اعتداء رئيس جمعية رياضية علناً على طفل في أحد الشواطىء المغربية

جريمة علنية تفتح ملف ارتكاب العديد من الاعتداءت الجنسية المتكررة على الأطفال

وسط صدمة كبيرة ممن شهدوا الواقعة، ومن تابعوها على مواقع التواصل الاجتماعي، أثار نشر فيديو يوم الرابع عشر من اغسطس/ آب الجاري، يظهر فيه اعتداء جنسي من قبل شخص بالغ على طفل، وبوجود غيره من الأطفال على شاطىء مدينة الجديدة، استنكار وصدمة الرأي العام في المغرب، وخاصة أن الجريمة تمت علناً، وفي وضح النهار، وأمام حشد من روّاد الشاطىء، في إحدى المخيمات الصيفية على إحدى شواطىء المنطقة القريبة من الدار البيضاء، ليُكشف لاحقاً أن المعتدي هو رئيس جمعية رياضية “أناسي”، وهو من يُنظم المعسكر الصيفي، والطفل المٌعتدى عليه مع 19 آخرين من الأطفال الملتحقين بهذا المعسكر، ويسكنون مع المعتدي في شقة واحدة تتكوّن من غرفتين فقط.

كانت قد قامت فتاتان بتصوير الواقعة، ونشر الفيديو، الذي انتشر بشكل واسع جداً، لتقوم السلطات القضائية في المغرب، بفتح تحقيق ضد رئيس الجمعية المذكورة، بشبهة الاعتداء الجنسي على أطفال قاصرين، بعد وصول القضية إلى الديوان الملكي.

الفيديو الذي وثّق الاعتداء على الطفل بشكل علني

في تفاصيل الواقعة

في الفيديو المتداول، يظهر المتهمّ وهو يستغل طفل بشكل جنسي، بحضور أطفال آخرين وتحت أنظار المصطافين على الشاطئ، وكان المعتدي ممداً بجانب الطفل، ويلامس جسده، ويقوم بحركات جنسية مع الطفل، ويجبره على تقبيله، وبحضور عدد من الأطفال، وقدمت أسرة الطفل المعتدى عليه  شكوى إلى الجهات الرسمية، أكّدت فيها تعرّض ابنها البالغ من العمر 9 سنوات ل”هتك العرض”.

جرائم متعددة بحق الأطفال

وفق ما أوردته مواقع التواصل الاجتماعي، وعدة مؤسسات إعلامية، فإن المعتدي، الذي يترأس جمعية رياضية في الدار البيضاء، يقوم باستدراج الأطفال، عبر تنظيم مخيمات لهم، وبعدها ينطلق في عملية استغلالهم جنسياً بعد التغرير بهم،  وقُبض على الجاني من قبل عناصر الأمن الوطني بمدينة الجديدة، بتهمة ارتكاب جرائم اغتصاب في حق مجموعة من الأطفال القاصرين، المشاركين في المخيم الذي يشرف عليه، بعد أن قدّمت عائلات الضحايا شكاوى ضده لدى وكيل الملك، وبناء على هذا قام جهاز الدرك بأمر من النيابة العامة بتوقيف الجاني، كما تمت إحالته على ولاية الأمن بمدينة الجديدة، من أجل استكمال التحقيق معه، قبل أن يتم عرضه على القضاء بأمر من وكيل الملك.

انتهاك متكرر للطفل واستغلاله واستغلال عائلته

في حوار أجرته إعلامية مغربية مع والدة الطفل المعتدى عليه، تبين أن الطفل يتيم الأب، ووالدته سيدة بسيطة جداً من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولديها إعاقات جسدية متعددة، إضافة إلى قصور ذهني واضح، وحسب رواية الأم للأحداث، فإن الطفل وعائلته، كما عائلات أهالي المنطقة يعرفون المتعدي البالغ من العمر 57 عاماً، بشكل وثيق، ويثقون به ، ويسلمون أولادهم له ويأتمنونه عليهم، ليمارسوا أنشطة رياضية ويرافقونه للتخييم، ولكن والدة طفل الشاطىء وطفلها قد تعرضا لاستغلال مادي وجنسي من قبل المعتدي، وعلى مدى زمني طويل، وبحسب تفاصيل رواية الأم وخالة الطفل، فقد كان الطفل يتعرض للاعتداء المتكرر من قبل المعتدي، وبمعرفة زوجته، والتي باتت تضغط على عائلة الضحية، وتبتزهم باستملاك ممتلكاتهم كونها تمتلك المستندات، من أجل إسقاط التهمة عنه بهذه القضية، ويتبين من الحوارات أن الأم وخالة الطفل وزوجة المعتدي، كانوا جميعاً على علم بما يتعرض له الطفل، ويجب التحقيق مع الجميع ومحاسبتهم على عدم الإبلاغ عن هذه الجريمة، والسماح باستمرارها.   

نجية أديب، رئيسة جمعية “ماتقيش ولادي لحماية الطفولة المغربية

أثارت هذه الواقعة ردود فعل واسعة، وغاضبة في الشارع المغربي، لتتجدّد المطالبة بتشديد العقوبات على مرتكبي جرائم الاعتداء على الأطفال، والتي تكررت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.

قالت “نجية أديب”، رئيسة جمعية “ماتقيش ولادي لحماية الطفولة” المغربية: (إن الحل الوحيد لهذه الظاهرة هو تطبيق الإخصاء أو الإعدام، وإن العقوبات المتساهلة فتحت المجال أمام التطبيع مع الظاهرة)، وأضافت “أديب”:

(إن الحالة الجديدة ليست منعزلة، هذا فقط ما ظهر للعموم، وهنالك حالات مماثلة بالمدارس والمخيمات والخيريات، فأينما كان الأطفال يمكن أن تكون الظاهرة، وهذا ليس تعميماً، ولكن هناك من يريد العمل في مثل هذه الوظائف، فقط  بهدف للتقرب من الطفل وممارسة عقده عليه).

كما طالب عدد كبير من رواد مواقع التواصل، من المغاربة، بتوفير رعاية نفسية وجسدية خاصة للطفل المعتدى عليه، وسحبه من عائلته، وإيداعه في أحد دور الرعاية، كون الأم غير مؤهلة جسدياً ونفسياً وعقلياً لتقوم بواجب تربيته، وإعالة الأم ومعالجتها بعد التحقيق معها ومع خالة الطفل، حول ما تعرض له من انتهاكات متكررة.

*المصادر:

*شبكة أر تي، الموقع الإلكتروني: https://arabic.rt.com/middle_east/1486594

* موقع 24 المغربي: ttps://24saa.ma

*صحيفة رأي اليوم المغربية، الرباط، 14- 8 -2023م، الموقع الإلكتروني: https://www.raialyoum.com/%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D8%B4-

-مواقع التواصل الاجتماعي المغربية.

*إعداد: خولة حسن الحديد.