/ البرازيل.
عندما ارتابت العائلة من رسومات طفلتها، قامت باصطحاب الطفلة إلى طبيب نفسي، والذي اشتبه بحدوث حالة اعتداء جنسي علي الطفلة، مما دفع والديها للبحث في غرفتها عن أي علامات، وخلال البحث في الغرفة عثرت الأم على عدد من الرسومات المفاجِئة، والتي تروي من خلالها الطفلة، تفاصيل الاعتداء الجنسي عليها من خلال خطوط بسيطة وخربشات رمزية.
تُظهر إحدى الصور ( الشكل 1)، رجل يقترب من طفلة، تبرز على وجها نظرة رعب شديد، وفي صورة فاجعة أحرى، تظهر الفتاة ملقاه علي السرير، الذي يقف بجانبه رجل يحاول أن يجبر نفسه للدخول بين ساقي الطفلة، وفي الأسفل تظهر صورة فتاة يبدو عليها الخوف أو الألم (الشكل رقم 2).
بعد هذه الصور، قرر الأب مواجهة الكاهن في مكالمة هاتفية، وقام بإخبار الشرطة حول الحادثة، واعترف الكاهن بهذا الحدث الشنيع، وذلك وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام المحلية، في حينه، إذ أفادت “كارين مايا” أحد المسؤولين عن جماعة الدفاع عن المرأة، بأنهم وجدوا حوالي ستة رسومات في حقيبة الطفلة، ووفقاً لما صرّحته الشرطة بأن الكاهن أصبح في عهدة الاستجواب بشأن مزاعم إساءة معاملة الأطفال.
** لا تُعتبر رسومات الأطفال شيء عابر، وبلا أثر أو أهمية، فهي ترمز في كثير من الأحيان إلى ما يدور في عقل الطفل ومخيلته، كما تعكس مخاوفه، ورغباته أحياناً، وتُعبر في المجمل عن مختلف جوانب شخصيته وسمات طبعه، وليست رسومات الأطفال فقط، بل حتى ألعابهم، ولغتهم، أسلوب حواراتهم، والموضوعات التي تثير اهتمامهم، الموسيقا التي يستمعون لها…الخ، كل هذه الأمور يُمكن أن تُعطي للأسرة مؤشرات مهمة تدل على حال أطفالهم، وعلى كل أسرة تلاحظ أمر مريب ما تتضمنه هذه الأمور، كرسوماته وغيرها، أن تذهب ما وراء ريبها وما هو أبعد من الرسومات، وتبحث عمّا تُشير إليه، وتدل نحوه، وفي مقالات لاحقة سنوضح أثر الرسم في شخصية الطفل، وكيف يعبر عنه، وكيف يُمكن للأسرة والمرشدين التربويين والنفسيين استخدامه لمعرفة الطفل، والكشف عن خبايا شخصيته، إضافة إلى نشر المزيد حول رسومات الأطفال والتحرش، من نماذجمنشورة. وبحوث ودراسات.
**المصادر:
*موقع ثقّف نفسك، اكتوبر 2016م: http://www.thaqafnafsak.com
