الأمم المتحدة: ظهور أشكال جديدة من الاعتداء الجنسي على الأطفال بعد جائحة كورنا

في بيان نشرته الأمم المتحدة في السادس من مايو/ أيار 2020م، حذرت مقررة الأمم المتحدة المعنية بمسألة بيع الأطفال واستغلالهم في البغاء “ماما فاتيما سنغاتة” من زيادة حالات العنف المبلغ عنها ضد الأطفال ومن أشكال جديدة من الاعتداء والاستغلال الجنسي خلال فترة الحجر التي فرضتها جائحة كوفيد-19 على العالم، وما ستحمل هذه الممارسات من آثار مدمرة على الملايين في جميع أنحاء العالم، تستمر مدى الحياة.

 يقول خبراء إن الحظر المفروض على التنقل، قد أنتج أشكالاً جديدة من الاعتداء والاستغلال الجنسي للأطفال، من بينها محاولات “توصيل” الأطفال تماما كتوصيل بضائع، وخدمات “الشراء أثناء قيادة المركبات” أو ما يُعرف بـ Drive thru لاستغلال الأطفال، ورصد  هؤلاء ارتفاعاً في عدد محاولات الدخول إلى مواقع الويب غير القانونية، والتي تعرض مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال، وأصبح الآن إنتاج مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال، والحصول عليها ونشرها على الإنترنت مباشرة، بديلاً سهلاً لاستدراج الأطفال، باتجاه الأنشطة الجنسية، وبيع الصور عبر الإنترنت.

ودعت الخبيرة الحقوقية “سنغاتة” إلى مواجهة هذه الأشكال الخطيرة من استغلال الأطفال، وإلى اعتماد مسح شامل وسريع، واتخاذ تدابير سريعة ومستجيبة لحماية الطفل، ولتقييم حجم هذه الأزمة على الأطفال الأكثر ضعفاً، بمن فيهم الأطفال اللاجئون، والنازحون، والمشرّدون، والمهاجرون، والأقليات، وسكان الأحياء الفقيرة، وذوو الاحتياجات الخاصة، وأطفال الشوارع، والذين يعيشون في مواقع أقيمت خصيصا للاجئين وفي مؤسسات.

كما أوضحت أن الأضرار التي يتعرّض لها ملايين الأطفال، ستكون مدمرة إذا ما كنا بطيئين في تعبئة خدمات حماية الأطفال للكشف المبكر والوقاية، ودعت في بيانها إلى توعية الضحايا والناجين، ووضع أنظمة غير تمييزية تحمي الطفل، ونشر حملات التثقيف والتوعية العامة، وخدمات خطوط المساعدة الموسّعة، وتأمين الإقامة الآمنة بوصفها تدابير أساسية للتخفيف من الضرر، كما أكّدت على ضرورة منح الأطفال مساحة للمشاركة الهادفة والشاملة بحيث يتم سماع أصواتهم والتشديد عليها في القرارات التي تؤثر على حياتهم، وأن المنافع الاجتماعية، وشبكات الحماية الاجتماعية يجب أن تعطي الأولوية للمجتمعات والأسر ذات الدخل المنخفض والضعيف، للتخفيف من أضرار كـوفيد-19 الجانبية على الأطفال.

*يأخذنا بيان مقررة الأمم المتحدة إلى جانب مهم من جوانب قضية التحرش والاعتداء الجنسي على الأطفال، هو التحرش والاستغلال الجنسي عبر الإنترنت، وهذا باب واسع يستحق أن يُفتح على مصراعيه، ويحتاج دخوله الكثير من المعلومات، والعمل الدؤوب في مجال التوعية من مخاطر الاستخدام غير الآمن للإنترنت من قبل الأطفال، وحتى سوء الاستخدام من قبل الأسر.

*المصدر: الأمم المتحدة، الموقع الإلكتروني، 6 أيار/ مايو، 2020م.