لأن أطفالنا أمانة…لأنهم من ضمن الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع، ولأنهم من أكثر المتأثرين وسط ظروف الكوارث الطبيعية والحروب، فينبغي الاهتمام بهم، وتوجيه الرعاية الخاصة لهم، بعد مرورهم بتلك التجربة القاسية.
بعد تعرض الشمال السوري لكارثة الزلزال مؤخراً، لاحظنا زيادة الاستشارات النفسية التي تتعلق بالاطفال، وما طرأ على سلوكياتهم من تغيير يدعو للقلق، وتتنوع شكوى مقدمي الرعاية، منها ما يتعلق بمشكلة الخوف الشديد عند الطفل، ومنها ما يتعلق بمشكلة التبول اللا إرادي، وغيرها الكثير.
إذاً، ما هي ابرز الآثار النفسية التي تنجم عن تعرض الأطفال للكوارث والأزمات، والتي يجب الانتباه لها، وطلب المساعدة المختصة في حال استمرارها، وزيادة شدتها
يُمكن تلخيص أبرز المشكلات فيما يلي (الخوف، التعلق بالآخر، اضطرابات النوم،
التبول اللا ارادي، السلوك العدواني والعن، الحزن الشديد ، إيذاء النفس، الحديث المتكرر عن الموت ).
أما عن أبرز خطوات المساعدة العامة، في حال أبدى الاطفال تغيير على صعيد أحد هذه المشكلات، فهي كالتالي:
-مساعدة الأطفال في التعبير عن مخاوفهم، وعدم السخرية منها، وتقبلها، وعدم رفضها.
-أن نقوم بالشرح للطفل ما حدث تماماً.
-أن نقضي وقتاً أطول مع أطفالنا، وأن نقوم باللعب معهم، والتفاعل بشكل إيجابي، وخلق جو من الأمان.
– نحاول تعليم الاطفال تمارين الاسترخاء والتخيّل.
-التحدث مع الطفل، والإصغاء له، ومواساته وتهدئته.
-توفير الدفء والحنان، والتعاطف والاحترام، والدعم والاحتضان، والتشجيع لأطفالنا ، وهذه حاجات نفسية لا تقل أهمية عن الأكل والشرب.
-تجنب القسوة والضرب.
-دعم السلوكيات الإيجابية.
-تشجيع الطفل على اكتساب صداقات جديدة.
-اقتراح الرسم على الطفل الصامت، أو الذي يجد صعوبة في التعبير.
-عدم إلقاء اللوم على الطفل، وإحساسه بالذنب والمسؤولية عما حدث.
ينبغي التذكّر إن اطفالنا بحاجة إلى الوقت، ليعودوا إلى طبيعتهم، وبحاجة للصبروالدعم لتجاوز ما يعانون منه، ودمتم وأطفالكم سالمين.
*من الجدير بالذكر، أن مؤسسة نداء قد أعدت كتيب خاص للتعامل مع الأطفال بعد الكارثة، ولمختلف الفئت العمرية، وسيتم نشر موضوع خاص بالكتيب في مقالٍ آخر.
*إعداد: الأخصائية النفسية “بيداء حديد”.