إسدال الستار على أكبر قضية اعتداء جنسي هزت رياضة الجمباز الأمريكية

أكبر تسوية لقضية اعتداء جنسي…

بعد خمس سنوات من المعركة القانونية، التي أعقبت فضيحة الانتهاكات الجنسية التي هزت الرياضة الأمريكية، انتهت القضية أول أمس بتسوية بين الضحايا، والاتحاد الأمريكي للجمباز، ستحصل فيها مئات النساء من ضحايا التحرش والاستغلال الجنسي، لطبيب فريق الجمباز الوطني الأمريكي السابق “لاري” نصار على 380 مليون دولار، وحكم على نصار بالسجن أكثر من 300 عام في م.2018 بتهمة التحرش والاعنداء على لاعبات الجمباز.

تُعد هذه التسوية من بين أكبر التسويات على الإطلاق لقضية اعتداء جنسي، وكجزء من اتفاق بين الاتحاد الأمريكي للجمباز واللجنة الأولمبية، سيمنح مقاعد في مجلس الإدارة للناجيات.

وكانت “راشيل دنهولاندر”، أول امرأة وجهّت اتهامات ضد نصار في عام 2016، وكتبت على تويتر مُعلقة على الخبر: (هذا الفصل أُغلق أخيرا… الآن يمكن أن يبدأ العمل الجاد للإصلاح وإعادة البناء، سواء تحققت العدالة وحدث تغيير أم لا، ذلك يعتمد على ما سيحدث لاحقا).

ووصف المحامي الذي يمثل الضحايا “جون سي مانلي”، التسوية بأنها “تاريخية”، لكنه قال إنهم سيواصلون السعي لتحقيق العدالة ضد المسؤولين الذين فشلوا في التحقيق، إذ وجد تقرير حول تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي نُشر في يوليو/ تموز، العديد من الأخطاء والتأخيرات والتستر من قبل عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، ما سمح باستمرار انتهاكات نصار لعدة أشهر بعد فتح القضية لأول مرة.

 وأشاد بالنساء اللواتي أدلين بشهاداتهن علنا، مضيفا: (لقد انتصرنا لسبب واحد بسيط، وهو شجاعة الناجيات ومثابرتهن).

اعتداء على عشرات الطفلات الرياضيات

شهدت رياضيات بمن فيهن عدد من الحاصلات على ميداليات أولمبية، بشأن كيفية اعتداء نصار عليهن جنسي، وقد اتُهم نصار بالاعتداء الجنسي من قبل أكثر من 330 امرأة وفتاة في الولايات المتحدة للجمباز، وجامعة ولاية ميشيغان.

شهدت قاعة إحدى المحاكم في مدينة لانسينغ في ولاية ميتشيغان الأمريكية، عام 2018م، لحظات حزينة، بكى خلالها الحضور لدى سماعهم شهادة الضحايا وهي تخاطب الطبيب السابق لفريق الجمباز الأولمبي الأمريكي “لاري نصار”، إذ خاطبت “كايلي ستيفنز”، التي كانت أسرتها صديقة لأسرة الطبيب “نصار”، وتقول أنه اعتدى عليها منذ أن كانت في السادسة من العمر: (أنت كاذب مقزز)، وشرحت كايلي كيف نجح نصار في إقناع والديها بأنها تكذب، عندما أخبرتهما عن الاعتداءات الجنسية التي تتعرض لها على يد نصار، وتوجهت له قائلة: (لقد اقنعت والدي بأني كاذبة، واستعملت جسدي لمدة ست سنوات لإشباع رغباتك الجنسية، وهذا أمر لايمكن أن أسامحك عليه. كنت أشعر وكأنني في عالم آخر، وبدأت أتساءل هل ما أمر به حقيقة، وهل فعلاً تعرضت للاعتداء الجنسي؟ وبغية الحفاظ على قواي العقلية، أجبرت نفسي على استذكار كل ما مررت به، كي لا أنسى ما عانيت، ولا أبدو كاذبة).

