أصدرت المُحامية العامة بالاستئناف في منطقة البقاع بلبنان ، القاضية “ناديا عقل”، أول أمس الموافق الرابع عشر من كانون الثاني الجاري، قراراً يقضي بتوقيف رجل دين فلسطينيـ يقيم في بلدة المنارة البقاع الغربي، وذلك بناء على الادّعاء عليه عليه بتهمة اغتصاب القاصر (ش.ص)، التي تبلغ من العمر ١٥ عاماً، في مدرسة لتعليم القرآن الكريم.
قام مخفر الدرك في بيادر العدس- قضاء راشيا، بالتحقيق في الواقعة، واستمع الى إفادتي الضحية ووالدها الذي قام بالادعاء على رجل الدين، وفي حيثيات الحادثة وبناءً على ما أدلت به القاصر من معطيات حول الاعتداء، تبيّن أن ذلك يعود إلى تاريخ 24/11/ 2021م.
كشفت تفاصيل الواقعة أن رجل الدين المذكور، اغتصب الطفلة -القاصر- التي كانت تتعلم في مركز تعليم القرآن الذي يعمل فيه، ولكي يخفي جريمته قام بالزواج من الضحية، رغم فارق السن الكبير بينهما، وسُجل عقد زواجه من القاصر بتاريخ 4/12/2021م، ليقوم بتطليقها بعد ذلك بوقت قصير، مما أثار شكوك والد الضحية وعائلتها، ومع تتبع الموضوع مع الضحية، عرفوا بقصة الاغتصاب، فقام والدها برفع دعوى قضائية عليه، فتّم توقيفه بتهمة اغتصاب قاصرة (15 عاماً).
*تعقيب:
من الشائع في مجتمعاتنا العربية – للأسف – تزويج المغتصبات من مغتصبيهن، البالغات منهن أو القاصرات، وتقبل غالبية الأسر زواج بناتها درءاً للفضيحة، وخوفاً من الوصم الاجتماعي الذي يلازم العائلة والضحية مدى الحياة، ويُقدم المغتصب على هذا الأمر ويقبل بالزواج من ضحيته ليتجنب العقاب المترتب على هذا الجرم، وتتضاعف الجريمة عندما تكون الضحية “قاصر”، وقبول الأسرة بهذا الزواج هو انتهاك صارخ لحقوق بناتهن، وتخليهم عنهن، وشراكة في الجريمة، ولن تتوقف هذه الوقائع إلا بتغيير الثقافة الاجتماعية ووعي الناس تجاهها، وبسن قوانين رادعة في مسألة الاعتداء الجنسي من جهة، وتزويج القاصرات من جهة أخرى، ويجب أن تشمل عقوبة تزويج القاصرات الأهل ومن يقبل أن يكون شاهداَ على هكذا زواج، من جهة، ورجل الدين الذي يقبل بعقد قران قاصر.
كما أن تكرار جرائم الاعتداء الجنسي داخل حرم المؤسسات الدينية والتعليمية، يستدعي وجود رقابة شديدة على هذه المؤسسات من قبل الدولة، ومُضاعفة العقوبة كون هذه الأماكن من المُفترض أن تكون أكثر الأماكن أمناً للطفل والمُراهق.
المصادر:
*صحافة الجديد، 15/1/ 2022م.
*لبنان24، 15/1/2022م https://rassdnewsoffical.blogspot.com/2022/01/blog-post_339.html
