انتهاكات بحق الأطفال اللاجئين بتغطية من وزارة الداخلية البريطانية

*إجراءات عرضت الأطفال لخطر الاستغلال الجنسي

في تقرير حول إجراءات وزارة الداخلية البريطانية الخاطئة، والتي عرضت المئات من الأطفال لخطر الاستغلال الجنسي،  كشفت صحيفة “إندبندنت”، عن الانتهاكات التي تعرض لها الأطفال اللاجئين، عندما وضعتهم وزارة الداخلية البريطانية مع الكبار”البالغين: في غرف واحدة، وتم إجبارهم على النوم معا في الفنادق المخصصة للمهاجرين، بدلاً من نقلهم إلى مراكز مخصصة للأطفال، إلا بعدما عبّرت الجمعيات الخيرية عن قلقها من سياسة حكومة بوريس جونسون، وتحدّتت الصحيفة عن أن مئات من اللاجئين دون سن ال18 من الجنسين وغير المصحوبين بذويهم، قد تحدّثوا عمّا تعرضوا له بسبب تلك الإجراءات.

تزوير وأخطاء في تقدير أعمار الأطفال

بعد قطعهم القنال اابريطانية، يخضع طالبو اللجوء لعملية تقييم سريع، لتقدير سن طالب اللجوء، من قبل موظفي الخدمة الاجتماعية، والذين تعينهم وزارة الداخلية، أو من قبل مسؤولي الحدود، وإذ قُدّرت أعمارهم أنها فوق 18 عاماً يتم تحويلهم لمساكن الكبار، وهي عادة فنادق، وإن قُدّر أنهم أطفال يتم إرسالهم لمراكز رعاية الأطفال، أو الفنادق المخصصة لهم، وبهذا الشأن قامت شركة المحاماة “إنستالو” بتحدٍ قانوني لطريقة تقدير عمر اللاجئين، وأشارت الشركة القانونية أن تقدير الأعمار يتم بدون حماية، وقال “مارتن بريدج” – من الشركة- إنه مثّل عدداً من الأطفال القاصرين، الذين وضعوا في فنادق، وتم نقلهم بعد التحدي القانوني إلى مراكز رعاية بعد التأكيد أنهم أطفال، وأشار إلى حالة طفل عمره 14 عاماً، ولكن قُدِّر سنه بـ 25 عاماً من قبل وزارة الداخلية، وبعد تدخل قانوني تم تأكيد عمره الحقيقي.

قالت “مي بولمان”، مراسلة الشؤون الاجتماعية في ” إندبندنت”:

إن الأطفال المهاجرين أجبروا على النوم في غرف، وحتى أسرة مع البالغين الذين لا يعرفونهم، بعد وضع أعداد كبيرة منهم في مساكن معدة للبالغين وفوق سن الـ18 عاماً، وفي الأشهر الأخيرة، تم الكشف عن مئات الأطفال والبنات الصغيرات من طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى بريطانيا بدون مرافقين في فنادق معدة للكبار، مما أثار مخاوف الكثيرين منهم للخروج من غرفهم ودفع عدد إلى التفكير بالانتحار وفرار آخرين.

نداء الاستغاثة والكشف عن الانتهاكات بحق الأطفال

رسالة نصية وردت إلى جمعية ” كيرديش أمبريلا” الخيرية، من قاصر بعمر 17 سنة، كان قد أجبر على مشاركة السرير مع رجل بالغ، قال فيها:

(أنا في الفندق، الجميع أكبر مني، كلهم يدخنون، وأنا خائف، خائف بين الناس الكبار، ولا يمكنني البقاء هناك أكثر من هذا، وسأقتل نفسي، ساعدوني من فضلكم أنا خائف جداً ولستُ متوافقاً مع هؤلاء الناس).

القاصر الذي قُدِّر عمره على أنه بالغ، قال بعد نقله للجمعية: (كنت الطفل الوحيد في الفندق، وكل واحد كان عمره ما بين 30-50 عاما، وكنت خائفاً من مغادرة الغرفة، وكان الكبار يسكرون في الليل ويصرخون ويزعقون).

