الآثار النفسية والاجتماعية للاعتداء الجنسي على الأطفال واستغلالهم

*سفاح المحارم والاستغلال الجنسي للأطفال وجهان لانتهاك حقوق الطفل وإنسانيته

في إحدى الندوات المتعلقة بأوضاع الأطفال في سورية، والظروف التي أدت إلى انحراف الأطفال، استغربت عدم ذكر الاستغلال الجنسي للأطفال وسفاح المحارم رغم الحديث الطويل عنهما، وأتاني الجواب من إحدى المتخصصات بأن معظم الأطفال الذين أودعوا في دور الأحداث، قد تعرضوا للاستغلال الجنسي وللسفاح من أحد أفراد عائلتهم، كالأب أو الأخ أو زوج الأم وغيرهما، ما  لفت نظري إلى خطورة الموضوع، وخطورة السكوت عنه، وخصوصا من وزارة العدل، التي تخفي الإحصائيات، وكذلك مراكز الإحصاء الموجودة في سورية.

متسائلة عن النواقص في القوانين و الخطط الحكومية للحد من هذه الظاهرة، بالرغم ما تسببه من تأثيرات نفسية على الطفل، تدوم لسنوات طويلة من عمره، حسب ما يؤكد الاختصاصيون الاجتماعيون والنفسيون، إذ تقول الدكتورة في علم الاجتماع في جامعة دمشق، “رجاء مريم”: (إن السفاح هو شكل من أحد أشكال الإساءات الجنسية للأطفال، وهو من حيث المفهوم التقليدي، العلاقة الجنسية بين أقرباء الدم، كالعلاقة بين الأهل والأطفال، أو بين الأخوة والأخوات، وتكمن الخطورة في جرم السفاح أن المسيء جنسياً يفترض به أصلاً أن يكون وصياً على الطفل، أو حامياً له، ومصدر لشعور الطفل بالراحة والطمأنينة.

في حين تؤكّد السيدة “منال الشيخ”، ماجستير في الإرشاد النفسي، وأخصائية في الاضطرابات التالية للصدمة، إنّ الاستغلال الجنسي أو السفاح ما هما إلا استغلال الطفل أو المراهق في فاعليات جنسية لا يعي طبيعتها بوضوح، وهي مخالفة لأبسط القواعد الأخلاقية المرتبطة بالأدوار الأسرية الطبيعية .

أما أشكال الاستغلال الجنسي، فبعضها لا ينطوي على أي احتكاك جسدي، فهي تكون من خلال الأحاديث ذات المحتوى الجنسي الفاضح، والأفلام الإباحية وما شابه ذلك، وبعضها الآخر عند الاتصال الجسدي المباشر بالطفل.

آثار الاستغلال الجنسي وعواقبه على الطفل

يؤدي الاستغلال الجنسي للأطفال، حسب ما ذكرت الاختصاصية “منال الشيخ”، إلى عواقب مختلفة، حسب سمات الطفل، كالعمر، والوعي، ودرجة الحساسية، ويوجد نوعين من العواقب: آثار مباشرة وهي جسدية وانفعالية، كالجروح والكدمات، أو أذيات في الأعضاء الداخلية من جسم الطفل، والآثار الانفعالية كمشاعر الرعب، القلق، العجز، الغضب.

 أما النتائج غير المباشرة: هي الآثار اللاحقة للاستغلال الجنسي، وتضم آثار انفعالية، ومعرفية، واجتماعية، كظهور حالات من القلق والاكتئاب، وضعف القدرة على ضبط الانفعالات، ويكون هؤلاء الأفراد شكوكين، وقليلي الثقة بأنفسهم، وغالباً عدوانيين مع أقرانهم في المدرسة، ومع أفراد أسرتهم في حياتهم عند سن الرشد .

الأعراض التي تذكرها الدكتورة “رجاء مريم”، هي أعراض جسدية، كانعدام القدرة على التبول، والإصابة بأمراض معدية جنسياً، بالإضافة إلى الأعراض النفسية، كمشاعر الذنب والخجل، وكره النفس، وانخفاض تقدير الذات، ووجود بعض المشاع  التي سترافقه مدى العمر، كالحزن والألم مما قد يدفعه إلى إدمان الكحول والمخدرات، في محاولة للانفصال عن الواقع والحقيقة .

في موضوع الاستغلال الجنسي من قبل أحد الوالدين، تطرح الأخصائية “منال الشيخ”، بعض الآثار كالقلق المزمن، وفقدان الثقة بالآخرين، فالنساء اللواتي خبرن في طفولتهن عنفاً جنسياً، تظهر عليهن اضطرابات صحية ونفسية متعددة، مثل الاكتئاب العميق، والقلق المزمن، والاضطرابات الجنسية، والآلام الحوضية، وآلام الجهاز التناسلي وأفكار انتحارية .

#الطفولة_أمانة

#احموا_أطفالكم

#الأمان_مسؤولية_الجميع

#اليوم_العالمي_منع_الاستغلال_الجنسي_للأطفال

#EnfanceResonsabilite

*إعداد: المحامية رهادة عبدوش، مسؤول الشؤوون القانونية في مؤسسة نداء.