كما تحدثت في المحكمة والدة إحدى الضحايا التي انتحرت، بسبب ما وصفتها بالمعاناة الفظيعة التي عاشتها، نتيجة الاعتداءات الجنسية التي تعرضت لها على يد نصار، وقالت وهي تجهش بالبكاء: (عام 2009 انتحرت ابنتي، لأنها لم تعد تحتمل الألم والعذاب الذين كانت تعانيهما بسبب ما مرت به، لقد كانت في مقتبل عمرها، كان عمرها 23 عاماً فقط).

من بين ضحايا نصار البطلة الأولمبية “سايمون بايلز”، الحائزة على أربع ميداليات ذهبية، وبرونزية واحدة في أولمبياد ريو 2016 م،وتبلغ من العمر 20 عاماً حالياً، وقالت بايلز: (أشعر بالقهر كلّما تذكرت ما مررت به على يد نصار، ويتحطم قلبي عندما أعود مجدداً إلى نفس الأماكن التي تعرضت فيها للاعتداء، بهدف الاستعداد لأولمبياد طوكيو 2020م).

و قالت “جيسيكا”، إن نصّار اعتدى عليها عندما كانت في التاسعة من العمر، وحتى بلغت الرابعة عشرة.

أدلت عدد كبير من الضحايا بشهاداتهن أمام المحكمة، وأكدن أن المتهم أساء اليهن جنسياً خلال الفحوصات الطبية، التي خضعن لها على يديه، وفي بعض الحالات جرى ذلك بينما كان اولياء أمورهن قريبين.

صور إباحية للاطفال

عثر المحققون على 37 ألف صورة إباحية للأطفال، مُخزنة في أجهزة كومبيوتر نصار عام 2016م، من بينهم صور لأطفال في السادسة من العمر، وأقر نصار بتهم امتلاك صور إباحية للأطفال، وتداولها، وعرقلة سير العدالة عبر محاولة إتلاف الأدلة التي تدينه.

وطلبت القاضية من المتهم، الإقرار بأنه لم يكن يضع الكفوف عند فحص ضحاياه خلال الفترة ما بين 1998 الى 2015م، وأن تلك الفحوصات لم تكن لها أي هدف طبي، بل كانت لأغراضه الخاصة، فرد بالإيجاب.

وردت القاضية عليه: (لقد قمت باستغلال مركزك، والثقة التي تم مُنحت لك، بأبشع صورة ممكنة، لقد اعتديت على الأطفال).

كان الاتحاد الأمريكي للجمباز قد أعلن إفلاسه في عام م2018، مع استمرار الدعاوى المرفوعة ضد نصار في الازدياد، إذ رفعت أكثر من 130 امرأة دعاوى ضده، بتهمة الاعتداء عليهن، وكانت فضيحة نصار قد أدّت إلى استقالة رئيس اللجنة الأمريكية لألعاب الجمباز “ستيف بيني” عام 2016م، بعد اتهام الضحايا له بعدم المبادرة فوراً إلى إعلام السلطات المعنية بهذه الانتهاكات.

تأكدت التسوية أول أمس ( الاثنين)، خلال جلسة استماع في محكمة الإفلاس الفيدرالية، وتم الاتفاق على حوالي 880 مليون دولار كتعويض في القضايا المتعلقة بانتهاكات نصار، بعدما وافقت جامعة ولاية ميشيغان على دفع 500 مليون دولار في عام 2018م.

ويٌذكر أن “لورانس نصار” عمل خلال الفترة ما بين 1980 إلى 2015م، أي لمدة 35 عاماً في برنامج الألعاب الأولمبية الأمريكي، وطردته الهيئة القومية للرياضة من العمل 2015م.

وأقر نصار بتهم الاعتداء الجنسي على سبع نساء وفتاة قبل أشهر قليلة ويمكن أن يواجه حكما بالسجن يصل إلى 25 سنة.

https://www.bbc.com/arabic/inthepress-42719624/ 14 ديسمبر/ كانون الأول 2021م.

https://www.bbc.com/arabic/world-59625406/ 17 يناير/ كانون الثاني 2018م.