تحرش بطفلة في أحد المنتجعات السياحية في لبنان

*عدم تستر الأهل ساعد في القبض على الجاني

الحوادث ذاتها، وإن اختلفت الأمكنة وتغيرت الشخصيات، حادثة تحرش ومأساة جديدة تهز لبنان، وتطرح علامات استفهام كبيرة، حول استفحال هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة.

 في حيثيات الجريمة التي أثارت موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي -بدايات سبتمبر الجاري- وضحيتها هذه المرة فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات، تعرّضت للتحرش في أحد المنتجعات السياحية الفخمة في بيروت، بعد أن قامت والدة الطفلة الناجية بنشر شهادتها في إحدى المجموعات النسائية على مواقع التواصل الاجتماعي، وروت خلالها ما تعرضت له ابنتها تقول فيها:

 (إن الدنيا توقفت عندها، وإنها غير قادرة على جمع أفكارها لاستيعاب صدمة ما حصل)، وتذكر إنها كانت برفقة ابنتها في فندق “الكورال بيتش”، وخلال تناول وجبة الغداء، أخبرتها ابنتها بأنها ذاهبة إلى الحمام لغسل يديها، وبعد أقل من خمس  دقائق، عادت وأخبرتها بأن أحدهم قام بحبسها داخل الحمام، وأجبرها على خلع ملابسها تحت التهديد، بعدما أوهمها بأنه جاء لإصلاح أعطال داخل الحمام. وتضيف الأم، إن الرجل هدّد ابنتها في حال “طلع صوتها”، وأنه طلب منها الانتظار ليخرج هو أولاً ثم تلحق به، وفي حال سألها أحدهم عن سبب التأخير ” قولي علقت بالحمام”، وتوضّح الأم أن الرجل عمد إلى الهروب من الفندق، حيث سقطت منه مفاتيح الحمام التابعة لإحدى الموظفات، والتي كانت غير موجودة في ذلك الحين.

صورة للجاني الملتقطة من كاميرا الفندق

تكرار الحالة نفسها في المكان ذاته!

 شدّدت الأم على أنها فخورة بابنتها التي قامت بإخبارها فوراً بما حصل معها،  وتقول:(أنا ابنتي قوية، أعرف أنه يلزمها متابعة، ومعالجة نفسية حتى تتخطى ما حصل معها، أنا أخذت ابنتي إلى الطبيب، والحمد لله هي بحالة صحية جيدة، وأكّدت الطبيبة لنا أنه لا يوجد آثار عنف جسدي، ولكن الأمر الغريب أن الدكتورة التي كنا عندها، أكّدت لنا أن تلك الحادثة ليست الأولى التي تأتيها، ففي الأسبوع الماضي استقبلت الحالة نفسها، وبعمر ابنتي نفسه، وبالمكان ذاته)، وتختم رسالتها بالتأكيد على أنها لن تترك حق ابنتها يضيع، وإن الموضوع لدى القضاء.

 من جانبها أقدمت صفحة” وينيّي الدولة “، على نشر فيديو للمتحرش، وقالت أن والدة الضحية هي من أرسلته، وطلبت المساعدة في التعرف عليه، لمحاكمته وإيداعه السجن على ما اقترفه من جرم شنيع، هذا وقد نشر ناشطون صوراً للمتهم بالجريمة، من لحظة دخوله إلى المنتجع، ومسار تنقله، وصولاً إلى الحمام، وقالوا إن ملامحه واضحة، لكن قوى الأمن لم تتحرك، كما أن الفندق لم يصدر أي إيضاح. وأفادت مصادر إخبارية إن:(مغتصب الطفلة سلّم نفسه إلى فصيلة بئر حسن، وتبين أنه مجند في الجيش، وله سوابق سرقة ومخدرات)، كما أفادت المصادر إلى أن ” الفصيلة ” تمكّنت من تحديد هويته، ومداهمة منزله في منطقة سليم سلام في بيروت، إلا أنه لم يكن متواجداً، بعدها تواصل والده معه فحضر إلى الفصيل مع محاميه، وسلم نفسه.

الجدير بالذكر أن تلك الحادثة، تأتي بعد حوالي شهر من إلقاء مخابرات الجيش اللبناني في بلدة القاع، في منطقة البقاع الشمالي، على العسكري المتقاعد والبالغ من العمر 54 عاماً، المتهم بجريمة اغتصاب أكثر من 17 طفل وطفلة، وبينهم طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، والذي أطلقوا عليه لقب “سفاح الأطفال”، بعد استدراجهم إلى منزله، والقيام بتخدريهم، عبر دس المخدر في كأس عصير يقدمه لهم.

واللافت في تلك الحادثة، هو عدم التستر على تلك الجريمة، وعلى المجرم من قبل الأهل، كما جرت العادة، في أكثر حوادث الاغتصاب التي يتعرض لها الأطفال، حيث يلجأ الأطفال وذويهم إلى الصمت و” لفلفة القصة”،  درءاً “للفضيحة” – حسب اعتقادهم –  والتستر عليها، وعدم الحديث بها علانية، هذا عدا توجيه أصابع الاتهام إلى الضحية وأهلها، وتحميلهم مسؤولية ما حدث لطفلهم، وتُسجّل إيجابية كبيرة للفتاة الضحية، التي تحدثت عما أصابها من هذا الوحش البشري، وسارعت  فوراً إلى إخبار والدتها، وهذه بدورها تمكنت عبر فضحها الجاني بنشر قصتها ونشر صوره،  من الإسراع في القبض عليه، وتقديمه للمحاكمة، لينال جزاء ما اقترفت يداه.

*المصادر:

*صفحة وينييّ الدولة الإخبارية اللبنانية على الفيس بوك.

* عدد من المواقع إعلامية الإخبارية واللبنانية، وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.

*إعداد: دلال ابراهيم، نائب رئيس مجلس الإدارة، مؤسسة نداء، الفريق الإعلامي.