كما تحدث التقرير عن حالة طالبة لجوء إثيوبية عمرها 16 عاماً، كانت قد تعرضت حسب قولها للاغتصاب عدة مرات، خلال رحلتها إلى بريطانيا ووضعت في فندق للجنسين، بعدما قدر المسؤولون في وزارة الداخلية عمرها بـ 23 عاماً، واتصلت قبل فترة مع جمعية “دعارو يوث” الخيرية، وقال “بيني هاننر”، المنسق في الجمعية : (زاد قلقي من عدم اتخاذ إجراءات لحماية من قالت إنها طفلة، ويمكن أن تكون ضحية الاتجار والعنف الجنسي من الرجال الكبار، وفي خطر الاستغلال).

الجمعيات الخيرية …إنقاذ الأطفال واتهامات للحكومة

اتهمت عدد من الجمعيات الخيرية، الوزراء البريطانيين بغسل أيديهم من طالبي اللجوء الأطفال، عبر تطبيق عملية لتقييم العمر تصنفهم على أنهم من البالغين، وتركت للسلطات المحلية مسؤولية تقطيب ما مزقوه، ونقلهم إلى مراكز رعاية الأطفال بعد اكتشاف الخطأ، وقالت مادي هاريس، من مؤسسة “هيومان رايتس نتوورك”: ( إن وزارة الداخلية تضع الأطفال في فنادق الكبار حول البلد، وغسلت يديها بالكامل منهم، وينتظرون منهم الاتصال بمنظمة مثل منظمتنا، ومن السلطات المحلية عمل شيء لهم)، كما أوضحت إن جمعيتها الخيرية دعمت 73 طفلاً في الأشهر السبعة الماضية، وممن قالوا إنهم أطفال وتحت سن الـ18 ووضعوا بالخطأ في مساكن الكبار، وبات غالبيتهم تحت رعاية السلطات المحلية بعدما حولتهم الجمعية الخيرية إلى محامين، لكن العملية تستغرق أسابيع، وأضافت “هاريس”: ( إن من أخطأت السلطات بتقدير أسمائهم أجبروا على العيش مع غرباء، منهم طفل أجبر على النوم في سرير مزدوج مع رجل لا يعرفه)، في حين رفضت شركة “كلير شيرنغز” التي تدير الفندق الذي أقام فيه الأطفال التعليق، ولم تنف وزارة الداخلية عملية مشاركة الغرف.

جمعية “كيرفور كاليه”، وبحسب ممثلتها ” حنا ماروود”، اكتشفت 421 حالة تتعلق بتقدير العمر منذ 2020، ومع زيادة نسبية خلال الأشهر الماضية، وقالت “ماروود” عن الأطفال: (عادة ما كانوا خائفين ومشوشين، وفروا في بعض الحالات، وتم نقل الغالبية إلى بيوت رعاية بعد تدخل الجمعية).

وزيرة الداخلية “بريتي باتيل”، قالت في الأسبوع الماضي: (إن طالبي اللجوء ينتهكون وبشكل صارخ نظام اللجوء، من خلال الزعم أنهم أطفال)، وأعلنت عن طرق علمية جديدة لتحديد سن القادمين، وأوضحت: ( إن بيانات الوزارة تؤكّد أن نسبة 66% ممن يدعون أنهم أطفال هم في الحقيقة كبار).

في حين قال “إنفر سولومون”، مدير مجلس اللاجئين: ( إن الأرقام التي قدمتها الوزيرة، فشلت في الأخذ بعين الاعتبار الأرقام المثيرة للقلق، ممن اعتبرتهم وزارة الداخلية كباراً، ثم تبيّن لاحقاً أنهم أطفال)، كما عبّر عن قلقه من إعلان الحكومة عن الوسائل العلمية، والتي لا تُعتبر موثوقة وصحيحة.

المصادر:

*  صحيفة الاندبندنت البريطانية، الموقع الإلكتروني، 16 يناير 2022م:

https://www.independent.co.uk/news/uk/home-news/children-asylum-seekers-age-assessments-home-office-uk-b1992680.html

*صحيفة القدس العربي، لندن، 17 يناير 2022م.